الفنان الراحل هشام سليم (27 يناير 1958 - 22 سبتمبر 2022) واحد من أهم نجوم السينما والتليفزيون في فترة التسعينيات، صاحب وجهة نظر وتجارب فينة وحياتية مختلفة، نقرأ عنه في السطور التالية ما رصده الكاتب معتز نادي عنه في كتابه "سنة 90" الصادر عن "دار ريشة" للنشر والتوزيع.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
في أنديتنا المصرية تجد عددًا من اللاعبين يسيرون على خطى الآباء ليصبح لهم الاسم والصدى في الملاعب بين مؤيد لمستواهم العالي ورافض لوجودهم بحجة التوريث وضياع الفرص على أصحاب الكفاءة.
وكان من الممكن أن يصبح هشام سليم لاعبًا في النادي الأهلي مثل والده أيقونة الفريق الأحمر صالح سليم.. فبدأ الابن من فريق الأشبال ثم خطفه التمثيل والغناء ليغير طريقه نحو الشاشة الفضية.
التقطته بالصدفة عين سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ليصبح واحدًا من أبنائها في "إمبراطورية ميم" ليمارس هواية التمثيل بعد أن كان دوره قاصرًا على الفرقة المدرسية.
طالب الثانوية العامة نجح باقتدار في أول تجربة سينمائية مثل والده صالح سليم، وهو ما جعل المخرج يوسف شاهين يرصده كي يظهر مجددًا أمام الكاميرا في "عودة الابن الضال"، لتضيف له التجربة الكثير من الخبرات، التي تزود بها من خلال عملاق السينما المصرية محمود المليجي.
حين بدأ يتلمس الخطى نحو الفن قيل إن صالح سليم دفعه إلى هذا الطريق مستغلًا اسمه وشهرته، لكن الابن يقول: "هذا لم يحدث.. فعندما عرف والدي برغبتي في العمل بالسينما.. قال لي جملة واحدة.. انتهي أولًا من دراستك ثم افعل ما شئت.. واستمعت لنصيحة والدي".
بالفعل الشاب اختفى مكتفيًا برحلة دراسية أكاديمية في كلية السياحة والفنادق، وفقًا لما كشفته مجلة "صباح الخير" التي كتبت: "يستمر هشام في مجال السياحة بعد تخرجه في الكلية، حيث عمل لفترة في مجال الفندقة.. ولكنه لم يجد نفسه في هذا العمل.. فاختار أن يكون رجل أعمال.. ولكن ماذا يعطيه العمل في الاستيراد والتصدير؟"
هكذا ردد هشام سليم السؤال على نفسه واقتنع أنه لا شيء سيحصل عليه سوى الأموال و"هي التي لا تشغله بالمرة!".
في موضوعه يحكي طاهر البهي عن هشام سليم أنه "عاوده الحنين إلى عدسات السينما، وظل يتحين الفرصة إلى أن جاءته ثانية على يد المخرج يحيى العلمي عندما طلبه للمشاركة في فيلم (تزوير في أوراق رسمية)، ومع أول مشاهد الفيلم استشعر هشام كمًا من الرضا يتدفق إلى داخله.. فأدرك على الفور أنه خلق من أجل أن يكون نجمًا ممثًلا يشار له بالبنان.. فتخلى عن كل أعماله ومشاغله الأخرى.. وتفرغ لمعشوقته لتتوالى الأفلام السينمائية".
"أقرأ العمل ككل وأركز على دوري، فإذا كان دوري نمطيًا ليس به جديد وضعيف المستوى أرفضه فورًا.. وإذا كان دوري جيدًا أتشبث به".. كلمات يحكيها هشام سليم عن مسيرته الفنية التي تكشف عن وجود وجهة نظر له مغايرة أحيانًا لفكرة المؤلف، فيعرضها على المخرج دون سعي منه لفرض رأيه و"أجعل من رأي المخرج رأيًا نهائيًا باعتباره صاحب العمل"، حسب تعبيره.
لا يكتفي بذلك بل يشير في حواره إلى أنه يقرأ السيناريو مرات عديدة ويعكف على دراسة أدق التفاصيل، ولا مانع من استشارة المتخصصين لخروج الشخصية بأدق تفاصيلها، معتبرًا أن الأدوار التمثيلية صعبة وسهلة لكنه يعشق الأدوار المركبة ويفرح عندما تعرض عليه، معترفًا بأن "أسهل الأدوار هي تلك (المكتوبة كويس)، والتي ينجح الكاتب في تصويرها على الورق بكل أبعادها وأدق تفاصيلها.. فلا يجد الممثل صعبوة في تجسيدها أمام الكاميرا".
ويضرب مقارنة بالورق الذي يكتبه المؤلف دون بذل أي جهد في كشف تفاصيلها، فهو يرى أن الممثل مهما كبر تاريخه لا يمكن له أن يؤديها لأنها تصبح بالنسبة له "شخصية هلامية مطلوب منه استحضارها وتجسيدها".
هشام سليم في حواره يتحدث بصراحة دون أن يحدد حسابات معينة ترضي مؤلفًا بعينه أو منتجًا ربما يختاره في عمل.. يتكلم بحماس الشباب الرافض لأي اتهامات تطال حقوقهم في العمل الفني، فيقول: "إنكم تظلمون الجيل الجديد باتهاماتكم التي تصبونها فوٍق رؤوسنا بأننا نقبل العمل في أفلام المقاولات.. فأنا أتساءل بالله عليكم.. إذا كانت غالبية الأعمال التي تعرض على أفلام مقاولات.. فإذا رفضتها جميعًا فأين يراني المخرجون الجادون.. بل كيف يتذكرون أن هناك ممثلًا اسمه هشام سليم ولا يعمل؟".
وجهة نظر قد تتفق معها أو تختلف حولها، لكن هشام سليم يهوى ضرب المقارنات في حديثه دون أن يذكر أي اسم، فيخبرك أنه "إذا كان الكبار المشهورون يقدمون تنازلات بمشاركتهم في أعمال دون المستوى، وهم الذين حققوا الانتشار المطلوب معه الاسم والنجومية.. أليس جيلنا أشد احتياجًا لهذا التواجد على الساحة الفنية؟!".
مع وابل الأسئلة التي يطلقها هشام سليم تجده يعترف أنه أخطأ كثيرًا فنيًا ولا يستبعد تكرار الأخطاء الفنية في المستقبل "لكن في وسط أخطائي سأسعي جاهدًا أن تكون الحسنات أكثر من السيئات، وسأسعى جاهدًا للاستفادة من أخطائي".
يعيد هشام سليم خلال الحوار تأكيد فلسفته في العمل التي تهتم بالتواجد "إلا أن الفلوس حتى الآن لا تمثل أي شيء بالنسبة لطموحاتي.. فلم أكن يومًا ساعيًا لجمع المال!".
ليس المال وحده فقط مرفوضًا لدى هشام سليم بل لا يرضى بأن يكون "فتى أول السينما المصرية"، ولديه نفور من "كل الأدوار التقليدية التي تضعني تحت بند الممثل ابن الناس.. وأسعى لكسر هذا الإطار".
بهيئته الشابة، قرر هشام سليم الخروج على نمط الأدوار التي تحدث عنها مسبقًا، ليصبح بائع الفل في فيلم "رجب الوحش"، وما شغل باله أن يظل محبوبًا لدى الجمهور مع عدم ترقب أي ألقاب تمنح له.
عندما يتحدث كل جيل عن الجيل الذي سبقه، فتجد العديد من أفراده يرون من سبقوهم أحسن حظًا منهم وأتيحت لهم الفرص الجيدة.. بينما الجيل السابق يرى الجيل الحالي أنه جاء في عيشة سهلة ولم يتعرض للصعوبات التي واجهتهم في رحلة المستقبل.
لكن هشام سليم اعتبر جيله الأسعد حظًا في سرعة الوصول إلى الناس مع انتشار شرائط الفيديو التي تدخل كل بيت.. فلم تعد السينما وحدها الطريق إلى المتابعين.. والحال اليوم بات مختلفًا بوجود المنصات الإلكترونية التي تتيح لك مشاهدة ما تريد من أفلام ومسرحيات ومسلسلات وأنت في قلب بيتك.. فقط تأكد من سرعة الإنترنت ودفع الاشتراك.
ولم ينس هشام سليم أن يعقد مقارنة جديدة كعادته، قائلًا: "جيلي تعيس الحظ في انحدار مستوى الاستديوهات.. وتقهقر إمكاناتها.. في حين أن استوديوهات السينما العالمية تشهد تطورًا بصورة تكاد تكون يومية!".
حين تقرأ الحوار تظن فرضية رضا هشام سليم عن حظ جيله كما سبق وافتتحها بالدلالة على الفيديو وانتشاره السريع بين الجمهور، ليخبرك: "نحن أتعس لأننا نعيش وسط مشكلات اقتصادية واجتماعية لم تعرفها الأجيال التي سبقتنا، وبالطبع فإن هذا يؤثر سلبًا على إبداع النجوم الشبان".
قد تتساءل.. وهل يجد هشام سليم صعوبة في تسويق نفسه؟
هل هشام سليم تعيس الحظ وهو يحمل اسم صالح سليم؟
يجيبك هشام سليم بالحديث عن والده: "لا شك أن اسمه الذي أحمله ساعدني بطريقة غير مباشرة في أنه صنع سابق معرفة بيني وبين الناس.. حيث اختصر لي بعض الوقت.. ولكنني أبدًا لم أستغل اسم والدي.. ولا أحب أن يتاجر أحد باسمه ولو كان ذلك لصالحي!".
قد تستفسر الآن عن سبب تسمية هذا الفصل.. وما العلاقة بين هشام سليم والمعجبات؟
لكن قبل أن تعرف التفاصيل.. فأصحبك إلى نصيحة نادى بها أقرانه من الفنانين بالحذر من الغرور دون أن ينسى دور الجمهور لأنه "للأسف بعض الناس يساعدون النجوم بل يكادون يدفعونهم دفعًا نحو الغرور عندما يستقبلون النجوم بشقلباظات.. ويعطونه أكثر ما يستحق.. ولكنني أؤكد أنني حذر تجاه لعنة الغرور.. وأتمنى أن أحافظ على نفسي هكذا للأبد".
اقرأ أيضا:
من السعودية لإيطاليا ... أناقة أم العريس بسمة وهبة باللون الأبيض في احتفالات زواج وخطوبة أبنائها
تامر حسني يسخر من تقليد ابنته لمشهد من "عمر وسلمى": قافلة حواجبك بالقلم عشان تبقي زي بابا!
سقط من الدور العاشر ... وفاة نجل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي
#شرطة_الموضة: ملك قورة بفستان مطرز يدويا بفتحة أمامية طويلة خلال تقديمها لحفل عمرو دياب بالأهرامات
لا يفوتك: السيناريست محمد هشام عبية يرد على انتقادات قراء (في الفن) لـ بطلوع الروح وصلة رحم ورسالة الإمام
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5