"كل سنة .. نفس وقف الحال .. ونفس البهدلة" هذا ما يعنيه العرض الخاص لفيلم جديد لعادل إمام لبائع المشروبات الغازية أمام سينما راديو في وسط البلد ، وهذه المرة مع فيلم "السفارة في العمارة" ، جماهير كثيرة وقوات أمن تحيط بالسينما وإختناق مروري رهيب ، وحالات إغماء ، وضربة تلقاها النجم أحمد السقا من أحد معجبيه.
العروض الخاصة منذ بدايتها تعد مكان يلتقي فيه أبطال الفيلم مع جمهوره ، يشاهدون معهم الفيلم ، يستمعون لتعليقاتهم ، يقف "فتى الشاشة" عماد حمدي مع "سيدة الشاشة" فاتن حمامة يلوحان بأيديهما من شرفة السينما إلى الجمهور بعد إنتهاء عرض الفيلم ، ليجدا من يصفق إذا أعجبه الفيلم أو من يخرج في فتور ووقار يضاهي سنوات منتصف القرن الماضي التي شهدت ميلاد العروض الخاصة.
تذكر السقا هذا المشهد أثناء حديثه عن الضربة التي تلقاها في العرض الخاص لفيلم الزعيم ، وكـأنه يترحم عليها مثلما يترحم النقاد على أفلام فترة زمن الفن الجميل ، والذي ضرب الممثل الشاب ، لا يكرهه ليفعل ذلك ، ولا يعرفه معرفة شخصية ، إنه واحد من مئات وجدوا صخباً فذهبوا ليعرفوا السر ، فكان قدوم عادل إمام وزملائه ، ليهتف شاب إلى صديقه "خلينا واقفين .. عمرك شفته على الحقيقة؟" ، ليرد الآخر "نقف يعني إحنا ورانا إيه"!
وأنت تقف في طابور من الأجساد ، يحمل أحدهم صديقه على عاتقيه ليلتقط صورة مقربة لفنانة في دورها الأول ، وتسمع نداءات إستغاثة لفتاة أغشي على صديقتها من فرط "الجذب والشد" ، أو لرؤيتها نجم ما ظنت يوماً أن تكون أمامه مباشرة ، تظن على الفور أن هذا هو الهدف من العروض الخاصة في عصرنا الحالي ، لقاء الجمهور المتلهف لمشاهدة فنانيه الكبار ، وإحتكاك النجوم بالمشاهدين ورؤية محبة الناس لهم ، كما قال أحمد عز في حفل "ملاكي إسكندرية" لـfilbalad.com "يكفي حب الناس ورد فعلهم على الفيلم".
لكنك وأنت في الإطار الخارجي لدائرة الزحام حول عربة عادل إمام الفارهة تترامى إلى أذنك عبارات سيدة في منتصف العمر ، "كل الزحمة دي علشان عادل إمام .. ليه يعني إمال لو كانت سهير زكي"! ، ولا تجد أي تبرير لهذه المقارنة غير أنها غير راضية عما يحدث ، وترى أن الأمر لا يتحمل كل هذا ، مثل رجل شاب هاله ما رأى فجلب من ماضي السينما شخص الراحل عادل أدهم ليكون سبباً محتملاً ومقعناً لهذا الزحام! ، بينما قال آخر في أسى "لو كان ده الشعراوي كانوا كلهم جريوا"!
سواء إتفق الفريقان أم لا ، فهناك مئات ينتظرون على أبواب دور العرض التي يعلن أصحابها أنهم سيحضرونها ، ليشاهدوا أمامهم وجوه لا يرونها إلا على الشاشاة الفضية ، يلتقطوا صورهم على هواتفهم المحمولة ، لكنك بعد حضور العرض الخاص لفيلم "الحاسة السابعة" وبعد صراخ المعجبين وإنتهاء موجات المصافحات والإبتسامات التي يوزعها النجم على كل من يراه ، وخفوت أضواء الكاميرات التي إعتاددها البطل ، تأخذك قدماك إلى أمام المبني التجاري سيتي ستارز الذي شهد عرض الفيلم ، فتجد أمامك بطل الفيلم أحمد الفيشاوي مع والدته سمية الألفي ينتظران شيئاً ما ، واقفان لا يلتفت أحد إليهما ، لتشعر وكأن الذين كانوا في العرض أناس أخرى!
قد تظن أن هذا ينطبق على الجمهور الذي لم يتلق دعوة بطريقة أو بأخرى لكي يدخل إلى الفيلم ، لكن نظرة فاحصة لمن دخلوا عرض "ملاكي إسكندرية" تؤكد خطأ الفكرة ، فتوفير دعوة عن طريق "أحد المعارف" داخل شركة الإنتاج سهل جداً ، وكذلك قد تكفيك عبارة من أحد الوجوه الجديدة في الفيلم "ده معايا" للعبور من البوابة الأمنية.
فعند دخولك تجد أمامك الأخوة العرب بزيهم المميز في عرض خاص لفيلم مصري! ، وتجد أطفالاً يجرون في ممرات السينما - قد يكونوا أصدقاء الطفل الذي ظهر في المشهد الأخير في الفيلم - وتجد شباباً آخرين أنهمكوا في تعريف أنفسهم لفتيات تدل ملابسهن على أنهن أخطئن الطريق من أحد الأفراح إلى دار العرض ، ووسط كل هذه الجموع تجد أحمد عز يهرول وسط "كردون" بشري ، ومحمد رجب يوقع على ورقة تناولها شابٌ من آخر مستغيثاً لكي لا تضيع فرصة عمره من أمامه ، وبعدما يحصل على التوقيع يطوي ورقته ويرحل مبتسماً راضياً.
ليس الأمر أبداً فيلماً يريدون مشاهدته ، ففليم "حريم كريم" كان يعرض في ثلاث دور عرض في نفس التوقيت ، لكن واحدة ضمت أبطال الفيلم ، فرفضت الجماهير مشاهدة الفيلم على أي شاشة أخرى ، وتكدست الجموع على باب صالة العرض التي وفد إليها النجوم.
قد يلوم البعض الجمهور فقط على هذا الزحام وإنعدام التنظيم ، خاصة مع كسر الواجهات الزجاجية للمحال المجاورة للسينما ، وإصابات البعض الآخر من الحاضرين ، لكن بائع المياه الغازية ألقى باللوم على عادل إمام في إختياره لمكان العرض الخاص في أحد أكثر شوارع القاهرة إزدحاماً قائلاً : "هو عايز كده ، الناس تتلم عليه كل سنة .. وفي ا