يبدو أنه في الآونة الأخيرة أصبح الفن المصري وأخباره تقتصر على "حودايت الطلاق والزواج، أو النقابات الفنية التي باتت تختصم أعضائها، وهناك من يذهب إلى التجريس وفضح كل من يختلف معه"، وإذا أخذت قرارا بالابتعاد عن تفاصيل المشهد لفترة عامدا، صدقني لن يفوتك شيئا مهما، فالمساحات المخصصة للنشر باتت تفرد لتلك النوعية من الموضوعات، أما المواقع الإلكترونية فالتريند هو سيد الموقف، لذلك لا تحدثني عن المهنية أو القضايا الفنية الحقيقة، وما تعانيه الدراما المصرية من ترهل، والسينما من جمود، وهي القضايا التي تحتاج لنقاشات جادة في ظل التطورات السريعة والتي يشهدها العالم في مجال صناعة المحتوي الفني سواء الدرامي أو السينمائي خصوصا في ظل التطورات التكنولوجية المرعبة، والتي أصبحنا نشهدها مع الإعلان عن اطلاق apple وgoogle لمنصات تنافس" Netflix وغيرها من الشبكات.
أما نحن في مصر فكل ما يشغلنا حاليا هو كيف نفرض مزيدا من القيود، وكيف نحاكم بعضنا البعض، أو " صدر محمد رمضان" وكيف له أن يظهر على المسرح عاريا، وأين النقابة والنقيب المخضرم هاني شاكر؟ وكيف يسكت عن تلك الإساءة والتي تهدد المجتمع والأخلاق؟!
والمفارقة أن نقيب الموسيقين والذي هو في الأصل فنان أصبح لا يفعل شيئا سوى الانسياق وراء تلك الهجمات ومحاكمات مواقع التواصل الاجتماعي، تماما مثلما فعل في قضية شيرين عبد الوهاب وسرعان ما يلبس رداء القاضي والجلاد وينسي دوره الحقيقي كمحامي للفنان، وتناسي هاني شاكر أن الفن يقوم على التنوع وهناك المونولوج وهناك الغناء الكلاسيكي، والقصائد، والفرانكوآراب، والراب، وهناك الشو الفني أو الاستعراض وغيرها، وهذا هو ما فعله رمضان قدم "شو فني" راق لجمهوره، كما أن رمضان لم يأت بفعل خارج عن الآداب بل قدم نفس أغنياته وتقريبا ارتدى نفس الملابس التي ظهر بها في "كليباته" المصورة، إلا أن نقيب الموسيقيين وعلى طريقة الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح قرر في بيان صحفي" أن النقابة لن تمنح أي تصاريح لاحقا إلا من خلال لجنة فنية لتقييم المستوي الفني".
وأشار بيان النقابة إلى أنها ستأخذ في الاعتبار "مدى الالتزام بالقيم الأخلاقية والمجتمعية المتعارف عليها، وعدم مخالفتها للنظام العام، وأنها سوف تلاحق من يخالف ذلك قانونيا".
وفي ظل هذا المشهد المتردي فعليا لن يتبقي لنا سوي أن نتابع صراع النقابات مع النجوم، وكيف تخلت النقابات الفنية عن دورها الحقيقي في دعم أعضائها من الفنانين ومساندتهم، أو أخبار وحواديت زواج وطلاق النجوم، انطلاقا من أن "كله بيلعب على كله" السوشيال ميديا "تسوق المشهد طبقا لأهواء روادها، والنقابات تعزف لحنا واحدا في محاولة للعب على كل الحبال.
حكاية غلاف
وفي اطار هذا المشهد العبثي، خرجت علينا مجلة حريتي والصادرة عن واحدة من المؤسسات الصحفية العريقة بغلاف صحفي أقل وصف له أنه متدني أخلاقيا ومهنيا، ولا أعرف كيف تم طباعة مثل هذا الغلاف وما يمثله من إهانة ليس فقط للنجوم الذين تصدروا الغلاف ولكنه بالأساس إهانة لمهنة الصحافة وكل من يعمل بها.
اقرأ أيضا
كشف خطة الانتقام من "ثانوس" في Avengers: Endgame
بالفيديو والصور- محمد إمام وإيمي سمير غانم من "الخوارق" في شهر رمضان.. قوة ١٠٠٠ رجل