توج فيلم Green book لبيتر فاريلي بجائزة أوسكار أفضل فيلم لعام 2019، بعد منافسة قوية مع فيلم Roma لألفونسو كوارون. وصحيح أن الجائزة الكبرى تنافس عليها 6 أفلام أخرى، إلا أن سباق موسم الجوائز حصر الأمر بين هذين الفيلمين.
فيلم Green Book يقدم قصة مستوحاة من أحداث حقيقية وقعت في بداية ستينيات القرن الماضي، حيث كان هناك ما يعرف بـ"الكتاب الأخضر"، الذي يحدد للمسافرين الملونين قائمة بالأماكن المخصصة لهم، حتى لا يتعرضون للاضطهاد والعنف الذي يصل حد القتل. تركز الأحداث على جولة موسيقية مدتها 8 أسابيع في ولايات الجنوب الأمريكي الأكثر تعصبا ضد الملونين، حيث سائق أبيض اللون يدعى توني ليب (فيجو مورتنسن)، يتولى قيادة السيارة الخاصة بعازف بيانو أسمر البشرة يسمى دكتور دون شيرلي (ماهرشالا علي)، تجمعهما المنفعة المتبادلة التي تتحول مع مرور الوقت إلى صداقة قوية فريدة من نوعها.
يبدو أن فوز الفيلم أثار غضب بعض المشاهير، وقرروا الإفصاح عن مدى استيائهم من خلال وسائل الإعلام وموقع Twitter.
يأتي على رأس المعترضين، المخرج سبايك لي، الذي نافس فيلمه BlacKkKlansman، على 6 جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم.
فور الإعلان عن فوز Green Book، أشاح لي بيده غاضبا وحاول مغادرة القاعة لكن الأمن أجبره على العودة إلى مقعده، وفقا لما ذكرت مجلة Variety.
وفيما بعد قال للصحفيين، إنه يشرب كأس الخمر السادس، مضيفا أنه يخسر في كل مرة يقود أحدهم شخصا آخر. في إشارة إلى عدم ترشحه لجائزة أفضل فيلم عن Do the Right Thing عام 1989، في الوقت الذي فاز فيه فيلم Driving Miss Daisy بالجائزة.
جدير بالذكر أن فيلم Driving Miss Daisy لبروس بيريسفورد، يتشابه مع أحداث فيلم بيتر فاريلي. حيث تدور قصته حول علاقة صداقة تتطور على مدار السنوات بين سيدة يهودية عجوز صاحبة بشرة بيضاء، وسائق أسود غطى رأسه الشيب.
التقطت عدسات الكاميرات رد فعل الممثل شادويك بوسمان، بطل فيلم Black Panther، الذي ترشح لـ7 جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم.
حيث ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة، وهو ينظر إلى شخص يجلس خلفه.
وكتب المنتج والإعلامي كيث بويكين إنه لا يزدري الفيلم، لكن الكثير من المنتمين لمجتمع السود يودون أن يشاهدوا تقدير أكبر للأفلام التي تتناول تجارب السود حقا، وليس الأفلام التي تجعل تجربة السود ملائمة للجمهور الأبيض.
واختار الكاتب والمنتج جيسون جيلبرت، أن يسخر من فوز الفيلم، مؤكدا في البداية أن حكايته الملهمة تتناول كيف يمكننا إنهاء العنصرية إذا كان كل شخص، بغض النظر عن خلفيته، بإمكانه التعاون مع الآخرين.
ثم تابع ساخرا: "لذا يرجى الترحيب بمنتجي green Book، ألف ولدوا عام 1961".
وأشارت الكاتبة شارلوت كليمر في تغريدة إلى أن الفيلم ليس أفضل أفلام العام، لكنه بالتأكيد الخيار الأفضل للأشخاص الهاشين من ذوي البشرة البيضاء الذين يحتاجون إلى لمثل هذا النوع من الأشياء في عصر ترامب.
جدير بالذكر أن الفيلم واجه عدة أزمات قبل ترشحه للأوسكار، حيث تعرض لانتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب كاتب السيناريو نيك فاليلونجا، الذي كتب تغريدة عبر موقع Twitterعام 2015، تحمل قدرا كبيرا من العنصرية تجاه المسلمين. كانت التغريدة تأييدا لتصريحات قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفيد بأنه شاهد آلاف المسلمين في ولاية نيو جيرسي يحتفلون بهجمات 11 سبتمبر التي وقعت عام 2001.
كما أن مخرج الفيلم بيتر فاريلي، واجه أزمة مشابهة نظرا لتورطه في سوك السلوك الجنسي. فقد أعاد موقع The Cut نشر قصة عنه تعود إلى عام 1998، تفيد بأنه اعتاد على الكشف عن عضوه الذكري أمام الناس كنوع من المزاح. وقد كان من بين الأشخاص الذين تصرف معهم على هذا النحو، الممثلة كاميرون دياز، قبل مشاركتها في فيلم There's Something About Mary، الذي تولى إخراجه هو وشقيقه بوبي فاريلي.
وفيما يخص أزمة عائلة شيرلي، فقد تحدثت واحدة من أقاربه، تدعى إيفون شيرلي، لمجلة The Hollywood Reporter، قائلة: "لقد قرر صناع الفيلم أن يجعلوا دون شيرلي، شخصا بعيدا عن عائلته السوداء، رغم أن ذلك لم يكن صحيحًا. قرروا أن يجعلوه منفصلا بشكل سخيف عن مجتمع السود وثقافتهم. وهذا لم يكن صحيحا أيضًا. كما قرروا أن تكون فترة تكوينه في أوروبا، بالرغم من أنه قضاها في الجنوب حيث ولد ونشأ".
اقرأ أيضا:
أوسكار 2019- Green Book أفضل فيلم ورامي مالك صاحب الحظ السعيد.. القائمة الكاملة للجوائز