أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الخميس، 14 فبراير، 2019 | آخر تحديث:
لي إسرائيل

تسيطر الأفلام المأخوذة عن شخصيات حقيقية على ترشيحات أوسكار 2019، خاصة بعدما أثبتت هذه النوعية من الأفلام قدرتها على حصد أصوات أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في الدورات الماضية.

من بين هذه الأعمال السينمائية، فيلم ?Can You Ever Forgive Me للمخرجة مارييل هيلر، المرشح لـ3 جوائز أوسكار هي أفضل ممثلة لميليسا مكارثي، وأفضل ممثل مساعد لريتشارد جرانت، وأفضل سيناريو مقتبس.

الفيلم يركز على كاتبة السير الذاتية، لي إسرائيل، التي تعرقلت مسيرتها المهنية بعد إصدار عدة كتب ناجحة. فلجأت إلى تقليد وسرقة الوثائق الأدبية الثمينة وأتوجرافات المشاهير من أجل الحصول على أموال بمساعدة صديقها الوفي جاك هوك. استمرت في التربح من وراء هذا العمل لمدة عام تقريبا حتى بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي في تتبع خطواتها، وانتهى الأمر بمحاكمتها.

في السطور التالية، نقارن بين ما قدمته الدراما عن لي إسرائيل، والأحداث الحقيقية، معتمدين على ما جاء على Hollywood Vs. History.

بدايات لي إسرائيل

نشأت لي إسرائيل في عائلة يهودية في بروكلين وتخرجت من مدرسة ميدوود الثانوية، ثم التحقت في كلية بروكلين عام 1961 وحصلت على درجة البكالوريوس في الخطابة. كان لديها أخ واحد، يدعى إدوارد ، لكن كما جاء في الفيلم، فإنها علاقتهما كانت مضطربة ولم تكن مقربة منه على الإطلاق.

فترات النجاح

في فترة ستينيات القرن الماضي، وقبل أن تصبح مزورة ، كانت لي إسرائيل كاتبة مستقلة تنشر مقالاتها عن السينما والمسرح والتليفزيون في صحف مرموقة مثل The New York Times. وقد سافرت إلى كاليفورنيا لتكتب موضوعا عن كاثرين هيبورن بعد وفاة رفيقتها سبنسر تريسي. نُشر المقال في Esquire نوفمبر 1967، واستمر عملها مع المجلات حتى عام 1970.

في عام 1972، صدر لها أول كتاب سيرة ذاتية تحت عنوان Miss Tallulah Bankhead، يركز على حياة الممثلة المسرحية والسينمائية تالولاه بانكهيد المعروفة بشخصيتها الصعبة وصوتها المزعج. أما كتابها الثاني حمل اسم Kilgallen: A Biography of Dorothy Kilgallen، وركز على مسيرة الصحفية دوروثي كيلجالن، وقد أصبح ضمن قائمة الكتب الأفضل مبيعا في The New York Times عام 1980.

بداية السقوط

تشير لي إسرائيل في مذاكراتها التي تحمل نفس اسم الفيلم ? Can You Ever Forgive Me إلى أن دار نشر ماكميلان تعاقدت معها على كتابة سيرة ذاتية عن إيستي لودر، صاحبة شركة مستحضرات تجميل شهيرة. وقد كان من المتفق عليه أن تكون سيرة ذاتية جريئة تكشف عن الجوانب المسكوت عنها في حياة لودر. وقد حاولت صاحبة شركة التجميل أن تدفع لها مقابل التخلي عن المشروع، لكنها رفضت. لذا، قررت لودر الانتقام منها وكتبت مذاكراتها بنفسها، وحرصت على نشرها خريف عام 1985، لتتزامن مع وقت طرح كتاب إسرائيل.

نتيجة لذلك، اضطرت إسرائيل للإنجاز في مرحلة إعداد الكتاب الذي صدر تحت عنوان Estée Lauder: Beyond the Magic. تعرض الكتاب لهجوم حاد من قبل النقاد، وفشل تجاريا. تقول عن الواقعة التي تعتبر بداية سقوطها: "لقد ارتكبت خطأ، بدلاً من الحصول على الكثير من المال من امرأة غنية مثل أوبرا، نشرت كتابًا سيئًا وغير مهم. وتسابقت مع الزمن لإنهائه قبل مذكرات إيستي لودر الخاصة".

تدهورت حياة لي إسرائيل على الصعيدين المهني والخاص، وأصبحت محاطة بأعباء الفواتير غير المدفوعة، وقطتها المريضة التي تحتاج لرعاية طبية، كما جاء في الفيلم. لم ترغب في الحصول على مهنة بدوام 8 ساعات، وحتى وأن حاولت، فإنها غير قادرة على مجاراة مثل هذا النظام في العمل. في الحقيقة كانت تحمل نظرات شفقة وازدراء أيضًا لهؤلاء الذين يعملون في المكاتب.

كما أنها كانت مدمنة للكحوليات، ولم تكن قادرة على التوقف عن الشرب، لدرجة أن الناس لم يرغبوا في العمل معها.

أول جريمة تزوير

تتحدث لي إسرائيل في حوار مع NPR عام 2008، عن كيفية تورطها في عالم التزوير: "لقد حدث ذلك بشكل تدريجي، مثلما يحدث في معظم الأشياء الشريرة... ذهبت إلى المكتبة وحصلت على مجموعة من الرسائل، لم يكن من المفترض أن أطلع عليها في مكان غير مؤمن جيدا". بدلا من أن تعيد لي كافة الرسائل بعد مطالعتها، قررت الاحتفاظ ببعضها وكانت تخص الممثلة والمغنية فاني برايس.

تحكي إسرائيل: "كان هناك مساحة كبيرة بيضاء في أسفل الرسالة بعد (تفضلوا بقبول فائق الاحترام)، فقررت شراء آلة كاتبة قديمة، وكتبت جملتين في المساحة البيضاء حسنت من الرسالة، ورفعت من سعرها". وقد باعت الرسالة بـ40 دولار.

جرائم متقنة

كما تضمنت أحداث الفيلم، كانت لي إسرائيل متميزة في كتابة الرسائل والوثائق المزورة. ففي الحقيقة، اشترت إسرائيل مجموعة من الآلات الكاتبة القديمة، وكانت كل واحدة مخصصة لكتابة رسائل محددة. ولكي تبدو الأوراق قديمة، ذهبت إلى المكتبات وسرقات الصفحات الموجودة في آخر الكتب والدوريات. وباعتبارها باحثة متميزة في الأساس، فقد تتبعت الرسائل التي كتبها الأشخاص المشهورين التي تزور وثائقهم، لتتعلم أساليبهم المختلفة في الكتابة لتبدو أكثر منطقية وواقعية.

يصفها أحد المحققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي، بأنها كانت ذكية للغاية.
وصل عدد الرسائل التي زورتها إلى أكثر من 400 رسالة، لشخصيات عامة مثل دوروثي باركر ، ونويل كوارد ، إرنست همنجواي ، لويز بروكس.

لم تتربح إسرائيل كثيرا من وراء رسائلها المزورة، وعادة ما كانت تبيعها بمبلغ يتراوح من 50 إلى 100 دولار. لكن مذاكراتها عن جرائهما كانت من أكثر الكتب مبيعا.

قصة حب مختلقة وصداقة حقيقية

بالفعل كانت لي إسرائيل مثلية الجنس، لكن قصة حبها مع مالكة المكتبة، من وحي الخيال. وبالتالي، فإن "آنا" ليست مستوحاة من شخصية حقيقية. ومع ذلك، فإن هذه الشخصية في الفيلم ساعدت على إظهار الجانب الإنساني من إسرائيل.

في المقابل، فإن شخصية جاك هوك حقيقية، وقد جمعتهما صداقة قوية وساعدها في سرقة الخطابات وبيعها عندما بدأ المحققون يتتبعون خطواتها.

حياتها بعد فضح أمرها

عملت لي إسرائيل كمحررة في مجلات علمية، كما عكفت على إعداد كتابها الرابع ?Can You Ever Forgive Me.
وكتبت في مذاكراتها: "ما زالت اعتبر الرسائل أفضل إنجازاتي".

اقرأ أيضًا:
11 فيلما عن أحداث وشخصيات حقيقية في أوسكار 2019.. تعرف عليها

بعد انسحاب بن أفليك.. 5 مرشحين لشخصية "باتمان".. هذا الممثل الأقرب