تجربة خامسة يخوضها أحمد آدم مع شخصية "القرموطي" التي اشتهر بها، إذ يعرض له حاليا فيلمه الكوميدي الجديد "قرمط بيتمرمط" في دور السينما المصرية، ومن إنتاج أحمد السبكي، وبطولة أحمد آدم، ومي سليم، ودينا فؤاد، ووليد فواز.
شخصية القرموطي كانت ظهرت للمرة الأولى من خلال المسلسل التليفزيوني "سر الأرض" عام 1994، ثم عاد الممثل الكوميدي لتقديمها بعد 4 سنوات من خلال مسلسل "القرموطي في مهمة سرية"، ثم قدمها عام 2005 لأول مرة في السينما بفيلم "معلش إحنا بنتبهدل” والعام قبل الماضي بفيلم "القرموطي في أرض النار".
أحمد آدم لا يستمع إلى نصائح نقاد السينما، الذين طالبوه بالتخلي عن الشخصية والبحث عن جديد ليقدمه، فالناقد رامي عبد الرازق نبهه فور إعلان عزمه تجسيد الشخصية من جديد عبر FilFan.com قائلا: كل من جاء بعد شخصية شارلي شابلن وحصر نفسه في دور معين فشلوا فشلا ذريعا، والذي يظن أن الشخصية التي أضحكت الجمهور منذ 20 سنة ستضحكهم الآن، ليس مدركاً أن الجمهور والزمن تغيرا والذي شاهدهم منذ 20 عاما أغلبهم لا يذهبون إلى السينما حالياً".
إذن آدم لم ينصت للنقاد، والبعض يراهن على أن كلام النقاد ليس دائما الصواب، والحكم يبقى لدى الجمهور. لذا سنتوجه للمشاهد المحب لشخصية "القرموطي" الذي قد يتحمس لرؤيته من جديد، ونحاول هنا الإجابة على بعض التساؤلات التي قد تخطر على ذهنه قبل مشاهدة فيلم "قرمط بيتمرمط"، وربما قد يعتبرها نصائح أيضا.
لن تشاهد قرموطي مختلف
قد تعتقد ان القرموطي لن يغامر بتقديم نفس الشيء بنفس الطريقة، للأسف ننصحك بأن تترك هذا الاعتقاد مع عامل السينما الذي يقطع لك التذاكر، فالاختلافات البسيطة التي قد تلاحظها في هذه التجربة الجديدة لشخصية "القرموطي" أنه يعمل مرشدا سياحيا، لكن ما دون ذلك فكل شيء ثابت، إفيهات ليست بجديدة، تفخيم وتعظيم للذات كالعادة من شخصية "القرموطي" ومحاولات لـ "الفهلوة" ورسالة مباشرة في نهاية الفيلم، كما سبق أن فعل في "القرموطي في أرض النار" 2017.
لا يوجد في هذا الفيلم أي لعب على شخصية "الواد مرعي بتاع الكليمة"، هذه الشخصية التي كان القرموطي يعتبرها العدو اللدود له، وكانت دائما نقطة انطلاق لإفيهات في أعمال أحمد آدم أو "القرموطي".
هل سأضحك؟
لا تعقد الآمال على أنك سترى فيلما كوميديا مميزا، صحيح أنه ليست كل تجارب "القرموطي" سيئة، بل كانت هناك أعمالا ظهرت فيها الكوميديا بشكل كبير منها "معلش إحنا بنتبهدل"، لكن في "قرمط بيتمرمط" نجد أن الجانب الكوميدي ليس حاضرا بشكل يخدم العمل، بل كانت مجرد حركات وطريقة كلام تعود عليها الجمهور.
تجربة عادل إمام هل تتكرر؟
يحمل العمل أسماء 3 مؤلفين شباب هم أمين جمال ومحمد محرز وأحمد أبو زيد توفيق، وكان جمال ومحرز نجحا مع عادل إمام في مسلسله "عوالم خفية" الذي عرض برمضان 2018 في أن يقدما النجم الملقب بـ "الزعيم" بشكل جديد نال استحسان النقاد، لكنهما في هذه التجربة لم يضيفا أي شيء يذكر لـ "القرموطي" وأيضا لم يضف لهما.
إذن هو أسد فولادكار
البعض قد يذهب لمشاهدة العمل لأنه يحمل اسم المخرج اللبناني أسد فولادكار الذي اشتهر في مصر بسلسلة ست كوم "راجل وست ستات" مع أشرف عبد الباقي، فالمخرج يحمل حسا كوميديا لافتا لكنه لم يوفق في هذه التجربة السينمائية مع أحمد آدم، فالدراما الكوميدية الاجتماعية التي شاهدها الجمهور في "راجل وست ستات" لم تتكرر بشكل جيد في الفيلم الجديد، رغم محاولته الاعتماد على عنصر وجود طفل ضمن أحداث العمل ووجود مشاهد مشتركة بين الطفل الذي يجسد دور ابن مي سليم "المذيعة غادة الغنيمي" وبين "القرموطي" إلا أنها قليلة للغاية، ولم يعطي المخرج مساحة كافية لها مثلما فعل مع شخصية منة عرفة أو "ياسمين" في الأجزاء الأولى من "راجل وست ستات"، وربما لم يخدمه السيناريو هنا.
ربما يكون بيومي فؤاد
يشارك في الفيلم الفنان بيومي فؤاد، ويظهر في مشهد واحد فقط، لكن سيطرة شخصية "القرموطي" على هذا المشهد، لم تمنح الفنان الكوميدي وتميمة الحظ في الأعمال الفنية مساحة كافية للتعبير عن قدراته، وخدمة كوميديا الفيلم بشكل أكبر.
دعنا نذهب للأكشن
مشاهد أكشن كثيرة يشهدها الفيلم، واعتمدت الدعاية على ذلك بشكل مركز، لكن لا تتعشم في أنك سترى "القرموطي" بشكل مختلف، بل هو محاولة لاستنساخ نجاح سابق لهذه الشخصية، بل إن محاولة الاعتماد على نجاح عمل آخر، يمتد إلى الأغنية الدعائية له التي يقدمها فريق mtm الذي أعاد أغنية فيلم "هروب اضطراري" ليقدمها بشكل كوميدي، المحاولة هنا لم تنجح أيضا.
ماذا تبقي لي!
بعد مشاهدة فيلم "قرمط بيتمرمط" لن تتذكر افيهات ضمن أحداث العمل، أو مشاهد تجعلك تضحك عند تذكرها، لذا حاول الاستتماع بقدر الإمكان بفيلم سينمائي خفيف ولا يحمل جديدا، وغير قادر على انتزاع الضحكات.
اقرأ أيضا
تعرف على إيرادات السينما المصرية ليوم الخميس 24 يناير.. انتعاشة يحققها "نادي الرجال السري"
ما حظوظ A Star Is Born في حفل أوسكار 2019؟ نظرة على النسخ القديمة