لا يمكنك مشاهدة فيلم للفنان أحمد زكي دون التأثر بأدائه،، بل تعيش معه وينقل لك احاسيس الشخصية التي يجسدها بشكل مذهل.
تقمص أحمد زكي للشخصايت التي أداها ونجاحه في تقديم شخصيات شهيرة مثل جمال عبد الناصر وأنور السادات، كلها أمور جعلت منه نجما كبيرا، كما استطاع محو فكرة أن فتى الشاشة لا بد أن يكون الوسيم ذو الشعر الأصفر والعيون الملونة.
النجاح الكبير، الجوائز، الأدوار الهامة كلها جاءت بعد سنوات جهد وتعب، منذ الطفولة وإلى الممات مر أحمد زكي بالكثير من الصعاب.
الطفولة والبداية
في 18 نوفمبر من عام 1949 ولد أحمد زكي في مدينة الزقازيق، لم ير والده الذي توفي وهو لم يكمل عاما من عمره، تزوجت والدته وذهب ليعيش مع جده، ولم يرها إلا عندما أصبح عمره 7 سنوات.
جاء إلى القاهرة ليحقق حلمه في التمثيل، التحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج منه وهو الأول على دفعته، لم تكن البدايات سهلة فأيام صعبة عاشها حتى استطاع إيجاد عمل.
خلال فترة دراسته شارك في عدد من المسرحيات، ورغم صغر دوره كان يترك بصمة لدى الجمهور، أما السينما حلمه الأكبر دق بابها عام 1972 في فيلم "ولدي" مع فريد شوقي، وشارك بعدها في بعض الأعمال.
المواقف الصعبة تصنع النجوم
ولكن لأن حياته كلها صعاب تعرض زكي لموقف كاد أن يفقد حياته بسببه. عام 1975 كتب السيناريست ممدوح الليثي فيلم "الكرنك" ورشح له أحمد زكي ليقوم بدور البطولة أمام سعاد حسني، تجهز زكي لأن يصبح بطلا، لكنه لم يعلم ما خبأه القدر.
المنتج رمسيس نجيب، منتج الفيلم، اعترض على قيام زكي بدور البطولة قائلا "سعاد حسنى تحب الولد الأسمر ده!" وتوقع له تقديم الأدوار الثانوية طوال حياته.
عندما علم أحمد زكي أنه لن يشارك في هذا الفيلم وسمع ما قاله عنه رمسيس نجيب، كسر كوبا زجاجيا على رأسه ونزف كثيرا وشعر بالإحباط والحزن.
بعد فترة قرر زكي أن يحول الإحباط والحزن إلى انتصار ونجاح كبير، ليبدأ مشواره وتشاء الأقدار أن يأتيه دور البطولة الذي استطاع من خلاله أن يثبت نفسه، مع سعاد حسني في فيلم "شفيقة ومتولي" عام 1979.
الإشادة بأحمد زكي لم تتوقف عند الجمهور والنقاد بل حتى زملائه، لا يمكن لأحد أن ينسى ما قاله النجم العالمي عمر الشريف الذي أكد أن أحمد زكي من أهم الممثلين وأنه أفضل منه ولولا أن اللغة شكلت عائقا لكان ممثلا عالميا.
المرض
للمرض في حياة أحمد زكي قصة، إذ كان يخاف كثيرا منه حتى ولو مرض بسيط مثل دور البرد وارتفاع درجات الحرارة، وكان يطلب من طبيبة أن يظل معه حتى تنتهي كل أعراض المرض.
كما كان يشعر بالضعف وقت مرضه ويرفض أن يقابل أي شخص أو يظهر أمام الناس، حتى لا يروه ضعيفا.
وإذا كان أحمد زكي توفي بمرض السرطان، فهو لم يكن المرض الوحيد الذي عانى منه، فقبله مرض بالبلهاريسيا لكنه تعالج منها 3 مرات.
تحامل زكي على نفسه وقت مرضه بالسرطان، وفي آخر أيام حياته صور فيلم "حليم" ليودع به جمهوره، وطوال فترة التصوير ورغم الآلام الابتسامة لم تفارقه في محاولة طمأنة المحيطين به ومحبيه وجمهوره، إلى أن رحل عن عالمنا في 27 مارس 2005 تاركا أعمالا لا تنسى.
اقرأ أيضا:
بالصور والفيديو- هيفاء وهبي تستعرض إطلالاتها القصيرة.. الجمهور دفعها لهذا الأمر
بالفيديو- أحمد زاهر يسقط على المسرح في حفل تامر حسني