يشارك 12 فيلما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة خلال فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي، المنعقدة من 20 إلى 28 سبتمبر الجاري.
وتعد هذه المسابقة من أقوى المسابقات في المهرجان بعدما نالت مجموعة من أفلامها تقييمات نقدية عالية منها "الجمعية"، و"الحلم البعيد"، و"عن الآباء والأبناء"، ودرب السموني".
لكن هناك فيلم له خصوصية شديدة يحمل اسم "يوم آخر من الحياة"، نظرا لأنه مختلف من حيث الشكل. فهو يمزج بين الرسوم المتحركة واللقاءات المصورة والصور الأرشيفية، ليتناول فترة حرجة في تاريخ أنجولا.
حكايات المقاومة
الفيلم الذي أخرجه راؤول دي لا فونتي وداميان نينو، يعتمد على كتاب للمراسل الصحفي البولندي ريشارد كابوتشينسكي. تدور الأحداث في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت أنجولا تعاني من انقسامات داخلية أدت إلى انتشار الفوضى والدمار والعنف بين أفراد الشعب. فيما كان هناك نزاع خارجي لفرض السيطرة على البلد بين أمريكا والقوات المسلحة الجنوب أفريقية من ناحية وكتائب الحرية الكوبية من ناحية أخرى.
يتعرض الفيلم إلى قصص أناس حقيقيين عاشوا خلال فترة الحرب الأهلية، مثل "كارلوتا" المحاربة الشجاعة، و"فاروسكو" القائد المنتمي إلى الحركة الشعبية لتحرير أنجولا. وقد ساعد استخدام الرسوم المتحركة على سرد حكاياتهم بطريقة روائية وخلطها بصور وفيديوهات تسجيلية.
الفيلم إنتاج مشترك بين بولندا وإسبانيا وبلجيكا، ويركز على الدور الذي لعبه المراسل البولندي، الذي أصبح فيما بعد كاتب ذائع الصيت. فقد كانت لديه معلومات عن تدخل كوبا في الحرب، لكنه لم يفصح عنها، بل فضل أن يكتم السر ليساهم في تحرير أنجولا.
إجابة على تساؤلات
أقيمت ندوة عقب عرض "يوم آخر من الحياة" أمس الأربعاء، بحضور المخرج راؤول دي لا فونتي، قال خلالها إن إنجاز الفيلم استغرق 10 سنوات، لافتا إلى أن مرحلة التصوير فقط استمرت لمدة 5 سنوات.
وأوضح أن مشاهد الرسوم المتحركة، تم تصويرها بممثلين عاديين ثم استعان بتقنية "التقاط الحركة" Motion capture لتحويلها.
وفيما يخص ظهور الأشخاص الحقيقيين من خلال لقاءات مصورة بعدما تقدم بهم العمر، ذكر دي لا فونتي أن المراسل الصحفي كتب تقديمة لكتابه بعد مرور عدة سنوات على طرحه في المكتبات، تساءل فيها عن مصائر الشخصيات وكيف أصبحت حياتهم الآن. لذا، قرر خلال صناعة فيلمه تتبعهم من أجل الإجابة على هذه الأسئلة.
وحول موقفهم من الفيلم، أكد المخرج أنهم شاهدوه عقب عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ71. وقد نال إعجابهم جميعا وتفهموا فكرة أنه ليس نسخة طبق الأصل من ماضيهم، وإنما مقاربة فنية من الواقع.
ولفت إلى أن الفيلم كان يتضمن مقاطع عن الأوضاع السياسية في أنجولا حاليا، لكنه حذفها في مرحلة المونتاج لأنه كان يريد التركيز على فترة السبعينيات.
الجونة السينمائي 2018- بول هاجيس: أتردد كثيرا أثناء الكتابة وحرب العراق دفعتني لصناعة هذا الفيلم