20 فيلمًا يترقبها العالم في مهرجان كان 71

تاريخ النشر: الأحد، 6 مايو، 2018 | آخر تحديث:
الملصق الدعائي للدورة 71 من مهرجان كان

عندما يتعلق الأمر بأكبر مهرجان سينمائي في العالم، تصبح قوائم الأفلام المرتقبة أضخم من أن يتم حصرها. في حقيقة الأمر كل فيلم في برامج كان المختلفة هو فيلم مرتقب بالضرورة، لكن بين الأفلام المشاركة في الدورة الحادية والسبعين اخترنا هذه المجموعة من أعمال أكبر مخرجي العالم والأفلام التي تمتلك أسبابًا أكبر لترقب عرضها بشغف كبير.

حرب باردة Cold War – بولندا

قبل خمس سنوات، اعتلى المخرج البولندي بافيل بافليكوفسكي قمة العالم بفوز فيلمه المصور بالأسود والأبيض "إيدا Ida" على جائزتي الأوسكار والبافتا لأحسن فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وترشح الفيلم لأوسكار أحسن تصوير في إنجاز نادرًا ما يتحقق لفيلم غير أمريكي. بافليكوفسكي غاب ليعود لمسابقة كان الدولية بفيلم جديد ينتمي للحقبة ذاتها، حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي. قصة حب بين رجل وامرأة من خلفيات بالغة الاختلاف، تنتقل بهما بين بولندا وألمانيا ويوغوسلافيا وفرنسا، وبنا إلى عالم مخرج انتظرنا خطوته الجديدة طويلًا.

بلاكككلانسمان BlacKkKlansman – الولايات المتحدة

في مشاركته الأخيرة بالمسابقة قبل 27 سنة، استحدثت لجنة التحكيم وقتها جائزة لأحسن ممثل مساعد من أجل منحها للنجم صامويل جاكسون عن دوره في فيلم المخرج سبايك لي الشهير "حُمى الأدغال". المخرج المهموم بقضايا الملونين في أمريكا يعود لمسابقة كان بعد هذه السنوات بفيلم عن موضوعه المفضل. قصة حقيقية عن الضابط الأسود رون ستالورث الذي تمكن من خداع منظمة "كو كلوكس كلان" العنصرية، والتسلسل ليصير أحد أعضائها بل وقادتها. حكاية ما تعد به من المتعة لا يقل عن ما تحمله من قيمة.

المنزل الذي بناه جاك The House that Jack Built – الدنمارك

بعد سبع سنوات من طرده من كان بسبب تعليق ساخر غير لائق أطلقه حول تعاطفه مع هتلر أثناء عرض فيلمه "ميلانكوليا" في المسابقة، يعود المخرج المثير للجدل لارس فون ترير لكان ولكن خارج المسابقة، بعرض خاص لفيلمه الذي يجسد فيه النجم مات ديلون دور قاتل متسلسل يتابع الفيلم حياته على مدار 12 سنة. بفريق تمثيل قوي يضم رايلي كيوه وأوما ثورمان وبرونو جانز وإد سبيليرز، يسعى فون ترير لأن يكون وجوده في كان صاخبًا كالعادة، بفيلم لو انتمى لمدرسته فسنجد الآراء منقسمة بين عاشق للفيلم وكاره له.

الرجل الذي قتل دون كيشوت The Man Who Killed Don Quixote – المملكة المتحدة

أخيرًا سيخرج الفيلم الأكثر نحسًا في تاريخ السينما للنور، أو لن يخرج! بعد قرابة العشرين سنة من المشكلات والتوقفات والحوادث التي تقع داخل موقع التصوير، ظن الجميع أن رحلة المخرج تيري جيليام مع هذا الفيلم قد وصلت نهايتها باختياره ليكون فيلم ختام المهرجان (عرض استحدثه كان 71 من أجل الفيلم تحديدًا)، لكن خروج أحد منتجي الفيلم، البرتغالي باولو برانكو، ليقاضي المهرجان والمخرج ويطالب بمنع عرضه جعل كل شيء معلقًا بالحكم القضائي الذي سيصدر صباح الاثنين 7 مايو. لو كان الحكم لصالح الفيلم سيكون بالتأكيد أحد أكثر أفلام المهرجان إثارة للاهتمام والترقب.

كتاب الصورة The Image Book – سويسرا وفرنسا

بعد نصف قرن بالضبط من الواقعة الأشهر في تاريخه وتاريخ المهرجان والموجة الجديدة، بإعلانه توقف نسخة 1968 في منتصفها تضامنًا مع مظاهرات الطلبة والعمال، يعود المخرج الأشهر جان لوك جودار بفيلم جديد يواصل فيه تجاربه مع الوسيط السينمائي. جودار ذو السبعة وثمانين عامًا يدرس في فيلمه الجديد الأيديولوجيات التي تُشكل المجتمع العربي المعاصر. فيلم تم تصويره ـ وفق ما تم إعلانه ـ في عدد من البلدان العربية من بينها تونس، ومن يدري، ربما نكتشف أن جودار قد صور بعض مشاهد فيلمه الجديد في مصر!

صديقة Rafiki – كينيا

بين عشية وضحاها تحوّل فيلم المخرجة وانوري كاهيو المعروض في مسابقة نظرة ما إلى أحد أسخن القضايا في كان 71، وذلك بعدما أصدرت الحكومة الكينية قرارًا بمنع الفيلم من المشاركة في المهرجان ومنع المخرجة من السفر باعتباره فيلمًا يروج للمثلية الجنسية بما يخالف قوانين البلاد. الفيلم سيُعرض بالتأكيد في ظل استحالة منع النسخ من السفر على الطريقة القديمة، ويتبقى حضور كاهيو محل شك، وإن كان الجميع سيتابع فيلمها الذي يروي قصة فتاتين مراهقتين من نيروبي تقعان في حب بعضهما البعض.

شجرة الآجاص البرية The Wild Pear Tree – تركيا

من بين 21 فيلمًا تتنافي في المسابقة الدولية لكان 71، يمتاز التركي نوري بيلج جيلان بأنه الوحيد الذي سبق ونال السعفة الذهبية عن فيلمه السابق "سبات شتوي". ليس هذا فقط، بل إنه يملك سجلًا ناصعًا بخمس مشاركات خرج في كل منها بجائزة (سعفة وجائزتي لجنة تحكيم وجائزة أحسن مخرج وأخرى من النقاد)، ليكون اسمه كالمعتاد من كبار المنافسين. غير أن الأهم من المنافسة هو كون أي عمل جديد لبيلج جيلان هو حدث سينمائي في حد ذاته. الرجل هو أحد أساطير السينما المعاصرة بقدرته على التغلغل داخل النفس البشرية وتشريح العلاقات بين البشر. في فيلمه الجديد نتابع حكاية كاتب طموح يترك حلمه ويعود لقريته كي يسدد ديون والده، حكاية ستحمل بالتأكيد ما هو أعقد وأعمق.

الجميع يعلمون Everybody Knows – إيران

أستاذ آخر من أساتذة السينما المعاصرة هو الإيراني أصغر فرهادي، حامل جائزتي أوسكار الذي يترك بلده للمرة الثانية ليُقدم فيلمًا تدور أحداثه في إسبانيا وبطليه هما أشهر ممثلين إسبانيين على وجه الأرض: بينلوبي كروز وخابير بارديم. حزمة من عوامل الجذب جعلته أول فيلم يعلن مهرجان كان عن اختياره، بل ومنحه مقعد فيلم الافتتاح مع الاحتفاظ بوجوده في المسابقة الرسمية. لا مجال للشك في كون "الجميع يعلمون" دراما أسرية من النوع الذي يجيده فرهادي، المشبع بالتفاصيل والعلاقات المعقدة وتبدل المواقف والمشاعر عبر حبكة ذكية وحوار بارع، ليبقى السؤال حول مدى نجاحه في تطبيق أسلوبه على عالم فيلمي إسباني.

يوم الدين – مصر

وجود فيلم المخرج أبو بكر شوقي في هذه القائمة ليس سببه كونه أول فيلم مصري يتنافس في المسابقة الدولية منذ عام 2012، وإن كان هذا وحده سبب كاف. لكن "يوم الدين" يمتلك أسبابًا إضافية، منها إنه فيلم العمل الأول الوحيد في مسابقة تضم 21 فيلمًا لكبار مخرجي العالم، مسابقة لا تفتح أبوابها عمومًا للأعمال الأولى إلا في حالات نادرة. منها أيضًا موضوعه الشيق حول رجل مصاب بالجذام يغادر المستعمرة للمرة الأولى ليقطع رحلة عبر المدن المصرية بحثًا عن عائلته، ومنها كون الممثل الرئيسي مريض جذام حقيقي، لتتكامل الأسباب وتجعله فيلمًا ينتظره الجميع.

ذروة Climax – فرنسا

بعد ثلاث مشاركات متتالية في المسابقة الدولية ينتقل المخرج المثير للجدل جاسبار نوى إلى تظاهرة نصف شهر المخرجين ليعرض فيلمه الجديد "ذروة". حاجز من السرية فرضه نوى على فيلمه الذي ليس من المؤكد إن كان روائيًا أم تسجيليًا أم مزيجًا من الاثنين. أشارت تقارير لأنه قام بتصوير الفيلم خلال أسبوعين فقط، وإن العمل يتابع فرقة راقصة تقوم بما يشبه الطقس في مدرسة مهجورة. شركة التوزيع المشاركة في الإنتاج نفت مضمون هذه التقارير، لكنها رفضت الكشف عن أي تفاصيل كي يبقى الفيلم طازجًا للجمهور في كان.

شريط جنسي Sextape – فرنسا

قدم المخرج أنطوان ديسروسيريه فيلمه الأول "في النجمة الجميلة À la belle étoile" عام 1993 وعمره لا يتجاوز 22 سنة، لكن بعدها وعلى مدار ربع قرن كامل لم يقدم سوى فيلم طويل واحد آخر عام 2000. بعد 18 سنة يتنافس ديسروسيريه بفيلمه الثالث في مسابقة نظرة ما، ليستكمل به حكاية قدمها عام 2014 في فيلم متوسط الطول بعنوان "حراميست". الحكاية لشقيقتين مسلمتين (تجسدهما بطلتي الفيلم المتوسط إيناس شانتي وسعاد أرساني) تجدان نفسهما متورطتين في فضيحة شريط جنسي.

السارقون Shoplifters – اليابان

هناك شيء ساحر دائم التواجد في الحكايات الاعتيادية التي تتضمنها أفلام المخرج هيروكازو كوريدا، الياباني المتخصص في الدراما العائلية التي لا تحمل أي أحداث ضخمة أو أفكار جذابة بصورتها المجردة، لكنها قادرة على النفاذ للنفس البشرية وتشريح ديناميات العلاقات داخل الأسرة. الأسرة موضوع الفيلم الجديد المشارك في المسابقة الدولية هي كما يوضح العنوان أسرة من السارقين، يسرقون أرفف المتاجر من أجل إيجاد قوتهم، لكنهم رغم ذلك لا يتورعون عن تبني فتاة شوارع لتنضم للأسرة. حكاية قد تصلح لمسلسل تلفزيوني مع أي مخرج آخر، لكنها مع كوريدا تتنافس في أكبر مسابقة سينمائية عالمية.

ثلاثة وجوه Three faces – إيران

في عام 2010 أصدرت السلطات الإيرانية حكمًا بوضع المخرج جعفر بناهي تحت الإقامة الجبرية في منزله ومنعه ممارسة الإخراج لعشرين سنة بسبب آراءه السياسية المعارضة. غير أن بناهي من وقتها صار معدل صناعته للأفلام أكبر مما قبل الحكم. "ثلاثة وجوه" هو رابع فيلم طويل يقدمه المخرج خلال إقامته الجبرية، أفلامه الثلاثة السابقة جلب له دبًا ذهبيًا وآخر فضيًا. للمرة الأولى سيتنافس جعفر بناهي في المسابقة الرسمية لكان بفيلم عن ثلاث ممثلات تعشن ثلاث مراحل مختلفة في مسيرتهن المهنية. هل يتمكن المخرج من تضمين السياسة في الفيلم كأعماله الأخيرة؟ أم يعود لأسلوبه في البدايات وتوجهه الأكثر ميلًا للقضايا الإنسانية؟

دوجمان Dogman – إيطاليا

المخرج ماتيو جارون ليس وجهًا غريبًا على مسابقة كان أو قائمة جوائزها، فلديه منذ 2008 ثلاث مشاركات سابقة فاز في مرتين منها بالجائزة الكبرى "جراند بري" عن فيلميه الشهيرين "جومورا Gomorra" و"حقيقة Reality". الإيطالي ذو الخمسين سنة أحد المتمرسين في توظيف جماليات التصوير الواقعي في خلق حكايات بصرية شعرية، وهو ما يمكن أن ننتظره من فيلمه الجديد الذي يروى حكاية رجل يكن محبة خاصة للكلاب. قصة قد لا تبدو جذابة للوهلة الأولى، لكن نظرة على الطبيعة البصرية للفيلم في إعلانه الدعائي كفيلة بوضع الفيلم ضمن الاختيارات.

كفرناحوم – لبنان

ارتقت المخرجة نادين لبكي منصة مهرجان كان درجة بعد أخرى: فيلمها الأول "سكر بنات" عُرض في نصف شهر المخرجين، عملها الثاني "وهلأ لويّن؟" تنافس في مسابقة نظرة ما، ثم اختريت لعضوية تحكيم نفس المسابقة، قبل أن تعود بفيلمها الثالث للمسابقة الدولية هذه المرة. لا معلومات كثيرة عن الفيلم سوى اعتماده بشكل كبير على ممثلين غير محترفين، وعن احتواء حبكته الرئيسية على طفل يرفع دعوى قضائية ضد والديه لأنهم أتوا به للحياة. مزيد من التفاصيل سنعرفها لاحقًا وقت عرض الفيلم الذي يترقبه كل من أُعجب بخفة ظل نادين لبكي وسردها الشيق في فيلميها السابقين.

سكين في القلب Knife + Heart – فرنسا

حكاية الفيلم الثاني للمخرج يان جونزاليس كافية وحدها لوضعه ضمن قائمة الأفلام المرتقبة. النجمة فانيسا بارادي تلعب دور منتجة أفلام إباحية في سبعينيات القرن الماضي، تسعى لتحقيق نجاح أكبر عبر إنتاج مشروع ضخم، لكن خططها تبدأ في الانهيار عندما يبدأ قاتل متسلسل في استهداف ممثلي فيلمها واحدًا تلو الآخر. حكاية جذابة لفيلم جماهيري، فما بالك وقد تم اختيار الفيلم للمنافسة في أكبر مسابقة سينمائية في العالم؟

البابا فرانسيس – رجل يفي بكلمته Pope Francis – A Man of His Word – فرنسا وألمانيا

خلال القرن الجديد تراجع مستوى الأفلام الروائية التي يقدمها الألماني المخضرم فيم فيندرز، وفي المقابل برع الرجل في تقديم مجموعة من أفضل الأفلام التسجيلية على الإطلاق. مخرج "بينا" و"نادي بوينا فيستا الاجتماعي" و"ملح الأرض" يعود بفيلم جديد عن أوسع البشر تأثيرًا إن لم يكن صاحب التأثير الأوسع على الإطلاق: بابا الفاتيكان. في قسم العروض الخاصة نشاهد حوارًا ممتد بين فيندرز والبابا يُشرك فيه المخرج أشخاصًا من كل أنحاء العالم، يطرحون أهم الأسئلة الملحة على البابا الأكثر تقدمية في تاريخ الفاتيكان.

ولدي Dear Son – تونس

قبل عامين كان التونسي محمد بن عطية هو مفاجأة مهرجان برلين السينمائي عندما انتزع فيلمه الأولى "نحبك هادي" جائزتي التمثيل والعمل الأول. بوصلة بن عطية تتجه في فيلمه الثاني إلى كان، وبالتحديد إلى نصف شهر المخرجين الذي يعرض عمله المرتقب "ولدي". دراما أسرية سوداوية عن أب وأم يحاولان دعم ابنهما الوحيد الذي يستهد لإنهاء دراسته الثانوية ويعاني من موجات صداع مستمرة. وعندما يبدأ الصبي في التحسن قليلًا يختفي بشكل مفاجئ، ليحمل بحث الأب عن ابنه الغائب أبعادًا أخرى إنسانية ومجتمعية.

دونباس Donbass – أوكرانيا

في دورة العام الماضي كان المخرج الأوكراني سيرجي لوزنيتسا هو الخاسر الأكبر في مهرجان كان، عندما خرج فيلمه البديع "مخلوق رقيق" خال الوفاق رغم كونه أحد أفضل أفلام المسابقة. يبدو أن إدارة المهرجان ترغب في تعويض لوزنيتسا باختيار فيلمه الجديد "دونباس" ليكون فيلم افتتاح مسابقة نظرة ما، اختيار لا يمكن أن يأتي أيضًا بمعزل عن المستوى الفني. المخرج المهموم بالتاريخ الروسي الأوكراني المعاصر يتطرق في فيلمه الجديد للصراع الدموي في منطقة دونباس الأوكرانية بين الموالين لروسيا والمعارضين لها، انطلاقًا من قناعته بالقول الشائع "التاريخ يعيد نفسه مرتين، الأولى كمأساة والثانية كمهزلة".

الرماد أنقى درجات الأبيض Ash is Purest White – الصين

جيا زانكيه هو أحد ألمع الأسماء في السينما الصينية المعاصرة، ويُنسب إليه إطلاق جيل كامل من صناع الأفلام بدأ في التسعينيات ورسخ مفهوم السينما المستقلة في بلاده. عمله الجديد "الرماد أنقى درجان الأبيض" يتنافس في المسابقة الرسمية للمرة السادسة في مسيرة زانكيه، ويروي حكاية حب تدور على مدار 17 سنة في عالم الجريمة السفلية الصيني، طرفيها أثنين من ألمع ممثلي القارة الآسيوية: فان لياو وتاو زاو (زوجه المخرج وشريكته الدائمة على الشاشة).