مروة لبيب
مروة لبيب تاريخ النشر: الخميس، 5 أبريل، 2018 | آخر تحديث:
The Terror

على الرغم من كم الإصدارات الجديدة التي شهدتها منصات البث في الآونة الأخيرة بشكل لا يتوقف، لا يزال هناك شيئا مثيرا للسخط بشكل لا يمكن انكاره حول رعب الشاشة الصغيرة، إذ أصبح مسلسل American Horror Story لا يحمل أي جديد، ويرى الكثيرون أن مسلسل The Walking Dead كان يجب أن ينتهي منذ فترة طويلة فلم تعد الأحداث شيقة كما كانت في الماضي وغيرها من الأعمال، الأمر الذي أصاب عشاق الرعب بخيبة أمل وفي مسلسل The Terror الذي تعرضه شبكة AMC ربما يصبح لديهم أخيرا شيئا يستحق المتابعة.

مسلسل The Terror تم انتاجه من قبل المخرج البريطاني ريدلي سكوت بناءا على أحداث حقيقية في منتصف القرن الـ19 وتحديدا في عام 1847 حول ارسال طاقم البحرية الملكي بقيادة أباطرة البحرية "جون فرانكلين" و "فرانسيس كروزير" في رحلة طموحة إلى القطب الشمالي للبحث عن ممر شمال غرب القطب الشمالي ولكن كان مصير تلك الرحلة الهلاك فلم يعد طاقمها أبدا، ولكن ما حدث لهم بالتحديد لا يزال لغزا حتى وقتنا هذا.

وفي كتاب دان سيمونز الذي صدر عام 2007، أعطى سيمونز رواية خيالية لما أصاب طاقم الرحلة والتي تروى أنه تم احتجاز طاقم السفينة في الجليد وتعرضت لهجمات من قبل وحش مفترس في معركة البقاء على قيد الحياة، وهي الرواية التي أثارت إعجاب ريدلي سكوت وقرر أن ينقلها إلى الشاشة الصغيرة لنرافق الرجال في رحلتهم ومصيرهم القاتم.

المسلسل يضم عدد كبير من النجوم أبرزهم جاريد هاريس و كيران هايندز و بول ريدي و توبايس مينزيس و آدم ناجيتيس وغيرهم.

وبعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل يرصد لكم FilFan.com ردود أفعال النقاد حول The Terror:

The Hollywood Reporter

يقول الناقد ديفيد روني أن واحدا من أبرز العوائق التي تواجه The Terror هو أن عشاق الرعب قد اعتادوا على عدد الجثث المرتفع من خلال أعمال مثل The Walking Dead لذا من المفترض أن يكون التركيز أكثر على الصدمات الحادة للرعب في المسلسل الجديد.

كما أن الخط النسائي في المسلسل ضعيف للغاية و العرض ذكوري من الدرجة الأولى باسثناء ظهور زوجة "جون فرانكلين" وتجسدها جريتا سكاتشي وابنة أخته وتجسدها كارولين بولتون من خلال مشاهد فلاش باك لذكريات الماضي في لندن.

ولكن من وجهة نظر الناقد هناك نقاط قوة في القصة أبرزها اجتذاب المشاهدين من خلال تذوق مشاهد رعب متطورة ليست كالمعتاد، كما أن عنصر التمثيل في هذا العمل قوي للغاية ولاسيما من جاريد هاريس الذي جسد دور "فرانسيس كروزير" وتفوق بهذا الأداء على دوره في مسلسل Mad Men، وما يبعث على الروعة رؤية كيران هايندز و توبايس مينزيس مجتمعان معا من جديد بعد تعاونهما الناجح سويا في الدراما التاريخية Rome.

كما أن الانتاج هنا من الطراز الأول بدءا من التصاميم الداخلية للسفن العملاقة وصولا للمؤثرات البصرية لصنع لقطات عريضة توسعية تظهر الصورة كاملة، وعلى جانب آخر هناك تعزيز الشعور بالاختناق في الأماكن المغلقة في كل مرة تنقلب فيها الكاميرا لتبدو السفينتين وكأنهما مثل الألعاب محاطة بالجليد المتشقق الذي يغمرها.

The Guardian

يرى الناقد بنجامين لي أن واحدا من المشكلات الرئيسية مع رعب الشاشة الصغيرة هي البطء، إذ تميل معظم أفلام الرعب إلى عرض أحداثها في 90 دقيقة لسبب قوي وهو أن وضع الجمهور على حافة الرعب لفترة أطول يتطلب مهارة كبيرة ونادرة كما أن امتداد الحلقات إلى ما بعد نقطة الانهيار يصيب المشاهد بالإحباط وهو ما حدث مع الحلقات الأولى، التي كشفت في بدايتها عن مصير الطاقم.

وتسائل الناقد: هل تريد حقا أن تقضي 10 ساعات في مشاهدة حفنة من الرجال تموت ببطء؟ هل تريد حقا أن تقضي 10 ساعات في مشاهدة قرارت سيئة تودي بهؤلاء الرجال نحو مصيرهم القاتم؟ وأضاف الناقد : في بعض الأحيان تكتسب المسلسلات قوة من معرفة ما هو قادم وهو ما حدث مع الحلقة الأولى ولكن 10 حلقات على الأغلب لا".

و أشار الناقد أنه على الجانب الآخر فإن معرفة ما سيحدث يعطي المشاهدين شعورا مخيفا، خاصة مع التوتر الخانق الناتج عن الحفر الكامل تحت الجليد، حيث يحيط المشهد الجليدي لحظات ترقب ونظرات مخيفة من أفراد الطاقم وهم ينتظرون ما سيحدث وهو تحد نوع جديد من الرعب، بالإضافة إلى أن المكان الذي تدور فيه الأحداث هو مرعب بحد ذاته.

Vox

يقول الناقد تود فاندرف أن سيمونز اختار في روايته أن يشرح العديد من القرارات التي يصعب فهمها والتي اتخذها رجال بعثة "فرانكلين" بسبب أنهم كانوا مطاردين عبر الجليد من مخلوقات غريبة.

وهو ما حافظ عليه المسلسل ولكنه أضاف شيئا آخر هو أنه ربما تكون تلك الأسباب وهمية ولن تحدث و ربما يكون هناك خداعا مشتركا بين هؤلاء الرجال، وأن أحلك الأشياء التي يمكن أن تحدث على الجليد هي بين الرجال أنفسهم هذا الاحساس بالضياع والخسارة تجعل أولى الحلقات أكثر قتامة من أي عمل لآخر قد رأيته.

ويرى الناقد أنه على الرغم من أن المسلسل يتيح الطبيعة المخيفة والوحش الذي يتجول الجليد إلا أن الخيارات الأكثر رعبا تصنع من قبل الأشخاص دائما و يقدم المسلسل الأجوبة المناسبة على سؤال لماذا يرتكب الأشخاص سلسلة من الحماقات التي توي بهم إلى الجحيم في النهاية.

و يشير الناقد إلى أن عناصر الانتاج جاءت هنا من الدرجة الأولى من حيث تصميم الإنتاج والأزياء و المكياج الذي يناسب تلك الحقبة في القرن التاسع عشر، و إظهار مرور الوقت والطريقة التي تتدهور بها السفن ببطء، والطريقة التي تتدلى بها البشرة وتتحول إلى ألوانا غير طبيعية من البرد، والموسيقى التصويرية لـ ماركوس فجيلستروم التي ساهمت في الاحساس بأهوال ما يمر به طاقم الرحلة كانت في محلها تماما.

اقرأ أيضا
هل يعد Requiem أكثر المسلسلات رعبا في السنوات الأخيرة؟

لعبة "في الفن"- اختر مسلسل الرعب المفضل لك