في كل عام، تواجه الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار مجموعة من الانتقادات مثل سيطرة الممثلين أصحاب البشرة البيضاء على الترشيحات، وغياب التنوع العرقي والجنسي عن الفئات المختلفة.
لكن هذا العام نبرة الهجوم مسيطرة بقوة على موسم الجوائز، لأن الانتقادات غير قاصرة على عدم تحقيق العدالة في الترشيحات، لكن ممتدة إلى الموضوعات المطروحة في الأفلام نفسها، رغم أن هذا لا يتناسب مع مفهوم الفن وحرية الإبداع الذي يفرض أفكار وآراء محددة على صانع العمل الفني.
وفي التقرير التالي، نرصد أبرز الانتقادات التي تواجهها الأفلام المرشحة هذا العام، وفقا لما جاء على موقعي The Guardian وThe Independent.
فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri
يعد فيلم المخرج مارتن ماكدونا، المرشح لـ7 جوائز، الأكثر تعرضا لانتقادات بسبب عنصرية شخصية "ديكسون"، التي يجسدها الممثل سام روكويل، وعدم تلقيه العقاب المناسب خلال الأحداث بعدما عذب رجلا من أصحاب البشرة السمراء وتسبب في وفاته.
وقال مارتن ماكدونا، بعدما اشتد الهجوم على الفيلم عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "لقد كان في البداية عنصريا، واستمر حتى النهاية، لكن في النهاية استوعب أن عليه التغيير، هناك سبيل إلى الأمر، وقد رأى الخطأ في أسلوبه بنسبة ما. لكن لا يمكن تحويله إلى بطل على الإطلاق".
وأشار إلى أن قصة الفيلم بشكل عام فوضوية ومعقدة، لأن العالم الحقيقي يسير على هذا النحو.
فيلم The Shape of Water
فيلم المخرج جييرمو ديل تورو، المتربع على عرش ترشيحات أوسكار هذا العام، يواجه اتهامات بسرقة الفكرة من الكاتب المسرحي بول زيندل.
فقد رفع نجل الكاتب المسرحي، دعوى قضائية يتهم فيها صناع الفيلم بتقليد مسرحية والده، التي تحمل اسم Let Me Hear You Whisper التي صدرت عام 1969.
تدور المسرحية حول حارسة تعمل في مختبر عسكري أثناء الحرب الباردة وتتقرب من دولفين، ثم تخطط لخطفه من المختبر إلى النهر لتنقذه من التشريح. بينما The Shape of Water يدور حول حارسة بكماء تعمل بمختبر عسكري تقع في حب كائن مائي أمازوني، وتخطط لخطفه لتمنعه من الموت.
ورد ديل تورو على الاتهامات، قائلا: "لم أقرأ أو أرى تلك المسرحية من قبل، ولم أسمع عنها قبل صناعة الفيلم، حتى أن العاملين معي لم يتحدثوا عنها أثناء فترة التصوير".
فيلم Darkest Hour
يواجه الفيلم الذي يتناول فترة محددة من حكم رئيس وزراء بريطانيا، وينستون تشرشل، مشكلتين. الأولى اعتراض البعض على مشهد محدد في الفيلم لم يحدث في الحقيقة؛ وهو مشهد لقاء تشرشل بمجموعة من المواطنين البريطانيين في عربة بمترو الأنفاق، واستطلاع رأيهم بشأن الحرب أمام قوات الجيش النازي.
ورد على هذه الانتقادات كاتب السيناريو أنطوني مكارتن، قائلا: "كان تشرشل يفعل مثل هذه الأشياء طوال مدة الحرب، يختفي فجأة دون إخطار، ثم يظهر في مكان عام مع مواطنين عاديين في لندن، ليعرف في ماذا يفكرون؟ لذلك تم وضع هذا المشهد خلال الفيلم لأنه مستندًا على أحداث مشابهة حقيقية".
المشكلة الثانية هي اتهامات العنف الزوجي المتورط فيها بطل الفيلم، جاري أولدمان، بعدما صرحت زوجته السابقة، دونيا فيورنتينو، بأنه اعتدى عليها أمام أبنائهما. وقد خشى البعض أن تؤثر الاتهامات على فرص تتويجه بالأوسكار عن الدور.
فيلم Dunkirk
تباينت الآراء حول فيلم المخرج كريستوفر نولان، الذي يركز على عملية إجلاء جنود جيوش الحلفاء بعدما تمت محاصرتهم بواسطة الجيش النازي في شواطئ دونكيرك الفرنسية.
وقد واجه الفيلم اتهامات بمحاولة تبييض التاريخ وتزيفه، بسبب تجاهل إظهار دور الجنود أصحاب البشرة الملونة خلال المعركة.
ونشرت صحيفة Independent البريطانية، مقالا للكاتب روبرت فيسك، تحت عنوان "فيلم Dunkirk..نسخة مضللة تتجاهل شجاعة الجنود من السود والمسلمين".
وأوضح فيسك أن الوثائق الحقيقية للمعركة الشهيرة، تفيد بأن الجنود البريطانيين، الذين أظهروا شجاعة لا مثيل لها في مواجهة جيش النازيين، كان من بينهم جنود أفارقة من ذوي البشرة السمراء، وهو ما تجاهله الفيلم تماما، فضلا عن تجاهله لوصول إمدادات من شركات تابعة للجيش الهندي، عبر التضاريس التي كان يتعذّر الوصول إليها من قبل الشركات التابعة للجيش البريطاني.
وأشار الكاتب إلى أن الفيلم تجاهل وجود قوات من المسلمين قادمة من الجزائر والمغرب وتونس بأعداد كبيرة ضمن جيوش الحلفاء.
فيلم Call Me By Your Name
نال فيلم المخرج لوكا جواداجنينو، اهتماما واسعا منذ عرضه في مهرجان صاندانس السينمائي، في بداية العام الماضي، حتى انتهى به الحال مرشحا لـ4 جوائز أوسكار. مع ذلك، واجه الفيلم عدة انتقادات منها اختيار ممثلين غير مثليين جنسيا لتجسيد قصة حب عن المثلية الجنسية. وقد اختلف كثيرون حول هذا الانتقاد، نظرًا لأن الممثل يمكنه تجسيد أي دور مهما كان مختلفا عن أهوائه وتفاصيل حياته الشخصية.
وانتقد آخرون فرق السن بين الحبيبين في الفيلم، اللذين يبلغان 17 عامًا و24 عامًا، معتبرين أن هذه علاقة بين طفل وشاب، وبالتالي يعد نوعا من التشجيع على مواعدة الأطفال.
فيلم Get Out
رغم حصول الفيلم على تقييمات عالية، فإن هناك انقساما حول ترشيحه لأربع جوائز أوسكار في الفئات الرئيسية. لكن هذا لا يعد الانتقاد الأهم الذي يواجه فيلم المخرج جوردن بيل، فقد اتهمه البعض بأنه عنصري تجاه أصحاب البشرة البيضاء.
ورد بيل، على الانتقادات قائلا: "الأشخاص الذين يصفون الفيلم بالعنصري لم يشاهدوه من الأصل... وإذا كان بعض الناس يشعرون بالاستياء من فيلم، لكن لا ينشغلون بإطلاق الرصاص على طفل أسود اللون، عليهم أن يعرفوا أن الأول خيالي، والثاني يحدث بالفعل".
انتقادات أخرى
الأفلام الثلاثة الباقية التي تنافس على جائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم لهذا العام، لم تواجه انتقادات ذات صدى واسع. فالاتهام الذي وجّهه البعض لفيلم ستيفن سبيلبيرج The Post، كان تركيز القصة على دور صحيفة The Washington Post في نشر التقارير السرية المعروفة باسم "أوراق البنتاجون"، وتجاهل دور صحيفة The New York times.
أما الانتقاد الذي وجه إلى فيلم جريتا جيروج، Lady Bird، كان تركيزه على قصة حياة فتاة مراهقة وما تمر به من أحداث مع عائلتها وأصدقائها الذين تصادف أن جميعهم من أصحاب البشرة البيضاء. واعتبر البعض أن هذا تجاهل لأصحاب البشرة الملونة الذين يعيشون في مدينة ساكرامنتو.
أخيرا، فيلم المخرج بول توماس أندرسون، Phantom thread، لم يوجه له أي انتقادات، وكأن الجميع قرروا الاستمتاع بآخر أفلام الممثل دانيال داي لويس، الذي أعلن اعتزاله التمثيل في منتصف العام الماضي.
اقرأ أيضًا:
(ساخر)- النسخ الحقيقية لبوسترات أفلام الأوسكار.. هذا الفيلم يشجع على الاضطراب الجنسي
هؤلاء النجوم لم يستطيعوا اخفاء صدمتهم عقب خسارة الأوسكار .. كلمات نابية ونظرات غاضبة