أزمة كبيرة أثارتها أنباء متداولة وتصريحات حول طرح لجنة الدراما المنبثقة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المخرج محمد فاضل، قائمة بالموضوعات التي لها أولوية من وجهة نظرها وينبغي على صناع الدراما تناولها.
عدد كبير من النقاد والمهتمين بالدراما عبروا عن غضبهم من الأمر واعتبروا أن إصدار مثل هذا القرار يعد بمثابة فرض الوصاية على المبدعين واحتكار وجهة نظرهم وإبداعهم وعدم ترك الحرية لهم في اختيار الموضوعات التي يرونها مناسبة وتتلاءم مع ما يلمسونه من قضايا تمس الشارع المصري.
المؤلف عمر سمير عاطف انتقد عبر صفحته الشخصية بموقع Facebook تصريحات المخرج محمد فاضل التي قال فيها أنه حصلت فوضي فى الدراما من سنة 2011 وأن الفن لم تناله يد الضبط الى الآن.
أما الناقد أحمد شوقي فقد سخر من الأمر أيضا عبر صفحته الشخصية وانتقد تصريحات لجنة "الأعلى للإعلام".
وأصدرت جبهة الإبداع التي تضم عدد كبير من الفنانين والمبدعين المصريين بيانا عبرت فيها عن استيائها الشديد من هذه الأنباء ( تفاصيل).
وتعليقا على ذلك وصف المخرج محمد فاضل رئيس لجنة الدراما بـ"الأعلى للإعلام" هذه الأنباء بالشائعات وقال لـ FilFan.com: علينا أن ننظر إلى بيان لجنة الدراما جيدا حتى لا ننساق وراء الأقاويل.
وأكد فاضل عدم صحة ما أثير حول رغبة اللجنة في عرض الأعمال على اللجنة قبل عرضها على المنتجين أو الشاشة، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا سيعقد يوم الجمعة 16 فبراير بحضور مجموعة من شباب كتاب السيناريو والمخرجين المتواجدين حاليا في الساحة الفنية، وستتضمن المحاور التى سيتم الحديث عنها مثل ورش السيناريو التي يناقشها المؤلف مدحت العدل، ود.حسن عطية وتتناول واقعية السيناريو، والناقدة خيرية البشلاوي ستتحدث عن معنى الإبداع، بجانب مناقشة مشاكل الدراما بين المنتجين والدولة لوضع حل لها والقرصنة على الأعمال الدرامية والمغالاة في تأجير أماكن التصوير مثل الآثار والمطار ومحطات السكة الحديد.
وقال إن نقيب المهن السينمائية مسعد فوده ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي ورئيس إتحاد النقابات الفنية سيشاركون فى الاجتماع.
وقال فاضل: قررنا تأسيس مهرجان قومي للدراما التليفزيونية به جوائز مالية كبيرة للمنتج والمؤلف والمخرج أصحاب الأعمال المتميزة، وسنطالب بعمل بعثات لكتاب السيناريو والمخرجين، ونعمل عى عودة الدولة للإنتاج، فلماذا الهجوم إذن على اللجنة من أصحاب الشخصيات الذين يريدون إفساد الأعمال الجيدة؟ خاصة أننا لا علاقة لنا بحرية الإبداع ولن نحجر على أحد.
وأضاف أن دور الرقيب تمارسه الرقابة على المصنفات الفنية وهي جهة مستقلة برئاسة خالد عبد الجليل، وأن من يردد عبارات مثل حرية الإبداع هل يريد عدم عرض أعماله على الرقابة ؟ كما أن أصحاب القنوات الفضائية هم من طالبوا بعرض الأعمال على الرقابة.
وردا على ما قاله إن بعد عام 2011 حدثت فوضى في الدراما وأن الفن لم تناله يد الضبط إلى الآن، قال إنه لا يقصد بهذه المقولة عدم تطور الدراما وعدم وجود أعمال جيدة بل على العكس هناك 12 عملا تليفزيونيا في العام الماضي كانوا جيدين جدا مثل "الطوفان" و"أبو العروسة" و"واحة الغروب" و"لأعلى سعر"، و أنه بعدما أصبح مسؤولا عن اللجنة لم يقل أي أراء شخصية كان يقولها من قبل بكل صراحة، ويكتفي حاليا بإعلان رأي اللجنة التي ليس من دورها تقييم الأعمال أو الرقابة عليها، وأشار إلى أنه يقصد بكلمة "الفوضى" وجود أعمالا تذاع لم تعرض على الرقابة الفنية وهذا ليس كلامه ولكن كلام خالد عبد الجليل.
وأكدت الناقدة خيرية البشلاوي عضو لجنة الدراما أنهم لا يتدخلون في حرية الإبداع، وما تردد حول رغبة اللجنة في عرض أعمال درامية عليها قبل عرضها على المنتجين وتحديد الموضوعات المفترض طرحها في المسلسلات غير صحيح، حيث تم فهم الأمر بشكل خاطئ.
وأوضحت أنه ليست كل دراما تنقل تشوهات تسمى إبداع، وليس كل ما ينتج ونراه على الشاشة يصُنف على إنه إبداع، كما أن هذا دور الرقابة أولا وأخيرا، بينما دورنا هو مناشدة الكتاب بتقديم دراما تعبر بصدق عن كل جوانب المجتمع المصري، وتراعي نسق القيم التي تربينا عليها ولغة الحوار التي لابد ألا تندرج نحو السوقية والابتذال وننظر للنماذج المتوازنة ولا تعبر عن الجانب السلبي للشارع فقط.
وأضافت أن هناك فهم خاطئ لمصطلح الواقعية فهي ليست إظهار مأساة الشارع، أو عرض وجهة نظر المؤلف ورؤيته للواقع فقط.
وقالت خيرية إن اللجنة تقصد مناقشة الموضوعات الهامة وعرضها على المنتجين لانتقاء أفضل ما فيها وتقديم موضوعات تهم الوطن في المرحلة الراهنة موضحة أن الفنان يوسف الشريف رغم أنه يقدم أعمال فانتازيا في الدراما ولكنها متميزة وتحترم المشاهد وهناك أعمال أخرى مميزة مثل "لأعلى سعر" و"واحة الغروب" و"كلبش".
فيما قال المؤلف مجدي صابر: هذه اللجنة ليست جهة رقابية، ولن تفرض قيود على الإبداع ولكنها لجنة لتصحيح مسار الدراما خاصة إنه تم ملاحظة بعد ثورة 2011 عرض أعمال بعيدة عن المجتمع المصري، وعن عاداتنا وتقاليدنا وتتناول العنف، والبلطجة، وجرائم القتل، وتشويه صورة المرأة وبالتالي إذا كانت اللجنة ستحدث نوع من التنظيم بعرض هذه الأعمال على الرقابة ،وإيجازها قبل الحصول على العرض سيكون هذا مفيد وإيجابي للدراما.
وأشار صابر إلى أن المخرج محمد فاضل دائما كان يرفض الحكر على الإبداع ولكن نحن نحتاج لوضع نقطة نظام لإعادة الدراما لشكلها الصحيح.
اقرأ أيضا