نسمة أحمد
نسمة أحمد تاريخ النشر: الاثنين، 5 فبراير، 2018 | آخر تحديث:
محمد فاضل

عبرت جبهة الإبداع عن غضبها بسبب ما تردد حول نية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وضع ضوابط تقيد حرية الإبداع في الأعمال الدرامية، وإصدارها قائمة بالمواضيع التي لها أولوية من وجهة نظرها، والتي ينبغي على صناع الدراما تناولها.

وقالت جبهة الإبداع فى بيان لها:" مندهشون لكون مثل المخرج الكبير محمد فاضل و الذي رافق طريق الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة و الذي دافع عن مفاهيم الحرية و التعددية في العديد من أعماله يقبل أن يزج باسمه في مثل هذا القرار الغريب".

وأشارت أيضاً إلى إن للمجلس الحق في إصدار قائمة مواضيع تنتجها الدولة، لكن بشكل مباشر مثل اللجنة الاستشارية لمؤسسة إنتاجية، واعتبار هذه القائمة بمثابة وصاية غير مقبولة، ولاحظت بوجود خلط بين الإعلام والفن خصوصاً وبين الدولة وإعلامها الرسمي، ودور مؤسسات الإعلام عموماً.

وجاء في بيان جبهة الإبداع:

تلقت جبهة الإبداع الأخبار التي تناقلتها الصحف عن عزم لجنة الدراما و المنبثقة من المجلس الأعلى للإبداع لقائمة بالمواضيع التي لها الأولوية من وجهة نظرها و التي ينبغي على صناع الدراما تناولها .. و بعيداَ عن ما تم توضيحه بأن تلك القائمة غير ملزمة إلا أننا نرى أن الفكرة في حد ذاتها غريبة جداً .. و نحن مندهشون لكون قامة مثل المخرج الكبير محمد فاضل و الذي رافق طريق الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة و الذي دافع عن مفاهيم الحرية و التعددية في العديد من أعماله يقبل أن يزج باسمه في مثل هذا القرار الغريب .

فلنتخيل معاً يوماً في الثمانينات يستيقظ فيه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة يتوجه لتلك اللجنة حاملاً سيناريو" الراية البيضا" أو" أنا و إنت و بابا في المشمش"، لينبه عليه رئيس اللجنة أنهم لن يمنعوه ولكن أنهم يفضلون أن يتطرق لمواضيع أخرى .. كيف كان محمد فاضل نفسه ليرد على مثل هذا التنويه الذي يأتي عكس كل ما تحمله روح الفن ذاته من انفرادية وخصوصية لا تنبع إلا من خيال وهواجس وآلام الكاتب نفسه.

قد نتفهم أن يكون لتلك اللجنة الحق في إصدار قائمة مواضيع تنتجها الدولة بشكل مباشر مثلا كلجنة استشارية لمؤسسة إنتاجية و لكن وضع تلك القائمة بشكل عام فيه وصاية غير مقبولة على مبدعي مصر وعلى المتفرج سواء.. ولعل هناك خلط هنا بين الإعلام والفن خصوصاً وبين دور الدولة وإعلامها الرسمي ودور مؤسسات الإعلام عموماً التي قد يكون من واجبها أحياناً العراك الفكري مع إعلام الدولة وصولاً لحراك إيجابي..

لا نستطيع أن نجد مثالاً واحداً في التاريخ لقيام مؤسسة من مؤسسات الدولة بدور مماثل إلا في ألمانيا النازية في عهد هتلر ووزير دعايته جوبلز الشهير وإستديوهات أوفا التي كانت تنتج المواضيع والرسائل التي يوافق عليها و يشجعها جوبلز .. هل تلك هي الصورة التي نرغب في أن يكون عليها المشهد الفني في مصر! فن تحت الوصاية! فن مدجن!

استاذنا الفاضل محمد فاضل .. فن تحت الوصاية لم يكن لينتج أعمالك الرائدة ولهذا فأن الواقفون على رصيف فيلا أبو الغار يدعونك للعودة لصفوفهم و الوقوف معهم.. حتى لا تضطر الدراما المصرية إلى رفع الراية البيضا أمام الدراما العربية وحتى لا تصبح الريادة التي نتشدق بها هي وهم لا يصدقه غيرنا.