أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الأربعاء، 31 يناير، 2018 | آخر تحديث:
فيلم The Post

يعد فيلم The Post للمخرج ستيفن سبيلبرج من الأفلام التسعة المرشحة للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم لهذا العام.

قصة الفيلم مأخوذة عن أحداث حقيقية، وتركز على تقارير سرية حصلت عليها صحيفتا The New York times و The Washington Post، من داخل مبنى وزارة الدفاع الأمريكية في بداية سبعينيات القرن الماضي، وكانت هذه التقارير المسربة تخص الحرب في فيتنام وعُرفت وقتها باسم "أوراق البنتاجون".

ورغم أن الحكومة أصدرت قرارًا يمنع نشر تلك الوثائق خوفًا من إثارة الرأي العام، فإن المسؤولين في صحيفة The Washington Post خرقوا قرار حظر النشر منتصرين لحرية الصحافة وحق القارئ في المعرفة.

يجسد توم هانكس ضمن أحداث الفيلم دور "بين برادلي" رئيس تحرير الصحيفة الأمريكية آنذاك، فيما تقدم ميريل ستريب دور الناشرة كاثرين جراهام.

ونظرًا لأن مشاهدي الأفلام المقتبسة عن أحداث واقعية ينشغلون عادة بالفرق بين ما ظهر على الشاشة والحقائق التاريخية، رصد موقع History Vs Hollywood، بعض الصور والمعلومات التي توضح الاختلافات بين الاثنين.

- ملابسات تولي كاثرين جراهام منصب الناشر بعد انتحار زوجها

تزوجت كاثرين ماير من فيليب جرام في 5 يونيو عام 1940. وقد قرر والدها أن يعين زوجها في منصب ناشر الصحيفة عام 1946. وفي مذاكرتها الشخصية Personal History، قالت كاثرين إنها لم تنزعج من اختيار زوجها لتولي هذه المهمة بدلا منها، بل كانت سعيدة، مؤكدة أنها لم تفكر يوما في أن والدها من الممكن أن يوكل إليها وظيفة مهمة في الصحيفة.

وكان من المعروف أن فيليب مدمن للكحوليات ويعاني من مرض عقلي، مما أثر على حياتهما الزوجية. وقد اكتشفت كاثرين إنه يخونها مع الصحفية روبن ويب، وخططت للانفصال وتقسيم أملاكهما. لكن تدهورت حالته أثناء تواجده في مؤتمر صحفي في فينيكس، ودخل مصحة نفسية، وبعد خروجه انتحر بعيار ناري في منزلهما عام 1963. بعد وفاته، تولت كاثرين مسؤولية الصحيفة.

-ما هي "أوراق البنتاجون"؟

هي دراسة لوزارة الدفاع الأمريكية توضح تاريخ تدخل الولايات المتحدة السياسي والعسكري في فيتنام من عام 1945 إلى عام 1967. تشير الدراسة إلى أن الولايات المتحدة قد وسعت أعمالها العسكرية في فيتنام دون إعلام وسائل الإعلام أو الشعب، كما احتوت على معلومات سرية تتعلق بنشاطات أمريكا في جنوب شرقي آسيا. لم يكن الشعب الأمريكي يعلم شيئا عن حقيقة ما يجري في فيتنام، وما آلت إليه الأوضاع تحت حكم عدد من رؤساء البيت الأبيض.

-آرثر برسونز شخصية خيالية

في الفيلم، يجسد الممثل برادلي ويتفورد شخصية "آرثر بارسونز" عضو مجلس الإدارة الذي يعارض تولى سيدة رئاسة الصحيفة، ثم في وقت لاحق ينصح بعدم نشر الوثائق تجنبا للوقوع تحت طائلة القانون. لكن في الحقيقة فإن هذه الشخصية خياليا، وكان المقصود منها عرض وجهة النظر التي كانت ترفض تواجد كاثرين داخل الصحيفة لكونها امرأة.

-هل كان قرار نشر الوثائق في صحيفة The Washington Post يعد مغامرة خطيرة مثلما جاء خلال أحداث الفيلم؟

يؤكد موقع History Vs Hollywood أن هناك مبالغة في أحداث الفيلم، نظرًا لأن صحيفة The New York times هي التي غامرت في البداية عندما نشرت تقارير عن الوثائق السرية المسربة من قبل دانيال إلسبرج، خاصة وأنها لم تكن على علم تام بنتائج هذه الخطوة من الناحية القانونية، على عكس جراهام وطاقم صحيفة The Post الذين تحركوا بعد قرار منع النشر.

فقد كان من الصعب أن تعاقب الحكومة الصحيفتين، وبالتالي ركزت جهودها على النيل من المسؤول عن التسريب، ووجهت إليه تهم مثل التجسس والتآمر على مصلحة الدولة، وتوقع الحكم عليه بـ115 عاما في السجن، لكن نظرًا لعدم اكتفاء الأدلة تم الإفراج عنه عام 1973.

-دقة التفاصيل

حصلت الصحيفة على الأوراق ليلة عيد ميلاد كاثرين جراهام، لكن لم يكن هناك حفل كبير كما جاء خلال الأحداث. والحقيقة أن الأوراق والوثائق لم تكن منظمة واحتاجت إلى ترتيب ومراجعة من قبل الصحفيين.

توافقت لحظة اتخاذ قرار النشر في الحقيقة مع الفيلم، فقد كانت كاثرين تودع أحد موظفيها خلال حفل، وأثناء إلقاء الكلمة تلقت الاتصال الذي يطالبها بحسم قرارها.

تؤكد كاثرين في مذكراتها إنها لم تتردد إطلاقا في اتخاذ قرار النشر، على عكس أحداث الفيلم. فقد تجاهلت آراء المستشار القانوني وقررت عرض الوثائق على القراء.

- تشويه صورة ريتشارد نيكسون

يؤكد الموقع أن الفيلم بالغ كثيرًا فيما يخص رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابع والثلاثين، ريتشارد نيكسون، وصوره على اعتباره الشخص الشرير. والحقيقة أن نيكسون لم يكن متورطًا في أوراق البنتاجون، نظرًا لأن الدراسة تم إعدادها قبل توليه الحكم. كما أن الرئيس الأمريكي لم يكن هو من بدأ الحرب، بل من قرر إنهاءها.

ويوضح History Vs Hollywood أن نيكسون حاول إيقاف النشر لحماية خصومه السياسيين، الذين سعوا إلى تضليل الإعلام. فقد كان بإمكانه استغلال الأحداث والموافقة على النشر كي يكون بمثابة البطل في نظر الشعب.

كما أنه لم يمنع محرري صحيفة The Post من دخول البيت الأبيض، على عكس ما ظهر في نهاية فيلم ستيفن سبيلبيرج، إلى جانب أن منع الصحفيين من حضور الأحداث الاجتماعية جاء في وقت لاحق مع الكشف عن فضيحة "ووترجيت".

اقرأ أيضًا:

ماذا فعل Darkest Hour في ونستون تشرشل؟ هكذا يظهر أحد قادة العالم الكبار في القرن الـ20

۸ مفاجآت في ترشيحات أوسكار 2018- إنجاز لأفلام الرعب.. وهوليوود تعاقب جيمس فرانكو