رحلت الفنانة القديرة شادية عن عالمنا في مساء الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 عن عمر يناهز 86، ليبقى لها في قلوب محبيها رصيدا كبيرا من الحب بسبب أعمالها ودلعها الذي اشتهرت به، ولكن لشادية وجه آخر قد يزيد حبك لها.
شادية ليست الفتاة المدللة التي وجدت الطريق أمامها ممهدا، أو امتازت حياتها بالسهولة لتصل لكل أحلامها، فهي مرت بالكثير من الأزمات التي أثبتت فيها جرأتها التي تصل أحيانا للتمرد.
تشكيك في موهبتها
اتهامات كثيرة طالت موهبة شادية بأنها "خفيفة" ولا يمكنها تقديم سوى الكوميدي الخفيف منها، وذكر الكاتب الكبير نجيب محفوظ في أحد الحوارات أنها فتاة رقيقة تمثل الجمال والخفة، لكنها لا تصلح لتمثيل رواياته لعمقها الذي لا يناسبها، فقدمت من كتاباته 4 أعمال هم: "اللص والكلاب" و"ميرامار" و"زقاق المدق" و"الطريق"، ليعدل عن تصريحاته ويشيد بموهبتها في الصحف بعد ذلك.
كما أن الاتهامات طالت صوتها أيصا، قالت كوكب الشرق أم كلثوم عن شادية "الخامة كويسة، وبالاجتهاد والإخلاص ستنجح"، أما الموسيقار محمد عبد الوهاب فقال عنها "صوتها بتعريفة، وفنها بمليون جنيه" في إشارة إلى خفتها، وكذلك قال كمال الطويل في لقاء إذاعي، إن صوتها جيد أكثر في اللون الخفيف.
وردت هي عمليا على هذه الأقاويل التي لم تنفيها، وقدمت عددا من الأغاني الطربية مثل "إن راح منك يا عين"، و"اتعودت عليك".
الحب بحياتها
تزوجت شادية في حياتها 3 مرات، الأولى من الممثل عماد حمدي وانتهت بعد صفعه لها في أحد الحفلات أمام الأصدقاء، والثانية بالمهندس بالإذاعة المصرية فتحي عزيز،و انتهى الزواج بسبب المشاكل ومن بينها رغبتها في تقديم فيلما أمام عماد حمدي وهذا ما رفضه، وأخيرا من صلاح ذو الفقار الذي قدما سويا الكثير من الأفلام، ومن بعد طلاقهما عزفت عن الزواج.
ولكن في حياة شادية حب لم يكتمل شغل الصحافة وقتها، ولكن كرامتها منعتها من استكماله، وهو حبها للفنان فريد الأطرش الذي روى في مذكراته، وبدأت مع تصوير فيلم "ودعت حبي"، وبعدها انتقلت للسكن بالقرب منه.
وأكد الأطرش في مذكراته أن حب لشادية كان كبيرا، ورغم حياته التي امتازت بالحرية والحفلات، كان حسم قراره بالزواج منها تأكد من حبها له بعدما كانت تهتم به كثيرا وتطبخ له الطعام، وقرر السفر في رحلة علاجية بباريس ورفض أن ترافقه في السفر مما جعلها تظن أنه يتهرب منها، فأثناء سفره تزوجت من فتحي عزيز.
وكتب الأطرش في مذكراته: "طرتُ إلى باريس، وأحسست فراغا لا سبيل إلى شغله حتى ولو اجتمع لى عشرون صديقا، وأفكارى تطير إلى القاهرة، وأتخيلها فى البيت أو الاستديو أو بين صاحباتها، وكنت أتحدث إليها مرة كل يومين، ويستبد بىّ الشوق فأتحدث كل يوم.. كيف إذا أستغنى عنها"، وقدم من بعدها أغنية "حكاية غرامي".
"الصديق وقت الضيق"
في الستينيات من القرن الماضي، كانت شادية تحيط نفسها بصداقة المثقفين، وعلى رأسهم مصطفى أمين، وانتشرت شائعات عن وجود علاقة بينهما، وهناك من روج أنهما تزوجا عرفيا، وبعد سجن مصطفى أمين في قضية التجسس على جمال عبد الناصر زارته شادية في محبسه، رغم أن الأمر كان كفيلا بإيذائها، خاصة أن القضية التي اتُّهم فيها أمين كانت شديدة الحساسية، وجاءت تفاصيل الحكاية في كتاب "حكايتي مع عبد الناصر" لمصطفى أمين.
ولم تقصد بذلك معاداة جمال عبد الناصر، فهي غنت بعد ذلك لرثائه.