أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الأربعاء، 11 أكتوبر، 2017 | آخر تحديث:
مارتن سكورسيزي

يبدو أن الجدل المثار حول فيلم !Mother، دفع المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي إلى الخروج عن صمته، وكتابة موقفه الحالي من الآراء النقدية، ومواقع تقييم الأفلام مثل Rotten Tomatoes، إلى جانب توضيح الطريقة المثلى للتعامل مع الأفلام الجيدة.

وفي السطور التالية، نستعرض أبرز ما جاء في المقال المنشور عبر موقع The Hollywood Rerporter:

-الآراء النقدية:

يقول المخرج الحائز على جائزة الأوسكار، إنه عندما تخرج من المدرسة، أعتقد أن مرحلة الدرجات وعلامات التقييم قد انتهت، ولكن هذا تغير تماما مع العرض الخاص لفيلمه الأول. موضحًا: "يمكن لأي صانع فيلم أن يخبرك إن هذه العروض تعد تجربة قاسية، وفي بعض الأحيان، تكون مدمرة للغاية.

يذكر على سبيل المثال ما حدث مع فيلم The Magnificent Ambersons للمخرج أورسن ويلز، عندما نال تقييمات سلبية في عرضه الأول في مدينة بومونا، كاليفورنيا. وترتب على ذلك أن شركة RKO قررت تخريب النسخة الأصلية من الفيلم، وحذفت مقاطع منها دون الرجوع إلى المخرج. هذه النسخة التي قد عرفت فيما بعد بأنها تقترب من كونها تحفة فنية.

ومع ذلك، يرى سكورسيزي أن هذه العروض مفيدة أحيانا، لأنها تتيح الفرصة لمعرفة ردود فعل المشاهدين حول مدة مشهد معين، والتأكد من أن المعلومة وصلت بشكل صحيح، واكتشاف اللحظات التي ينصرف فيها انتباه الجمهور عن الفيلم.

مستدركًا: "لقد تلقيت نصيبي من التقييمات الإيجابية والسلبية، بعد عروض أفلامي، مثل الجميع. بالتأكيد فإن السلبية لم تكن ممتعة، ومع ذلك، يمكنني القول إنه في الماضي، حينما كان بعض النقاد لديهم مشاكل مع أفلامي، كانوا يكتبون ذلك بطريقة مدروسة، مرتبطة بقرائن حقيقية يشعرون أنه من الضروري مناقشتها".

-تغير شكل السينما

يتطرق المخرج ذائع الصيت إلى التغيرات التي طرأت على السينما على مدار العشرين سنة الماضية. يرى أن التغيير حدث على جميع المستويات، سواء في الطريقة التي يصنع بها الفيلم، أو الطريقة التي يشاهد بها، أو حتى النقاش المثار حوله. معتبرًا أن الأمر يحمل مزايا وعيوب؛ فعلى سبيل المثال، مكنت التكنولوجيا الرقمية صناع الأفلام الشباب من إنتاج أعمالهم بطريقة فورية، واستقلال تام، ولكن في الوقت نفسه، اختفاء شاشات عرض 35 مم من غالبية دور العرض السينمائية يعد خسارة حقيقية.

ومن بين التغيرات التي حدثت على مدار السنوات، وتحديدًا منذ ثمانينيات القرن الماضي، انتشار ظاهرة Box Office أو إيرادات الأفلام وترتيبها وفقًا إلى الأرقام التي حققتها في شباك التذاكر. يقول سكورسيزي إن هذه الظاهرة أصبحت مسيطرة على كل شيء محيط بصناعة السينما، مؤكدًا أن الحكم القاسي على فيلم في أسبوع عرضه الأول من خلال الإيرادات، أدى بطبيعة الحال إلى إتباع نهج أكثر قسوة في نقد وتقييم العمل.

يوضح المخرج البالغ من العمر 75 عامًا، أن شركة Cinemascore وموقع Rotten Tomatoes لا يمتان بصلة إلى عملية نقد الأفلام، لأنهما ينظران إلى العمل على اعتبار أنه تقييم لأحد الخيول في سباق، أو مطعم في دليل Zagat، أو جهاز منزلي في تقرير المستهلكين.

ويضيف: "هذه الشركات والمواقع وضعت نهج معادي لصناع الأفلام الحقيقيين، حتى اسم Rotten Tomatoes يعد اسما مهينا... وفيما يخص النقد السينمائي الذي كان يكتبه أشخاص يتمتعون بشغف ومعرفة جيدة لتاريخ صناعة الفيلم، فقد تلاشى تدريجيا من المشهد. وحل محله أصوات منخرطة في إطلاق الأحكام، تستمتع برؤية عمل فني ومخرج يتعرضان إلى الهجوم، والرفض، وأحيانا إلى التمزق إربا".

فيلم !Mother

"قبل مشاهدتي لفيلم !Mother، كنت منزعجا من جميع الأحكام العنيفة التي طالته. فهناك الكثير من الناس أرادوا محاكمة الفيلم وإدانته، كما أن البعض كان سعيدًا بحصوله على تقييم F من قبل شركة Cinemascore، حتى أن الأمر أصبح خبرا متداولا في وسائل الإعلام"، هكذا يبدأ سكورسيزي حديثه عن الفيلم الذي دفعه لكتابة هذا المقال.

وتابع: "بعد أن أتيحت لي الفرصة لمشاهدة الفيلم، أصبحت أكثر انزعاجا من هذا الاندفاع في الحكم عليه، ولهذا أردت مشاركة أفكاري".

يعتبر سكورسيزي أن الهجوم على الفيلم يرجع إلى أنه من الصعب وصفه أو تعريفه في كلمتين. هل هو فيلم رعب، أو كوميديا سوداء، أو مخطوطة من الكتاب المقدس، أو حكاية خيالية حول الدمار الأخلاقي والبيئي؟ من الممكن أن يكون كل هذه التصنيفات معًا، ولكن بالتأكيد ليس قاصرًا على تصنيف واحد فقط.

يختتم مخرج فيلم Taxi Driver، حديثه عن فيلم المخرج دارين أرونوفسكي، قائلًا: ""لن يستطيع أحد صناعة مثل هذا الفيلم سوى مخرج حقيقي يتمتع بالشغف، ما زالت أفكر فيه رغم مرور أسابيع على مشاهدته".

الفيلم لجيد

يعتبر مارتن سكورسيزي أن الأفلام الجيدة المعدة من قبل مخرجين حقيقيين ليست مصنوعة للفهم، والاستيعاب اللحظي، حتى أنه لا يجب أن يُعجب بها المشاهدون على الفور. فقد صنعت لأن الشخص الذي يقف وراء الكاميرا يشعر أن عليه صنعها. لافتا إلى أن هناك قائمة طويلة من الأفلام رفضها الجمهور في فترة عرضها، ثم تحولت فيما بعد إلى كلاسيكيات مثل: The Wizard of Oz، و It’s a Wonderful Life، و Vertigo، و Point Blank.

ونوه إلى أن مواقع وشركات تقييم الأفلام سوف تختفي في القريب العاجل، ولكن ربما يأتي بعدها شيئا أسوأ.

اقرأ أيضًا:
انقسام الآراء حول فيلم !Mother.. لهذه الأسباب أطلق جمهور مهرجان فينسيا صافرات الاستهجان

قبل مشاهدة The Florida Project- تعرف على أبطال الفيلم وآراء النقاد في مفاجئة 2017