أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الأربعاء، 27 سبتمبر، 2017 | آخر تحديث:
هيثم دبور

نجح فيلم "فوتوكوبي" في لفت انتباه محبي ومتابعي السينما، منذ بدء الحملة الترويجية له، وطرح الملصقات الدعائية التي يتصدرها محمود حميدة، وشيرين رضا. المفاجأة كانت موافقة عدد من الفنانين الكبار على المشاركة في فيلم يعد العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه تامر عشري، وكاتبه هيثم دبور.

ومع عرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى، ومشاركته في المسابقة الرسمية المكونة من 15 فيلمًا، ازدادت رغبتنا في معرفة المزيد عن كواليس هذا الفيلم.

لذلك، أجرى FilFan.com حوار مع مؤلف العمل هيثم دبور، الذي سبق أن كتب عدد من الأفلام الروائية القصيرة مثل "فردي"، والتسجيلية مثل "التحرير 2011" الحائز على جائزة اليونسكو من مهرجان فينسيا، إلى جانب مشاركته في كتابة عدد من البرامج الساخرة التي حققت نجاحا كبيرا منها "نشرة أخبار الخامسة والعشرون"، و" Saturday Night Live بالعربي".

-كيف جاءتك فكرة كتابة فيلم يربط بين الإنسان والديناصور؟

الفكرة ببساطة تتحدث عن رجل متقدم في العمر، ويتمتع بصحة جيدة، يشعر أن كل شيء في الحياة من حوله بدأ في التغير والاختفاء. ورغم تشبثه بهذه الحياة، إلا أنها تختفي من حوله، هذا الأمر متمثل في الشوارع التي يألفها، والتفاصيل الصغيرة التي اعتاد عليها، حتى مهنته كمسؤول عن تجميع الأخبار في إحدى دور النشر لم تعد كما في السابق... باختصار العالم يتطور ويتقدم بشكل أو آخر، ولا يوجد مكان له بين كل هذا.

النوستولجيا أصبحت مسيطرة على كل شيء، مثال على ذلك حزن البعض على هدم مدينة الملاهي "السندباد"، رغم انقطاعهم عن زيارتها منذ سنوات عديدة. الارتباط بالماضي أمر جيد، ولكن لا يجب أن نكون أسرى له، علينا التأقلم والتطور. إذا كانت مدينة "السندباد" استطاعت مواكبة التغير، كان سيتغير مصيرها وتصبح مثل مدينة "ديزني لاند" المتواجدة منذ منتصف القرن الماضي.
بطل الفيلم يشعر أنه بحاجة إلى التأقلم، ونظرًا للفراغ الذي يسيطر على حياته، يصبح مهووس بالديناصورات عندما يقرأ عنهم، وينشغل بمصيرهم.

-كلمة "فوتوكوبي" لها أكثر من معنى ودلالة في الفيلم، ما هو المعنى الأقرب لفكرة الفيلم بالنسبة لك؟

هو انعكاس لكل الشخصيات الموجودة في الفيلم، فإذا أصبح الأبطال نسخ مصورة من كل شيء حولهم، سيفقدون القدرة على التميز. مثلا شخصية "صفية" التي جسدتها الممثلة شيرين رضا، مسيطر عليها الأفكار التقليدية المتمثلة في أنها أصبحت سيدة عجوز، ومريضة، تعيش الأيام المتبقية من عمرها دون أي جديد. هذا هو معنى "فوتوكوبي" أنها تتعامل مع الوضع كما يتعامل الجميع، فهل ممكن رفض هذا المصير، والاقدام على التغير؟ الفيلم يدعو للتغير بشكل أو آخر، هذه الشخصيات تصارع من أجل ألا تصبح نسخ مصورة من بعضها البعض.
إلى جانب أنه اسم شخصية الممثل محمود حميدة في الفيلم، "محمود فوتوكوبي"، الرجل البسيط الذي يمتلك محل لتصوير الأوراق.

-هل التكنولوجيا ممكن أن تكون السبب في تحول الأشخاص إلى نسخ مصورة، أو أنها تجعلهم يشعرون بأنهم معرضون للانقراض؟

ليست التكنولوجيا وحدها، بل تغير الوقت، والتفاصيل، والحياة بشكل عام، هذا التغير الذي يجعلنا غير قادرين على معرفة المستقبل، وتوقع مصيرنا. نحن بحاجة إلى القدرة على تقبل التغيرات، التي تؤثر على كل ما يحيط بنا. هذا التقبل يمس الفيلم أيضًا، لأنه مختلف، في فكرته وإيقاعه، وأداء أبطاله... عليك أن تفتح عينيك على كل ما هو مختلف، وتحول تقبله، كي تتطور.

-العمل مع مخرج يخوض تجربته الأولى كان مغامرة بالسيناريو أم كان أفضل في الحوارات والنقاش عن التعامل مع مخرج لديه خبرات سابقة؟

أعتقد أن الفيلم ينادي صاحبه، فقد تعاونت مع تامر عشري في تجارب سابقة، وأعرفه جيدًا، وأفهم قدراته. لذلك، عندما كتبت النسخة الأولى من السيناريو، كنت متحمس أن يخرجه، ومتوقع أن يُعجب به لأنه يشبهه، السيناريوهات تشبه أشخاصها.
المهم إذا كانت هذه التجربة الأولى أم العاشرة، أن يكون المخرج قادر على قراءة أفكار الفيلم، واستيعابها، وليس منفذ فقط للسيناريو.

-ما السر وراء اختيار مكان الأحداث ليكون منطقة "عبده باشا" في العباسية؟

أولًا أنا نشأت في هذه المنطقة، كما أنها تتماشي مع طبيعة مهنة تصوير المستندات، المنتشرة بسبب قربها من جامعة عين شمس. هذه المنطقة تمثل مفردات مختلفة منها تحول الحي من مجموعة من القصور والفلل إلى عمارات غير متناسقة، وتغير الطبقة الاجتماعية القاطنة به، هذا يشبه "محمود" بطل الحكاية الذي تغير كل شيء من حوله.

-من الممثل الذي شعرت أنه جسد الدور بإتقان شديد وفوجئت بأدائه على الشاشة؟

الحقيقة أن جميع الممثلين قدموا أدوارهم بإتقان شديد، وبذلوا جهد كبير مع تامر عشري من أجل أن يخرج الفيلم بهذا الشكل. الفيلم يقوم على شخصيات بالأساس، لا يدعى أكثر من ذلك، نحن نقدم حياة هؤلاء الأشخاص في إطار حكاية مترابطة.

-بدأت بتأليف الكتب والروايات مثل "إشي خيال"، و"مادة 212"، ثم انتقلت لكتابة أفلام قصيرة وتسجيلية، والآن تقدم فيلمك الروائي الأول، ما الأمتع بين هذه الأنواع المختلفة من الكتابة بالنسبة لك؟

كل نوع يحمل متعة خاصة، ما زالت مهتم بكتابة الكتب، فهي تجربة ذاتية خالصة، فيما تعتبر كتابة السيناريو عمل جماعي. استمتع بكل ما أكتبه، لأني في الأساس أكتب لنفسي، لرغبتي في تقديم موضوعات محددة بشكل مختلف، وأسعى بعد ذلك لتنفيذها سواء في كتب أو أفلام.


-شاركت في كتابة عدد من البرامج الكوميدية، لماذا لم يكن أول فيلم روائي يحمل طابع كوميدي؟

أول فيلم ليس كوميديًا، ولن يكون الثاني ولا الثالث أيضًا. فالعمل الجديد الذي أعمل عليه حاليًا بعيد تمامًا عن الكوميديا. أفضل تقديم مجموعة من الأفلام التي من الممكن أن تعيش، وتجد لنفسها مكانًا مع الوقت، وهذا على الرغم من أن الأفلام الكوميديا أسهل في الكتابة بالنسبة لي، ومن المتوقع أن تكون تجارية، وتنجح في تحقيق إيرادات عالية.

في رأيي الفيلم الجماهيري هو الذي تتمكن من مشاهدته بعد مرور وقت على صدوره في دور العرض، نحن لا نتذكر إيرادات أفلام مثل "إشاعة حب"، أو "عائلة زيزي"، لكنها أفلام كلاسيكية بسيطة نجحت في أن تظل متواجدة حتى يومنا هذا. أتمنى تقديم هذه النوعية حتى لو كانت أفلام كوميدية، المهم أن تعيش مع الزمن.

-في وقت سابق، كتبت على حسابك الرسمي على موقع Facebook، أن والدك وصف أفلامك السابقة بأنها أفلام غير جادة نظرًا لأنها لا تُعرض في دور العرض، ما هو تقييمك أنت لتجربة "فوتوكوبي" واختلافها عن أفلامك السابقة؟

كنت أتمنى أن يكون والدي متواجدا معي عند عرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي، نظرًا لحضور عدد كبير من صناع السينما، والفنانين الكبار، والجمهور أيضًا. تمنيت أن يرى ردود فعل الفنانين الذين أشادوا بالفيلم، ووصفوه بكلام إيجابي. بالتأكيد، شاهد أفلامي السابقة، وكان فخورا بما أقدمه، ولكن لأنه أكبر في السن، كان معياره أن الأفلام الحقيقية هي التي تًعرض في دور العرض السينمائي، ويشاهدها الجمهور.

اقرأ أيضا

عمرو واكد: شيرين رضا مفاجأة فيلم "فوتوكوبي" تستحق جائزة أفضل ممثلة

بالفيديو- أسما شريف منير: أنا ووالدي بكينا بسبب "فوتوكوبي"