يترقب عدد كبير من متابعي مهرجان الجونة السينمائي، عرض فيلم "قضية رقم 23" للمخرج زياد دويري، المشارك ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المكونة من 15 فيلما، إذ يعرض اليوم 24 سبتمبر.
وتدور أحداث الفيلم حول مشادة حادة تقع بين مسيحي لبناني ولاجئ فلسطيني مسلم مقيم في لبنان، ثم تتحول إلى قضية رأي عام وتقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة.
ويرجع سبب الاهتمام الواسع الذي يحظى به الفيلم إلى عدة أسباب، نستعرضها في السطور التالية:
-زياد دويري:
يعد المخرج اللبناني واحدا من أبرز المخرجين العرب، بعد نجاحه في صناعة أفلام مميزة، شاركت في العديد من المهرجانات الدولية، ونالت إشادات نقدية من المتخصصين في مختلف أنحاء العالم.
ولفت دويري انتباه الجميع، بداية من فيلمه الأول "بيروت الغربية" الصادر عام 1998، والفائز بجائزة فرانسوا شاليه خلال مهرجان كان في العام 1998، وجائزة النقاد الدوليين في مهرجان تورنتو. ثم بعدها بست سنوات عاد بفيلم جديد يحمل اسم Lila Says "ليلا تقول"، والذي نجح في اقتناص عدد من الجوائز، منها جائزة أفضل سيناريو من مهرجان خيخون السينمائي الدولي.
وفي عام 2012، طرح زياد دويري فيلمه الثالث "الصدمة"، الذي صاحبه ضجة كبيرة، ومُنع عرضه في لبنان نظرا لتصويره في تل أبيب.
ووجهت اتهامات إلى دويري بالخيانة والتطبيع، على الرغم من كشفه أكثر من مرة عن الأسباب التي دفعته إلى الإقامة في إسرائيل. فقد قال في حوار مع الناقد السينمائي هوفيك حبشيان في جريدة النهار: "هناك نوع من واقعية سينمائية كنت سأخسرها لو صوّرت في مكان آخر. البعض بدأ يقول لي: (كان من الممكن أن تصور في بلد آخر). وأنا أقول: (لا، لم يكن من الممكن أن أصوّر في بلد آخر)... يحب الناس القول إن هوليوود تفعل كذا وكذا. يجهلون أن هوليوود تملك إمكانات هائلة تتيح لها بأن تغير معالم مدينة بأكملها وأن تفعل بها ما يحلو لها". وأخيرا تعرّض المخرج اللبناني إلى التوقيف في مطار بيروت الدولي، ومصادرة جواز سفره، حتى انتهت التحقيقات معه.
وبعد غياب 5 سنوات، يطرح زياد دويري أحدث أفلامه "قضية رقم 23"، أو المعروف دوليا باسم "إهانة"، وكالعادة يتمكن من المشاركة في عدد من المهرجانات الدولية المهمة.
-ترشيح الأوسكار:
تسعى مختلف دول العالم خلال الفترة الحالية، إلى حسم قرارها فيما يخص اختيار الفيلم الذي سيمثّلها في المنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.
وأعلنت دولة لبنان عن اختيار "قضية رقم 23"، ليكون ممثلها الرسمي أمام أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجائزة الأوسكار.
وقال وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري لوكالة AFP، إن "فيلم دويري يستحق أن يسمى إلى تمثيل لبنان، فقد فرض اختياره بمجرد مشاركته ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي من بين مئات الأفلام".
-آراء النقاد:
عُرض فيلم "قضية 23" ضمن فعاليات الدورة الـ 74 من مهرجان فينيسيا السينمائي، ونال تقييمات إيجابية من قبل العديد من المتخصصين، كما حاز بطله الفلسطيني كمال الباشا جائزة أفضل ممثل.
وصف موقع The Hollywood Reporter الفيلم بأنه سياسي للغاية، ولكنه أيضا شخصي يركز على رجلين يتنازعان، في الوقت الذي تحاول فيه النساء المحيطات بهما حلّ الموقف. وعلى الرغم من أن هذه الفكرة المميزة ربما تكون قُدمت في فيلم طويل جدا، إلا أنه عمل مبهر في المجمل، يستطيع أن يتألق ويحظى بالنجاح عند عرضه على شاشات السينما العالمية.
بينما ذكر موقع Indiewire، أن الفيلم يشبه رحلة استكشافية آسرة تظهر لك التوتر الموجود بين فئتين من المجتمع اللبناني العربي، وتوضح التباين الثقافي الناتج عن خلافات تافهة. وعلى الرغم من أنها لا تعبّر تماما عن الاستعارة المقصودة من قاعة المحكمة الواسعة، إلا أن الفيلم يعطي نظرة عميقة لتأثير الصدمة التاريخية على المجتمع اللبناني الحديث.
إقرأ أيضا:
شاهد فيديو لكلمة أحمد الفيشاوي
نجوم عالميون صدموا الجمهور بردود فعل غريبة على طريقة أحمد الفيشاوي