رقم قياسي جديد حققه أحمد السقا بفيلمه "هروب اضطراري" في إيرادات السينما المصرية، إذ حصد حتى الآن حوالي 44 مليون و500 ألفا، ليكون الفيلم الأول والأكثر إيرادات في تاريخ السينما المصرية، بل إن هذه الأرقام ستزيد خلال الفترة المقبلة، حيث ما زال الفيلم يعرض في دور السينما المصرية، وقد يستمر حتى يتم عرض أفلام موسم عيد الأضحى 2017.
الرقم السابق كان باسم أحمد حلمي والذي حقق فيلمه "لف ودوران" العام الماضي 42 مليون جنية و300 ألفا، لكن السقا استطاع بـ "هروب اضطراري" أن يتفوق عليه.
السقا استطاع أيضا من خلال "هروب اضطراري" أن يحقق أعلى إيرادات يومية في تاريخ السينما وهو ما حدث في ثاني أيام عيد الفطر، حيث حقق أكثر من 6 مليون جنيه في يوم واحد فقط.
لكن ما أسباب نجاح الفيلم تجاريا؟ ولماذا حقق هذا الرقم القياسي؟
نحاول في النقاط التالية تقديم عدد من التفسيرات والأسباب التي أدت إلى نجاح الفيلم
طموح السقا
دائما لدى أحمد السقا طموحا وأهداف مشروعة، في أن يحافظ على جمهوره في السينما، خصوصا أن معظم أفلامه تحقق إيرادات مرتفعة، وإن أصاب بعضها الاخفاق لكنها ليست كثيرة ( راجع تاريخ إيرادات أفلام السقا في السينما المصرية) وفي هذا الفيلم تحديدا كان يتضح على أحمد السقا الإصرار الشديد على أن يقدم عملا فنيا متميزا لجمهوره، خصوصا أن المنافسة مع رمضان وتامر حسني وهنيدي لا بد أن تكون قوية، وفقا لنجاحهم السينمائي، حتى وإن قلت أسهم البعض المنهم.
الوفاء بالوعد
فيلم "هروب اضطراري" مناسب تماما لجمهور أفلام الأكشن، والذي يحب هذه النوعية من الأفلام، وهو الأمر الذي يؤكده الناقد أندرو محسن، وتحدث عنه باستفاضة خلال حلوله ضيفا على برنامج "هذا الصباح" على قناة cbc extra، إذ قال: "هروب اضطراري فيلم أكشن، والمشاهد يجد ما تم وعده به، وإيقاع الفيلم سريع، وأول 15 دقيقة في العمل هناك عدد من مشاهد الأكشن المتتالية، وهو ما يسعد محبي هذه النوعية من الأفلام، وأيضا جمهور أفلام عيد الفطر، الذي يريد أن يشاهد فيلما يشعره بالانبساط".
وأضاف أندرو محسن: "جمهور فيلم الأكشن ينتظر من أي فيلم يدخله أن يرى مطاردات وصراع وهو ما يجده بالفعل وبشكل قوي في "هروب اضطراري"، وهذه المشاهد تم توزيعها على مدار الفيلم بشكل متزن، بالإضافة إلى أن القصة نسبيا مكتوبة بشكل جيد وبها عنصر التشويق".
الغموض
كلما كان هناك غموضا في الفيلم، زاد ذلك من فرص نجاحه، بشرط أن يكون ذلك الغموض مخدوما بشكل جيد، ودون أن تكون النهاية كما يتوقع الجمهور، فالأفلام التي تعتمد على الغموض ثم يكتشف المشاهد بعد ذلك أن الحقيقة تافهة أو متوقعة، تقلل بشكل كبير من الدعاية الجماهيرية التي ينفذها مشاهدو الفيلم بأنفسهم بعد خروجهم من السينما، والتي تعتمد ببساطة على أن يقول المشاهد لأصدقائه والمحيطين به أن الفيلم جيد أم لا.
التغلب على نقاط الضعف
يعاني فيلم "هروب اضطراري" من وجود نقاط ضعف، أبرزها غياب خلفيات الشخصيات، لكنه نجح في التغلب عليها، وهو الأمر الذي تحدث عنه طارق الشناوي لبرنامج "صباح جديد"، حيث قال: "الفيلم نجح في جذب الجمهور رغم وجود ضعف في السيناريو، فالشخصيات تبدو وكأنها هابطة من الفضاء وليس بها عمق، رغم أن هذا العمق هو ما يوضح الحرفية التي يتم بها تنفيذ أي عمل فني".
وأضاف الشناوي: "المخرج أحمد خالد موسى تغلب على مشكلة السيناريو واستطاع أن يخلق شريط سينمائي جاذب للجمهور، وعلى نفس موجته، هناك فن أحيانا يصنع شبه جمهوره، مثل الأفلام الهندي، فهناك جمهور يحب هذه النوعية من الأفلام، فنحن لدينا العديد من الملاحظات على الأفلام الهندية لكن يجب أن نقول أن الميلودراما والغناء والاستعراضات والصخب الإيقاعي والانقلاب في مصير الشخصيات، مهما كان بها مبالغة لكنها على نفس الموجة مع جمهورها.
مساحات لأبطال الفيلم
يمنح الفيلم للأبطال المشاركين للسقا في الفيلم مساحات كبيرة، فرغم أن الفيلم يحمل اسم السقا، إلا أن الممثل اعتدنا منه على أن يعطي مساحات للأبطال المشاركين معه، بما يخدم في النهاية العمل الفني، فلا يعاني السقا من مشكلة الطمع أو ما يسمى الظهور من الجلدة إلى الجلدة في السيناريو، لذا نجد أن كل دور في الفيلم هو دور محوري سواء أمير كرارة أو فتحي عبد الوهاب أو غادة عادل أو مصطفى خاطر وغيرهم.
هذا ماذا تريده
هل تؤثر الأفلام الأجنبية في نجاح نوعية ما من الأفلام العربي؟ هذا الأمر أجاب عنه الناقد محمود مهدي عبر برنامجه "فيلم جامد" حيث قال إن هناك فضل لأفلام مثل The Fast And The Furious و The Expendables ، والتي حققت نجاحا كبيرا في السينما، وجعلت الجمهور يسامح إلى حد كبير في غياب بعض العناصر الأساسية لأي فيلم، في مقابل أن يرى مشاهد مطاردات وحركة، وهو ما شبهه مهدي قائلا: "طالما هناك طبق اللحمة أمامي، فأنا أتغاضى عن أي شيء أخر على المائدة".
محمود مهدي قال أيضا: "رغم أن اللقطات كان بها تقطيع كثير وانتقال في الزوايا كثير، لكن تم إخراجها بعناية فلم تكن هناك أي مشكلة في المتابعة، والفضل الأول في ذلك يعود إلى مهارات فريق المخاطرات، ومهارات فريق التصوير، والإقدام على بعض التضحيات خصوصا في السيارات".
أكشن السقا
السقا دائما يحب أن يجسد مشاهد الأكشن بنفسه، وهو ما يضفي واقعية أكثر على الأحداث، حتى إن كانت هذه المشاهد خطيرة، حتى إن السقا كشف في حوار له بصحيفة الأهرام المسائي إنه لو عاد به الزمن لن ينفذ أحد هذه المشاهد الخطرة، إذ قال: "صورت من أعلى أحد الأبراج ولو عاد بي الزمن لن أنفذه مرة أخرى لأنه كان صعب جدا، ولن أضحك عليكم، وأقول أنني لم أخف خلال التصوير أو ليس خوفا بقدر ما هو حسابات ديناميكية، ووزن وسرعة واتجاه هواء وقصة كبيرة".
اقرأ أيضا
إيرادات أفلام عيد الفطر بالسينما بعد 26 يوما .. السقا ينفرد وتامر يقترب من المليون الـ18
بالفيديو - 5 ملامح من إعلان فيلم "الخلية" لأحمد عز .. حدث لأول مرة