لم تكن تجربة محمد هنيدي من خلال فيلم "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد" موفقة بشكل كبير، فالفيلم الذي يعرض حاليا بدور السينما منذ موسم عيد الفطر الماضي، لم يحقق الإيرادات المتوقعة منه، وتفوقت عليه رقميا الـ4 أفلام التي عرضت معه.
إيرادات الفيلم لم تكن في صالحه، وليس الحكم هنا من منظور الإيرادات فقط، فتاريخ السينما المصرية يشهد العديد من الأفلام التي لم تنجح تجاريا وفقت عرضها، لكنها عندما عرضت تليفزيونيا باتت من أفضل الأفلام المصرية، لكن أيضا المعيار هنا يأتي من منطلق كلام النقاد السينمائيين ورأيهم في الفيلم.
هنيدي كانت له تجربة غير موفقة في السينما أيضا عام 2002 من خلال فيلم "صاحب صاحبه" مع أشرف عبد الباقي، إذ يعد ذلك الفيلم هو الأكثر إخفاقا للنجم الكوميدي، لكن جاءت تجربة "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد" لتعيد إلى الأذهان هذا الفيلم الذي لم يحالفه أي نجاح يذكر، لكن هنيدي استطاع بعدها أن يقف مرة أخرى ويثبت أنه واحدا من أبرز نجوم الكوميديا في السينما المصرية، من خلال أفلام عدة قدمها بعد "صاحب صاحبه".
هنيدي قادر على أن يفعلها مجددا بفيلم جديد، لكن قبل أن يخوض هذه التجربة، يجب أن نسأل عن أبرز الأخطاء التي وقع فيها هنيدي من خلال "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد"، لتفادي تكرارها في المستقبل.
إيحاءات العنوان الطويل
رغم أن هنيدي يعشق تقديم الأفلام ذات العناوين الطويلة، ومنها "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" وحاول استغلال اسم "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد" في الترويج له، إلا أن الاسم الطويل الذي اختاره زرع إيحاءا لدى بعض بأنه يقع في فخ السيرة الذاتية لحفيد عنترة ابن شداد" وهو ما أشار له الناقد السينمائي مجدي الطيب في مقال له، أوضح من خلال – ضمن أسباب أخرى- أن العنوان ساذج ويعكس قلة حيلة في توصيل الرسالة، وجعل الجمهور يعتقد أنه سيشاهد فيلما عن السلالة الرابعة للشاعر والفارس عنترة بن شداد، وهو الأمر البعيد عن المعنى الحقيقي للفيلم في الواقع.
الشاب هنيدي
لفت الناقد طارق الشناوي أثناء حديثه عن الفيلم ببرنامج "يوم جديد" على قناة "الغد"، الانتباه إلى أن هنيدي لا يريد القفز لمسافة إبداعية أخرى في السينما، وعلى 20 عاما، يقدم دور الشاب الذي يريد الزواج، وقال الشناوي: ذلك خطأ كبير لابد أن يذهب الممثل الكوميدي إلى مساحة درامية تتوافق مع ملامحه العمرية حاليا.
وقال الشناوي: هناك عطب ما حدث بين ما يقدمه هنيدي والمتلقي، يجب أن يتجاوز ذلك الأمر، الزمن تغير.
مخرج جديد
لمخرج الفيلم شريف إسماعيل تجربة ناجحة في الدراما التليفزيونية، من خلال مسلسل "لعبة إبليس" بطولة يوسف الشريف، لكن الأمر لم يكن كذلك في تجربته السينمائية الأولى "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد".
العديد من النقاد كانت لهم آراء سلبية تجاه إخراج الفيلم، وحملوه جزء كبير من مسؤولية الإخفاق.
هنيدي سبق أن تعاون مع شريف إسماعيل في عدد من الأفلام السابقة له، حيث كان يعمل مخرجا مساعدا في "أمير البحار"، "يا أنا يا خالتي"، "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، لكن التجربة الأخيرة في "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد" وفي أول تجاربه السينمائية لم يقدم شريف إسماعيل نفس شهادة النجاح في الدراما التليفزيونية.
الإسم وحده
يبدو أن هنيدي ما زال يراهن على أن اسمه وحده يكفي لكي يحقق النجاح، لكن هذه النظرية لم تعد صالحة، وأثبتت اخفاقها مع العديد من الممثلين، لذا فإن الاختيار الجيد للقصة والإخراج ومعرفة التغير الذي طرأ على الجمهور تعد أمور أساسية لا يجب إغفالها.
اقرأ أيضا
منتج فيلم محمد هنيدي: لا علاقة لنا بعرض الفيلم في قطر.. حقوق العمل بالخليج ملك لشركة إماراتية
ألبوم عمرو دياب ـ بهاء الدين محمد والموجي يكشفان تفاصيل جديدة.. مصير "قال فاكرينك"