اتهامات بالجملة طالت غادة عبد الرازق، بعد انتشار الفيديو الحي الذي بثته عبر حسابها بموقع Instagram، وطالت أيضا كل من يدافع عنها، منهم من اتهمهما في أخلاقها، ومنهم من ذهب ليجزم بأنها كانت مخمورة، وذهب البعض ليتخيل أنها فعلت ذلك بتدبير من الحكومة لكي تلهي الشعب المصري عن أزمة ارتفاع أسعار البنزين!
التحديق في أخطاء الأخرين هو سلوك بشري، لكن ذلك السلوك يتكرر كثيرا، ويتحول إلى أن البعض يفعل ذلك لكي يشمت فيمن ارتكبوا الأخطاء، لا ألا يحاول تداركها وعدم فعل مثلها والتعلم منها، وهو الأمر الذي يعبر عنه المثل اللاتيني "نسكن أخطاء الغير في أعيننا ونرمي أخطاءنا وراء ظهورنا".
قد ظهر جزء حساس من جسد غادة عبدالرازق بدون قصد في فيديو حي بثته عبر Instagram، ونقول هنا أنه بدون قصد، لأنها ليست بحاجة إلى أن تفعل ذلك وليس هناك أي مبرر يكمن خلفه، ولا يحتاج هذا الاستنتاج إلى أي اجتهاد في التفكير، فلا يفعل هذا الأمر سوى مغمورات يبحثن عن الشهرة، وحتى أولئك لا يظهرن بهذا الشكل بل يعتمدن فقط على الإثارة لنيل قسط من الشهرة ولتنشر أخبارهن بعض المواقع التي تعتمد على الإثارة.
لكن هل أخطأت فعلا غادة عبد الرازق؟ إجابة ذلك السؤال ضرورية لنفهم الاعتذار جيدا، فهي بالفعل أخطات لأن الفنان أو الشخصية العامة يجب أن تكون أكثر حرصا في الظهور على الجمهور، ووسائل التواصل الاجتماعي كسرت ذلك الحاجز الذي كان يقف بين الفنان ومحبيه، لكن يجب أن يكون ذلك الظهور محسوبا ومعدا له بدقة.
خطأ غادة عبد الرازق تبعه خطأ أخر، إذ قالت في تصريحات صحفية إن الفيديو مفبرك، ويبدو أن ذلك كان بنصيحة خاطئة من مقربين لها، واتبعتها غادة بدون تفكير سليم.
وعادت غادة لتعتذر وتبكي في فيديو حي آخر، عبر Instagram، لتكشف الحقيقة وراء الفيديو الأول، ولماذا صورته؟ وطلبت السماح من جمهورها، وأكدت أنها تتناول أدوية ، وقالت : "كنت مرهقة طوال اليوم ورجعت بالليل وتناولت عقاقير، والأدوية النفسية معروف أنها تتسبب في حالة هذيان".
الحقيقة التي يكشفها أيضا اعتذار غادة عبد الرازق أنها تمتلك شجاعة الاعتذار، فقليلا ما يظهر المشاهير ليعتذروا عن أخطائهم. كان من الممكن أن تجعل الأيام تمر، وتراهن على أن الوقت سيجعل الكثير ينسى، وتعود بعد شهر أو أثنين لتخوض عمل فني أخر، لكنها لجأت إلى الخيار الأصح، والأصح عادة ما يكون الأصعب، وهو الاعتذار: لكن الناس أقول لهم أنا أخطأت فعلا وأنا آسفة جدا، آسفة لجمهوري وآسفة للناس وآسفة لبلدي آسفة ولفني.
المؤسف أن البعض فسر الأمر على أنه جاء متعمدا، لتشويش على أزمة غلاء أسعار الوقود، حتى إن خيري رمضان عندما عبر عن استغرابه من هذه الاستناجات تعرض إلى شتائم كثيرة، فهل يصل الأمر بغادة عبد الرازق إلى أن تشوه صورتها بذلك الشكل من أجل التشويش على أزمة؟ هنا نرجع إلى فيديو الاعتذار مرة أخرى والتي تقول فيه: أقسم بالله العلي العظيم، وحياة خديجة وجويرية وابنتي روتانا أنا عمري في حياتي ما قصدت أن أقلل من نفسي أو أعمل شيء خاطئ".
الخطأ الثاني الذي وقعت فيه غادة وهو إدعائها أن الفيديو مفبرك، تم تدراكه في اعتذراها لجمهورها لتكشف أن البعض نصحها بذلك وقالت: "أناس كثيرون قالوا لي أن أقول أنه مفبرك، لكن لم استطع أن أقول ذلك لأنني لم أصدق الكذبة.
امتلكت غادة الشجاعة واعتذرت، وهو الاعتذار الذي اكدت فيه أنها لن ترتكب مثل ذلك الخطأ مرة أخرى، وأكدت أيضا أنا تتحمل مسؤولية ذلك الخطأ، وبثته في فيديو حي على صفحتها، ولم تتكبر غادة على جمهورها، بل رأها الكثيرون في لحظة ضعف تبكي، ولكن لا يعتذر سوى الأقوياء.
الحقيقة لتي لا يمكن إغفالها أننا جميعا نخطئ، سواء بقصد أو بدون، لكن الأقوياء حقا هم من يعتذرون، وأيضا من يتقبلون الاعتذار، وثقافة الاعتذار وقبوله أيضا أمرا يجب أن ننميه داخل نفوسنا.
اقرأ أيضا
غادة عبد الرازق تعتذر باكية: أخطأت في حق جمهوري وبلدي.. ولم أكن مخمورة
غادة عبد الرازق توجه الشكر لكل من وقفوا بجانبها
البحرينية هيفاء حسين تدعم غادة عبد الرازق وتوجه لها هذه الرسالة