تحفل السير الذاتية المتعلقة بالفنانين سواء المكتوبة أو المقروءة والمسموعة، بكواليس الأفلام والعلاقات داخل دائرة الشهرة والأسرار العاطفية لكن نادرًا ما تطرق إلى جوانب أخرى من الشخصية، مثل حجم الثقافة التي يتمتعون بها ودورهم في المجتمع ونظرتهم إلى الأمور المحيطة بهم.
في كتاب Brando’s Smile، قررت الكاتبة سوزان ميزروتشي أن تقرأ كافة السير الذاتية التي كُتبت عن الممثل الأمريكي الشهير مارلون براندو، وأن تلتقي بعدد من أفراد أسرته وأصدقائه، قبل أن تشرع في كتابها الذي يظهر جانب مختلف وذكي من شخصية براندو، بحسب وصفها في حوار مع Los Angeles Times.
وبمناسبة حلول الذكرى الـ93 لميلاد مارلون براندو، نرصد أبرز ما ذكرته ميزوتشي عنه في كتابها:
-مكتبة مارلون براندو
وجدت ميزروتشي أكثر من 4 ألاف كتاب وعشرات من السيناريوهات المكتوبة بخط يد براندو داخل مكتبته، وقالت: "إنها مكتبة مذهلة، فهو كان أكثر من مجرد شخص مثقف، فقد كان يتمتع بحب المعرفة والفضول ولكنه أيضًا كان متشكك، فلا يأخذ ما يأتي في الكتب على إنه الحقيقة الكاملة، فتجد الكثير من الأحاديث والملاحظات الهامشية في الكتب، كان يجادل المؤلفين والكتب".
امتلك كتب في شتى المجالات، وذكرت إنها وجدت عدد لا بأس به من كتب الحمية وإنقاص الوزن، لافتة إلى أن أخر الكتب التي قرأها كان من بينها 1001 Yiddish Proverbs، وChaos: Making A New Science، وThe Great Music Of Duke Ellington، وThe Pentagon Papers.
وأشارت إلى أنه كان لديه الحق في تغيير بعض الجمل الحوارية، فوجدت ورق يوجد عليه المشهد الافتتاحي لفيلم The Godfather، وما يوجد في النص مختلف عن ما كتبه هو على الورق، لافتة إلى أن ما ظهر على الشاشة في النهاية ما كتبه هو.
-جوني ديب يمتلك مكتبة براندو
الكثير من محتويات المكتبة ذهبت إلى شريكه في بطولة فيلم Don Juan DeMarco، الممثل جوني ديب، الذي اشترى كتبه عن تاريخ السكان الأصليين لأمريكا، وكتب فرويد، وكتب الشعر والروايات التي قرأها في مرحلة الثانوي.
-براندو يضع مكياجه لنفسه
أوضحت الكاتبة أن براندو كان لديه اقتناع أن الممثل هو أكثر من يعرف الشخصية التي يؤديها، لهذا كما كان يغير في الجمل الحوارية، كان أيضًا يهتم بالملابس والمكياج لأنهم جزء من بناء الشخصية.
مشيرة إلى أنه أخذ دورة في المكياج، لتساعده على رسم الشخصية وشكلها، فهو من كان يقرر طريقة المشي الخاصة بالدور، ونبرة صوته، ودرجة بشرته وشكل أنفه.
-ألبومه المفضل
نوهت الكاتبة إلى عدد من الأمور المفضلة لدى براندو، وذكرت أنه كان متعلق بألبوم Sketches of Spain للمغني مايلز دافيس، وقال عنه: "إذا كنت تريد أن تعرفني، عليك بسماع هذه المقطوعات الموسيقية".
-أعز أصدقائه
تطرقت الكاتبة إلى علاقاته بأصدقائه، وذكرت أن أقرب صديق له كان الممثل والي كوكس، الذي التقى به في المدرسة الابتدائية.
وأوضحت: "كان والي طفلا هشا، يخشى التلاميذ، وقدم له براندو العون ومنحه الحماية، وعلمه كيف يتحدث بثبات، ومن هنا أصبحا أصدقاء".
-جزيرة تيتياروا وإنقاذ العالم من خلال السمك
رأى براندو الجزيرة المرجانية لأول مرة عام 1960 أثناء تصويره لفيلم Mutiny on the Bounty، واشتراها بعد ذلك بعدة سنوات.
وذكرت سوزان ميزروتشي، في كتابها: "كان يخشى انتشار الجوع بسبب الزيادة السكانية، و كان مهتما حقا بالأطعمة الغنية بالبروتينات التي يمكن أن تخفف من الجوع في العالم، لهذا بدأ يفكر في الزراعة المائية".
وتابعت: "استعان ببعض العلماء، الذين جاءوا إلى الجزيرة، وقدموا عدة أبحاث حول إمكانية تنفيذ الفكرة، وكيفية إجراء التجارب".
-دروس تمثيل في منزله
جاء في الكتاب، "خصص جزء من وقته لتقديم دروس تمثيل في منزله، حضرها روبن ويليامز، وليوناردو دي كابريو، وشون بن، ووبي جولدبيرج، إلى جانب مايكل جاكسون".
-تعامله مع التكنولوجيا
ذكر وكيل أعماله للكاتبة، أنه عند ظهور الكومبيوتر الشخصي عام 1972، كان براندو من بين أوائل الناس الذين امتلكوه في منازلهم. كما كان لديه معدات تسجيل صوتي حديثة، وكان يستهدم أحدث التقنيات الخاصة بصناعة الأفلام.
-حبه لباريس
توجه براندو إلى فرنسا، بعد حصوله على جزء من أجره في فيلم A Streetcar Named Desire، فقد تطلع كثيرًا لزيارتها ولذلك تعلم الفرنسية بطلاقة، وقضى عدد من أيامه في نوادي الجاز بصحبة الفرنسيات.
كواليس The Godfather- كيف فاز مارلون براندو بدور البطولة رغم أنف الجميع؟