محمود ترك

ابتسامة نيللي كريم وقبضة تايسون في "بشتري راجل".. متعة أن تشاهد ما تتوقعه

تاريخ النشر: الأربعاء، 15 فبراير، 2017 | آخر تحديث:

بشتري راجل

الأسماء الموجودة في فيلم "بشتري راجل" تشجع وحدها على مشاهدة العمل السينمائي المعروض حاليا في دور العرض السينمائية سواء من ناحية البطولة التي تقوم بها نيللي كريم ومحمد ممدوح الشهير بـ "تايسون" وهما البطلان الرئيسيان للعمل، أو من ناحية ورشة السيناريو التي أشرف عليها وائل حمدي الذي حقق فيلمه "هيبتا- المحاضرة الأخيرة" نجاحا كبيرا وقت عرضه.

ليس ذلك فحسب بل إن العمل يخرجه محمد علي والذي له عدة تجارب ناجحة ومميزة معظمها في الدراما التليفزيونية ومنها "مريم" و"حكايات بنعيشها" و"أهل كايرو"، ومن أفلامه "الأولة في الغرام" وسبق له أن عمل مخرجا مساعدا في فيلم "سارق الفرح" مع المخرج داود عبدالسيد.

فيلم "بشتري راجل" من تأليف إيناس لطفي، ويعد النتاج الأول لورشة بيرثمارك سيناريو، والتى تنظمها شركة بيرثمارك فيلميز للإنتاج السينمائى بمشاركة وقيادة الكاتب والسيناريست وائل حمدى والمنتجة دينا حرب.

منذ اللحظة الأولى التي تم فيها الإعلان عن اسم الفيلم "بشتري راجل" يتضح أن صناعه يتمتعون برؤية مختلفة وتجسيد فعلي لمقولة التفكير خارج الصندوق من شركة بيرثمارك للإنتاج الفنى، بمشاركة من ريد ستار، فقد تم التركيز على جمهور مواقع التواصل الإجتماعي وخلق حالة من الجدل والدعاية المجانية للعمل، إذ سبق الإعلان عن الفيلم تدشين صفحة على موقع Facebook، وفوجئ الكثيرون بإعلان فتاة عن طلب رجل متبرع بحيواناته المنوية مقابل مبلغ مادي حتى تستطيع تحقيق حلمها في الأمومة بطريقة رسمية ولكن بشروطها الخاصة (تعرف على التفاصيل)

الحملة أتت ثمارها وتحدثت عنها مختلف وسائل الإعلام، لتأتي ثاني المفاجآت بالإعلان عن أن بطلة الفيلم هي الفنانة نيللي كريم في دور كوميدي رومانسي، التي وفقت في اختيار عملا يختلف عما سبق أن قدمته طوال السنوات الماضية من أعمال درامية تليفزيونية بها جرعة كبيرة من مشاهد البكاء التي تثير عواطف المشاهدين.

نيللي كريم نراها في "بشتري راجل" تجسد دور (شمس نور الدين) الناجحة في عملها والتي تواجه –كعادة الفتيات في سنها- ضغوطا من المحيطين بها خصوصا عائلتها لكي تتزوج وتنجب، ولكنها ترفض الأولى وترغب في الثانية، فهي تكره مجتمع الرجال، وتحلم بأن تصبح أما، لذا تفكر في طريقة للإنجاب بدون زواج، وتجد ضالتها في البحث عن رجل ليتبرع بحيواناته المنوية، وهو هنا (بهجت أبو السعد) الذي يرث مزرعة كبيرة من أسرته لكنه محاط بالديون.

المفاجآت في الفيلم غير موجودة، وهو أمر يتسق نوعا ما مع نوعية الأفلام الكوميدية ذات الطابع الرومانسي، التي تعتمد على مواقف كوميدية بسيطة، كما أن بعض تفاصيل العمل نفسه ليست بجديدة على السينما المصرية والعالمية ورأينا منها نماذج عديدة، فالغرض هنا هو الاستمتاع فقط وتوقع النهاية السعيدة، كما أن عنصر الشر غير موجود على الإطلاق ولا داعي له.

ميزة الفيلم في بساطته، إذ نجح صناعه في أن يجعلوها عنصر قوة لا ضعف، خصوصا المخرج محمد علي الذي نجح في أن يقدم فيلما بسيطا خفيفا يمزج بين الكوميديا والرومانسية، وتغلب على نقطة هامة وهي عدم وجود خلفيات للشخصيات سواء نيللي كريم أو محمد ممدوح وأيضا لطفي لبيب الذي يجسد دور خال نيللي كريم وفاته قطار الزواج، لكن ذلك لا يمنع المشاهد من أن يتصالح مع الفيلم ويجده جديرا بالمشاهدة.

محمد ممدوح وبيومي فؤاد

في فيلم "بشتري راجل" يثبت محمد ممدوح مرة أخرى أنه واحدا من أفضل الممثلين المتواجدين على الساحة حاليا، فتعبيرات وجه تقنعك دائما، وانفعالاته محسوبة وقادرة على تجسيد مختلف الأدوار بقبضة محكمة.

ورغم تكرار ظهور بيومي فؤاد في الأعمال الفنية، إلا أنك لا تمل منه أبدا، وهو هنا في "بشتري راجل" يظهر في مشهد واحد فقط، لكنه مشهد ملئ بالمواقف والإفيهات المميزة، تجعل الجمهور يضحك بشدة في هذه الدقائق القليلة التي يظهر بها.

الفيلم يشهد أيضا ظهور الممثل محمد حاتم في دور خال محمد ممدوح، وذلك الأمر يخلق العديد من المفارقات الكوميدية في العمل، إذ أنه أصغر من خاله سنا.

تمر أحداث الفيلم سريعا بدون ملل، وبدون مفاجآت أيضا لكن الاستمتاع وحده هو الهدف، لتخرج في النهاية من السينما وأنت مستمتع تماما، فهو من نوعية الأعمال التي قد تشاهدها أكثر من مرة رغم أنك تعرف نهايتها.