خاص- "جانجو".. الموسيقى والممثل ينقذان فيلم افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي 67

تاريخ النشر: الجمعة، 10 فبراير، 2017 | آخر تحديث:
فيلم Django

بالنظر إلى اختيارات برليناله خلال السنوات السابقة للأفلام التي نالت امتياز افتتاح الدورة، يمكن أن نلاحظ الجرأة الكبيرة التي اتخذتها إدارة برليناله هذا العام باختيار الفيلم الفرنسي "جانجو" للمخرج إيتيان كومار كي يفتتح الدورة السابعة والستين من المهرجان.

فبعد اختيارات مالت في الأعوام الأخيرة أن يكون الفيلم لمخرج وممثلين معروفين بما يزيد من فرص الاهتمام الإعلامي الدولي، ينحاز برليناله في دورته الجديدة لمخرج يصنع فيلمه الأول وممثل لا يمتلك شهرة تذكر خارج السينما الفرنسية هو رضا كاتب الذي يلعب دور عازف الجيتار الغجري بلجيكي المولد جانجو راينهارت، الذي أنقذته موهبته مما فعله النازيون بالغجر في فرنسا.

أداء رضا كاتب مع مشاهد الأداء الموسيقى الاستثنائية هما نقطتي القوة الرئيستين في هذا الفيلم الذي يبدأ بإيقاع متماسك ومدخل ذكي لشخصية البطل، قبل أن يفقد مع تتابع الأحداث الكثير من أسباب الجودة.

مهرجان برلين67

جانجو كما نراه في بداية الفيلم فنان بوهيمي كلاسيكي، لا يهتم بعمله ويذهب لصيد الأسماك وقت حفل مهم يحملونه حملاً إليه، لكنه بمجرد الصعود للمسرح يتحول إلى عملاق موسيقي، ويقدم أداءً مدهشاً يمنحه المخرج وقته الكامل لحوالي سبع دقائق من الموسيقى الخالصة التي ترسم حدود عبقرية جانجو التي تحميه من النازيين، بل تجعل بعضهم يتواجد في المسرح ويسعى لاستقدامه للعزف في ألمانيا.

ذكاء الدراما في الفصل الأول من الفيلم تنبع من ارتباط كل قرارات البطل بموسيقاه، فهو فنان غجري لا يكترث كثيراً لما يحدث حوله طالما كان قادراً على الأداء عندما يريد وبالطريقة التي يفضلها. وعندما يتهرب من عرض شبه إجباري لجولة موسيقية في ألمانيا يحضرها جوبلز نفسه، نشعر أن هذا ليس موقفاً نضالياً قدر كونه رفضاً لتزمت النازيين المضحك الذي يعجب بموسيقاه لكنه يعتبره أدائه غير ملائم أخلاقياً، فالرقص ممنوع وتحريك الأقدام خلال العزف ممنوع مع قائمة أخرى من المحظورات المثيرة للسخرية، التي قد لا تكون مماثلة للشكل التقليدي للعنف النازي، لكنها تبدو في حالة البطل أسباباً كافية للتمرد.

غير أن تماسك الدراما يأخذ في التناقص مع اضطرار جانجو للهرب عبر الغابات إلى الحدود السويسرية، لتفقد الشخصية في النصف الثاني من الفيلم كثير من جاذبيتها، وتصير مشاهد الأداء الموسيقي هي الدافع الأبرز ـ وربما الأوحد ـ لمتابعة حكاية تسير سريعاً باتجاه الكليشيه، وتتحول مجرد قصة هروب أخرى من النازيين.

قد تكون التعرض لعلاقة النازي بالغجر سبباً لاهتمام برليناله بالفيلم، وقد تكون المقاومة بالفن أحد دوافع إيتيان كومار لصنع الفيلم، لكن يبقى أداء رضا كاتب المحكم ومشاهد الموسيقى المبهرة هي أهم ما في "جانجو"، الذي ربما كان لدى برليناله خيارات أفضل لتفتتح الدورة 67.

مهرجان برلين67

https://www.goethe.de/ins/eg/ar/kul/sup/b17.html

اقرأ أيضًا:
تعاون بين "في الفن" و"جوتة" لتغطية إعلامية خاصة لفعاليات مهرجان برلين السينمائي.. 12 مراسلا وناقدا من 12 دولة

برلين vs الأوسكار.. لماذا لا يهتم الجمهور العربي بالدب الذهبي وينبهر بحفل جوائز؟

اطلاق العدد الرابع من مجلة "السينما العربية" في مهرجان برلين السينمائي الدول