ترقب متابعو السينما في جميع أنحاء العالم صدور فيلم The Light Between Oceans، منذ بداية تصويره. وذلك ليس من أجل الرواية المقتبس منها الفيلم التي تعد واحدة من الروايات الأكثر قراءة، أو بسبب مخرج العمل ديريك كيانفرانس، الذي نال شهرة واسعة بعد فيلمه Blue Valentine الصادر عام 2010.
ولكن اكتسب الفيلم شهرته منذ الإعلان عن ارتباط بطلي العمل؛ مايكل فاسبندر، الذي يبلغ 39 عامًا، وأليسيا فيكاندر، البالغة من العمر 27 عامًا، أثناء فترة التصوير. وبدأت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في متابعة تطور مراحل قصة الحب التي انتقلت من الشاشة إلى الحقيقة.
وبالرغم من ذلك حاول الثنائي أن يحافظا على قدسية علاقتهما، وأن تبقى بعيدًا عن الأضواء. وذكرت أليسيا، خلال حوارهما مع موقع Entertainment Weekly، أنهما لا يرغبان أن يربط الناس بين أحداث الفيلم وحياتهما الخاصة، موضحة "اتفقنا منذ البداية على أن العلاقة التي بيننا خاصة جدا ولن نتحدث عنها مع الآخرين، حتى لا يربط الناس بين علاقتنا والفيلم".
ضوء السعادة طغى على الحزن:
تبدأ أحداث الفيلم في العشرينيات من القرن الماضي، فنرى "توم شيربون" حارس المنارة الجديد، الذي يتوجه لاستلام عمله، ويحصل على منزل في منطقة نائية تطل على البحر غرب أستراليا. جميع تعبيرات وجه توم تدل على اليأس من الحياة، هذه التعبيرات مصاحبة لحوار يدور بين توم والقائد المسئول عن إنهاء أوراق العمل الجديد، تعلم من خلاله أن توم شارك في الحرب العالمية الأولى، وواجه الكثير من الأهوال التي جعلته يميل إلى العزلة والهدوء.
يلتقي توم أثناء تواجده بالمدينة بـ "إيزابيل"، الفتاة البشوشة المقبلة على الحياة، التي تشجعه على الزواج منها والسفر معه للإقامة في منزل المنارة النائي، حيث لا توجد خدمات طبية أو مدارس أو جيران، فقط هما الاثنين والبحر.
"أنتي مفعمة بالحياة إلى درجة تخيفني"، هكذا يقول توم لإيزابيل، تبدو حياتهما في البداية سعيدة، لكن تتبدل الأحوال ويقتحم الحزن بيتهما شيئًا فشيئا.
ظلام الحزن بدل السعادة:
سيطرت أجواء الحزن على البيت وتلاشت البهجة، عندما أجهضت إيزابيل مرتين في شهور حملها الأخيرة، فبدأت تذبل وتميل إلى الهدوء والصمت. ولكن ذات يوم يرى توم، رجل ميت وطفلة رضيعة في زورق نجاة في الماء، يقوم الزوجان بإنقاذ الطفلة، وهنا تتغير حالة إيزابيل النفسية وتعود لها ابتسامتها، وتضغط على توم كي لا يبلغ عن الواقعة. يعد هذا المشهد واحد من أفضل مشاهد الفيلم، إذ يختلف الزوجان، ويبدأ الصدام بينهما حتى يخضع توم لرغبتها ويدفن الرجل ويحتفظا بالطفلة.
تمر السنوات ويلتقي توم بالأم الحقيقية لطفلتهما، فيشعر بتأنيب الضمير ويقرر أن يرسل لها جواب يخبرها فيه أن ابنتها بخير وأن زوجها توفى. فتتعقب الأم الرسائل غير المباشرة وتتوالي الأحداث.
الإعلان يفضح الخطوط الرئيسية للفيلم:
الإعلان التشويقي يعد من أهم وسائل الدعاية التي تعتمد عليها الأفلام في التسويق قبل الطرح بدور العرض. لهذا يجب على الفيديو الذي لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق أن يجذب المشاهدين للذهاب إلى السينما لحضور الفيلم، دون أن يفضح تفاصيل القصة التي يقدمها.
هذه القاعدة لم ينتبه إليها كثيرًا صناع فيلم The Light Between Oceans، فالإعلان الدعائي للفيلم كشف في دقيقتين ونصف معظم الأحداث التي ذكرناها، وبذلك تسبب في أن معظم الخطوط الرئيسية والمواقف التي يتعرض إليها الأبطال في النصف الأول من الفيلم، تعتبر معروفة للمشاهد.
فعلى سبيل المثال، مشهد الصراع الذي نشب بين الزوجين وقرار الاحتفاظ بالطفلة وتبنيها دون الإبلاغ عن الواقعة، لم يثر أي نوع من التشويق، رغم تفوق الثنائي فاسبندر وفيكاندر في تأديته، بسبب أن الإعلان يكشف عن هذا القرار بل ويتجاوز ذلك بأنه يخبرك أن الزوج سيلتقي بالأم الحقيقية.
مأسوية الأحداث:
يعتبر الفيلم من الأفلام التي تدور أحداثها في إطار مأسوي وبكائي، وذلك مع توالي المواقف الصعبة والقرارات المصيرية التي يضطر الأبطال أن يتخذوها. تتداخل حالات الحزن والسعادة وتمتزج مع الأداء الرائع الذي يقدمه الأبطال؛ فتبرع راشيل وايز في دور الأم الحقيقية، وتقدم خليط بين مشاعر الانتقام والغفران، فيما يتمكن كلا من أليسيا فيكاندر ومايكل فاسبندر من تقديم قصة حب رومانسية صادقة، تمر بالكثير من المنحنيات والاختبارات.
يشار إلى أن فيلم The Light Between Oceans، يعرض حاليًا بدور العرض السينمائية المصرية.