لماذا تجمع الأفلام التي ينتقدها النقاد بآراء سلبية عائدات كبيرة؟ لنركز الحديث بالتحديد على أفلام شركة دي سي كوميكس الأخيرة، هل النقاد مخطئين؟ أم هو تصنع للعمق؟ هل يتهمون أفلام القصص المصورة بأنها طفولية أكثر من اللازم؟
من الواضح أن كل ما سبق ليس الحالة التي أمامنا وتخص شركة دي سي، خاصة وأن آراء النقاد فيما يخص الشركة المنافسة مارفيل وأفلامها الأخيرة إيجابية جدا فما المشكلة؟
لنراجع سويا أسباب الصراع بين المشاهدين والنقاد
الجماهير الوفية
لا ننسى أن هناك عدد كبير من الجماهير الوفية تقف خلف القصص المصورة، نتحدث عن ملايين، جميعهم يتسامحون مع أي خطأ ويحبون بكل صدق ما يخص أبطالهم وقصصهم المصورة، سوف يذهبون لدور العرض ويشاهدون الفيلم أي فيلم يخص الأبطال الخارقين ويدعمونه بكل السبل الممكنة حتى لو كان الأسوأ.
ولا ننسى أن حاليا هوليود تنتج عددا كبيرا من أفلام الأبطال الخارقين، مما يعني أن جماهير القصص الوفية شعرت أخيرا أن وقتهم جاء للسيطرة على دور العرض ومعايشة عالمهم الخاص، وبالتالي لا مجال للانتقادات السلبية وبالعكس سيقفون بحزم ضد النقاد.
فشل دي سي سببه سنايدر؟
ما سبق لا يشرح أبدا سر فشل دي سي كوميكس في إقناع النقاد المحترفين في أمريكا بخصوص أفلامها الجديدة، وليس بإمكانها تحقيق ما حققته ثلاثية Avengers أو Captain America.
قد يوجه البعض أصابع الاتهام إلى زاك سنايدر مخرج فيلم Man OF Steel و BatmanVSuperman نظرا للسوداوية التي تناول بها الفلمين وقلة الدعابة والمرح وكثرة مشاهد الحركة والمؤثرات البصرية.
تبعية العالم الذي خلقه زاك سنايدر أثرت بكل تأكيد على ديفيد أير مخرج Suicide Squad الذي أظهر عالما سوداويا مشابها تماما لما خلقه زاك.
كانت هناك تقارير تشير إلى أنه تم تغيير أماكن التصوير وإعادة تصوير بعض اللقطات لإضفاء لمسة خفيفة على الأحداث السوداء، وقص بعض المشاهد.
الأمر ذاته حدث لفيلم BVS السابق وحينما صدرت النسخة المطولة التي تتخطى الساعات الثلاثة، استقبل الفيلم آراء أفضل بكثير من التي استقبلتها نسخة السينما.
الاتجاه السوداوي وقف ضد أفلام دي سي، وهو ذاته ما يخدم مارفيل، إذ أن الأخيرة تستخدم أسلوبا أخف وأكثر مرحا بكثير من الذي تستخدمه دي سي، ولنا في Guardians of the Galaxy مثالا.
إذا لماذا نجحت ثلاثية نولان؟
إن كانت السوداوية ومشاهد الإثارة والحركة سبب الحرب الضارية من النقاد فلماذا نجحت ثلاثية كريستوفر نولان الخاصة بـ"باتمان"؟ الأمر بسيط تلك الأفلام وضعت النقاد في مأزق نظرا لأنها تناولت العالم الواقعي بنظرة ناضجة للغاية وبكل تأكيد لن يرفض ناقد سينمائي نظرة كتلك وإلا سيتهم بالسطحية.
على الرغم من أن نولان شارك بشكل أو بآخر في ثنائي MOS وBVS إلا أن سنايدر لم يقدم لمساته مطلقا، وبدا الأمر واضحا إنه يحب الجنون والمؤثرات البصرية أكثر من شخصياته أبطال الأفلام، ويحب مشاهدة دمار العالم الذي يخرجه للنور.
هناك 10 أفلام على الأقل قادمة من شركة دي سي من الآن وحتى 2020 لدينا Wonder Woman وJustice League إن استمر الأمر هكذا فهذا يعني أِن الجماهير ستشتري التذاكر والنقاد سيستمرون في نقدهم السلبي، طالما تحقق إيرادات.