السبب الحقيقي وراء اعتزال شيرين عبد الوهاب الفن (رأي)

تاريخ النشر: الثلاثاء، 1 مارس، 2016 | آخر تحديث:

شيرين عبد الوهاب

إن لم تكن قريبا جدا من شيرين عبد الوهاب، فمن الصعب جدا أن تتكهن السبب المباشر لاعتزالها. لأنه من الجلي لنا أن قرار الاعتزال كان مفاجئا وغير مدروس، وكأنه ردة فعل على سبب مباشر حصل لها ليلة إعلانها قرارها.

وبالرغم من خروجها بتسجيل صوتي ثانٍ في اليوم التالي، لتؤكد فيه أنها تريد التفرغ لحياتها ولبناتها، إلا أنه يبقى هناك سبب مباشر أدى إلى هذا الانفجار المفاجئ لا تريد الإفصاح عنه.

ولكن، وبكل الأحوال، ومهما يكن السبب المباشر لاعتزالها، فهو لا يهمنا لأنه شخصي وخاص. ولكن ما يهمنا أنه ثمة سبب غير مباشر أدى بشكل تراكمي وتدريجي إلى هذا القرار المفاجئ. وإليكم هذا السبب.

من المعلوم لنا أن أغلب الفنانين يحرصون بشكل كبير على صورتهم الخارجية أمام زملائهم وجمهورهم. فبعضهم يتقن التمثيل والكذب بشكل عفوي، ويبدو لك متزنا، هادئا وملاكا. والبعض الآخر لا يجيد هذا النوع من الكذب، فتراه يخطئ كثيرا عندما يظهر في الإعلام، ينفعل ويغضب ويسيء بشكل غير مقصود إلى صورته التي دأب على بنائها وتلميعها طيلة فترة تواجده في الفن.

ويبدو أن شيرين تنتمي للفئة الثانية من هؤلاء الفنانين، العفويين، الطيبين والخطَّائين. مما أدى كثرة ظهورها المجاني هنا وهناك إلى دخولها في مهاترات ومشاحنات مع غيرها من زملائها الفنانين، فغضبت منهم تارة وصالحتهم تارة أخرى.

ولأنها ليست متمرسة في الكذب، فضحتها دموعها أمام نيشان عقب طلاقها من زوجها السابق محمد مصطفى. ولأنها – باعترافها- ليست على مستوى كافٍ من التحصيل العلمي والثقافي، خانتها تصرفاتها في كثير من الأحيان، فاستعملت حذائها في برنامج اكتشاف المواهب لتضغط على الزر، ثم اعتذرت عن استخدام الحذاء، ثم عادت لاستخدامه مجدداً.

ولأنها تملك من الطيبة ما تملك، ظهرت أمام الجمهور لتقول أن زميلي كاظم الساهر أهداني طفلاً.. وبطيببتها هذه بررت الغلطة بإحضار لعبة على شكل طفل في الحلقة التالية من البرنامج نفسه وقالت هذا هو الطفل. البساطة التي نشأت فيها شيرين دفعتها مثلاً لتحكي قصصاً كثيرة، منها حلمها مع الرئيس السيسي وهو يطعهما عنباً ينقّط عسلا.

لا شك أن شيرين وقبل أن تعتزل، قلّبت في شريط حياتها على اليوتيوب وهنا وهناك، فرأت نفسها كيف سقطت مرتين أرضاً في برنامج ذا فويس ثم عادت للنهوض وكأن شيئاً لم يكن. رأت نفسها عندما خرجت مع نيشان في برنامج أبشر وقد زاد وزنها بشكل ملحوظ بعد ولادتها. لعل شيرين لم تعجبها هذه الذكريات.. لعلها ندمت على الكلام القاسي التي قالته بحق نصر محروس، تامر حسني، عمرو مصطفى وشريف منير. لعلها تمنت أنها لو اكتفت في الغناء فقط ولم تظهر في الإعلام في برامج ومقابلات أدت إلى تشويه صورتها الخارجية وجعلتها تشعر بالإحراج مما وصلت إليه.

هذه شيرين عبد الوهاب التي لم تدرس الأسباب التي جعلتها تكره الفن، أخذت قرارا متسرعا في اعتزالها. إذ كان عليها أن تعرف لو أنها اكتفت -منذ ظهورها وحتى هذا اليوم- بالغناء فقط في الاستوديوهات والحفلات لكانت في غنى عن كل هذه المشاكل والإحراجات، في غنى عن كل الشتائم والانتقادات التي طالتها على وسائل التواصل الاجتماعي. فهناك الكثير من الفنانين الذين ركزوا في فنهم ولم تغرهم هذه اللقاءات والبرامج في الظهور، فبقوا في أعين جمهورهم نجوما وسادة يُنظر لهم بكل احترام.. والسيدة فيروز اللبنانية ليست ببعيدة أبداً عن هذا المثال.

همسة في أذنك يا شيرين: عودي إلى الغناء فهذا ما تبدعين فيه ولا ضير ولا ضرر في ذلك. اذهبي إلى الاستوديو وإلى الحفلات، فهذا ما خُلقتِ من أجله. اقرئي وادرسي الموسيقى وكوِّني لنفسك مشروعك ومدرستك الخاصة في الغناء. وإن كنتِ تريدين حقا معرفة السبب الحقيقي لكرهك للفن ولاعتزالك، فتخيلي شكل حياتك لو اكتفيتِ بالغناء فقط. إذا أردتِفعلاً حياة هانئة وسعيدة وخالية من المشاكل، فاعتزلي الظهور، المقابلات، اللقاءات، البرامج، ومنابر التواصل الاجتماعي، وكوني فيروز.. فيروز جمهورية مصر العربية

Tweet to @AlmidaniGhazwan