حسن الحلوجي
حسن الحلوجي تاريخ النشر: الجمعة، 30 أكتوبر، 2015 | آخر تحديث:
علي ربيع

جدل مستمر في الفترة الأخيرة يدور حول علي ربيع ومن يشبهونه في نمط تمثيله"، وسؤال حول "ربيع"، فهل هو ممثل كوميدي حقيقي أم أنه مضحك ثقيل الظل يتقبل ضحكاته من يستسيغون حركاته وانفعالاته؟

من حق كل متفرج أن يبسط وجهه إن رأى ما يضحكه حسب أفكاره وثقافته، لأن الضحك قائم على التفكير في الأساس.. أو لا يبسط وجهه فهو حر.. أيضا يجب الإشارة إلى أن وصف "المضحك" يختلف اختلافا كبيرا عن وصف"الممثل الكوميدي" مع صعوبتهما وأهميتهما إن كنا عادلين في التفريق بينهما.

١) التمثيل لابد أن يسبق الكوميديا
فهناك فرق بين المضحك والممثل. المضحك يبذل كل جهده لإخراج الضحكات من المتفرجين معتمدا على حركات جسمه والاستعراض بالشكل والنظرات والإيماءات المكررة، لكن الممثل الكوميدي يمثل داخل مشهد درامي، ويعتمد في الإضحاك على المواقف التي يقدمها مع بعض الكوميديا اللفظية والحركية، والممثل الكوميدي يشعل هذه المواقف باستخدام موهبته كي تبدو عناصر الإضحاك طبيعية وغير مفتعلة.

٢) الإضحاك باستخدام البلاهة وجحوظ العينين
فنموذج بدر الدين جمجوم الذي يبرّق عينيه بهدف الإضحاك، أو الدكتور شديد "وماله ياخويا" وهو يحرك كتفيه ورقبته، أو الممثل الذي يحاول الإضحاك بمط رقبته وإمالة كتفه وجحوظ عينيه، أو الإضحاك بالسخرية من الآخرين بالتعليق على شكلهم أو شتمهم، أو محاولة الإضحاك لأن الممثل لا يفهم ما يقال له فيظهر تعبيرات تعبر عن البلاهة، وهو نوع من الكوميديا عفا عليه الزمن ولا يضحك سوى من لا يريد أن يفكر، ويختلف بالطبع عن كوميديا سوء الفهم لأنها مبنية على الكتابة والموقف في الأساس.

شاهد- الدكتور شديد في فيلم "عروس النيل"

٣) الاستعداد النفسي عند الجمهور للضحك
قد يذهب الجمهور لمسرحية لأنه مستعد نفسيا للضحك، ولأنه يريد التسرية عن نفسه بحضور مسرحية كوميدية، أو لأنه يتوقع أن يضحك من تصرفات هذا الممثل، فإن ظهر هذا الممثل ضحك الجمهور حتى قبل أن تتحرك شفتاه بالكوميديا، فالمتفرج جاء ليضحك ولن يتنازل عن هذا الهدف لأن لديه خبرة مسبقة أن هذا الممثل أضحكه من قبل، والممثل إن اعتمد على ذلك مستسهلا مايقدمه فهو يستغل ثقة الجمهور استغلالا خاطئا.

٤) هذا ما يفضله الجمهور
هناك شريحة كبيرة من المتفرجين تعجب بمشاهد مضحكة للممثل فتقابلها بتصفيق حاد في المسرح أو تقابلها بنسب مشاهدة عالية على YouTube، وتعجب من هذه النسب لأنها عالية، ويجد الممثل أن طريقته في الإضحاك تلك حصدت هذه النسب من المشاهدة فيبقي عليها حتى وإن خالفت قناعاته فطالما درج شباك التذاكر ممتليء فلتسقط القناعات، بالطبع هناك نسبة كبيرة أيضا لم تحضر لمشاهدته ولم تتابعه لكن هذه النسبة لا تهمه فهو يبحث عن الجمهور الذي يشبهه.

٥) الإضحاك ليس قرارا يأخذه الممثل
فثقته في القدرة على الإضحاك بأي تصرف هي نوع من الغرور الذي قد يضره، وتتأكد مواهب الممثل الكوميدي إن استطاع أن يجدد من نمطه كشكل وطريقة إضحاك، لا يتكيء على طريقة إضحاك مضمونة وإفيهات لاذعة ، وهذه مشكلة يعاني منها كثيرين من ممثلي الكوميديا الحاليين لأنهم يخشون التجديد إما خوفا من انصراف الجمهور إن لم يعجبه جديدهم، أو لأنهم محدودي الموهبة فليس لديهم سوى هذا النوع من الإضحاك ليقدموه.

والممثل الذي يظن أنه يستطيع الإضحاك بأي تصرف يفعله حتى وإن كان لا يضحك يمتلك ثقة زائفة، هناك بالطبع شريحة ستتفاعل مع كل ما يفعله لأنه يستخدم طريقة أضحاك تناسبها لكنه في النهاية سيظل محدودا في وسائله وأدواته وأهدافه.

٦) الكوميديا ليست شخص مضحك فقط
فلابد من كتابة مضحكة أيضا، وكاتب كوميدي جيد يوجه هذه العبارات المضحكة ويصوغها في مواقف وإلا تحولت لاسكتشات، ولا يستسهل في الاعتماد على الممثل في عمل إيقاف لسير المشهد الدرامي الأساسي من أجل الاسترسال في إفيهات مضحكة ثم يعود للمشهد الدرامي المكتوب مرة أخرى. كما أن العمل الفني لا يمكن أن يتلخص في شخص مضحك يظهر بين المشاهد منفصلا عن الأحداث كالاسكتشات المضحكة التي كانت تقدم في الاستراحة بين الفصول في بدايات المسرح المصري.

طالع أيضا
تضحكك إفيهات "مسرح مصر"؟ أنت توافق على العنصرية والتمييز دون أن تدري!
٥ أضرار لعرض "مسرح مصر" في التلفزيون