قصة تكاد تكون أسطورية، لكنها حقيقية بل وحديثة أيضا، فقد وقعت أحداثها قبل سنوات قليلة في قرية صعيدية، وتحولت إلى فيلم ومسلسل، لما بها من خلطة مثيرة، بين البطل الأسطوري الذي يجمع بين الشر وقناعته بفلسفته الخاصة في الحياة، والذي حاول الانتحار عندما أوشكت مملكته على السقوط، والذي عجزت أمامه قوات الأمن لأسبوع كامل، والآن القصة تكتب صفحتها الأخيرة.
قرية النخيلة، هي قرية صغيرة في أسيوط يطلق عليها "الجزيرة" ولكنها في الواقع شبه جزيرة تطل على النيل من ثلاثة جوانب.
سيطر على الجزيرة لسنوات عائلة تدعى عائلة "أولاد حنفي" والذين كانوا على خصومة وثأر مع عائلة أخرى، وهو المبرر الذي دفع به عزت حنفي وحمدي حنفي أخاه المتهمان الأولان في السيطرة على الجزيرة، حين القبض عليهما، وكان في البيت والقرية بالكامل كم وصف وقتها بالهائل من الأسلحة، قالا إنه للدفاع عن نفسيهما وأهلهم من الثأر، كما ضبطت عشرات الأفدنة المزروعة بالأفيون.
قوات الأمن حاصرت الجزيرة في 2004، لسبعة أيام كاملة، بسبب احتجاز عزت وأخيه حمدي عدد من الرهائن، قيل أن بينهم محافظ، إضافة إلى أهالي القرية، قبل أن تنجح قوات الأمن في اقتحامها.
وكانت القرية محصنة بدشم وأبراج، كما شاع أن حتى المدخل المائي لها عبر النيل، كان محاطا بأسلاك شائكة للحول دون محاصرتها.
عزت حنفي الذي كان الشخصية التي استوحيت منها شخصية منصور الحفني في فيلم الجزيرة، قال في أحد اللقاءات التليفزيونية، أنه يحتفظ بهذا السلاح للدفاع عن نفسه وعائلته من الثأر، كما أنه روج وقتها لتصريحات على لسانه أنه قال إنه ساعد الحكومة كثيرا، سواء في الانتخابات البرلمانية، أو في الحرب على الإرهاب في التسعينات، وكان يراه ظلما أن يتم القبض عليه بعد كل هذا، حتى إنه أقدم على الانتحار قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه، ولكنه فشل وتم تنفيذ حكم الإعدام في 2006.
والآن وبعد عشر سنوات من القضاء على الأسطورة، الجزيرة يعاد افتتاحها بعد إجراء أعمال تطوير، بحضور النجم أحمد السقا بطل الفيلم الأشهر المأخوذ عن قصتها.
بالصور والفيديو- السقا يفتتح "الجزيرة" بعد إعادة تطويرها.. وعلي جمعة يداعبه بـ "أنا الحكومة"