أثبت فيلم "أهواك" أن التوجس الذي انتاب الكثيرين حول اشتراك الممثل محمود حميدة في فيلم لتامر حسني والمخرج محمد سامي وإنتاج السبكي كان في محله.
تاريخ حميدة المليء بالعلامات التمثيلية المضيئة، والأعمال ذات الطابع الخاص جدا فنيا، بالتأكيد لم يشفع له عندما يقدم على خطوة مثل قبول فيلم تامر.
يجسد النجم الكبير في الفيلم دور "حمزة" الرجل الخمسيني الذي اعتاد الزواج بعد طلاقه من زوجته الأولى "رنا" أو غادة عادل وإنجابه منها، حياته ممتلئة بالنزوات ويميل إلى التفاهة والسطحية.
ويعيش "حمزة" في الجونة، حيث يقابل من جديد زوجته القديمة "رنا" التي يحبها دكتور التجميل "شريف" أو تامر حسني، فيحاول بكل الطرق العودة إليها من جديد، لدرجة أنه ينفصل عن زوجته الشابة الجديدة من أجلها، لكنها في نفس الوقت تحولت في علاقتها مع طبيب التجميل من الكراهية الصريحة إلى الحب الشديد ودون مبرر.
عندها يقترب "حمزة" من الدكتور "شريف" ويعتبره صديقه المقرب، لكنه يعلم أنه يحب زوجته، وفي النهاية ودون أي تصاعد في الأحداث أو منطقية، تظلم الشاشة على لوحة "وبعد مرور شهر"، يظهر "حمزة" من جديد مع زوجته الشابة التي طلقها، ويظهر "شريف" بصحبة غادة عادل.
مدة ظهور حميدة على الشاشة لا تكاد تتعدى الـ 10 دقائق، قدم فيها النجم الكبير عددا هائلا من الصرخات والضحكات والدموع والرقصات، للتأكيد على سطحية الشخصية، في محاولة منه لإضحاك الجمهور.
تعرف على مواعيد وأماكن عرض فيلم "أهواك" عبر دليل السينما المقدم من FilFan.com
يحاول حميدة إظهار أنه في حالة لياقة تجعله متفوقا على بقية "جرندات" جيله، فيتحرك كثيرا وبضجيج لم نعتد عليه النجم الكبير من قبل، يرتدي ملابس زاهية الألوان تتناسب مع الشخصية، ومع التنوع اللوني غير المستغل في ديكورات الفيلم، ومع الإبهار في الصورة الذي اعتمده المخرج محمد سامي كمبدأ وحيد أوحد في عمله، دون النظر إلى باقي العناصر التي تصنع فيلما جيدا.
يبدو أن محمود حميدة انبهر أكثر من اللازم بأداء روبرت دي نيرو في مرحلة "النحت"، التي بدأها النجم الهوليوودي الكبير منذ أعوام طويلة، وتجلت في أزهى صورها في أفلامه الكوميدية Meet the Parents عام 2000 مع بين ستيلر، وAnalyze That عام 2002 مع بيل كريستال، ومنذ سنتين مع فيلم Last Vegas، مع مورجان فريمان ومايكل دوجلاس، وعدد آخر كبير من الأعمال.
وبرغم كل هذا "النحت"، إلا أن النجم صاحب جائزتي الأوسكار، حافظ على تذكرة جمهوره من حين لآخر بموهبته الكبيرة الفذة، بل وأثبت ذلك من خلال دوره الثانوي في فيلم Silver Linings Playbook عام 2012، الذي رشح فيه للأوسكار.
بالتأكيد دي نيرو The Godfather: Part II، وTaxi Driver ، وAwakenings، وRaging Bull يختلف تماما عن دي نيرو عندما قرر أن "ينحت" في العام الواحد أربعة أو خمسة أعمال، وبالتأكيد أيضا محمود حميدة "حرب الفراولة" و"عفاريت الأسفلت" و"ملك وكتابة"، يختلف تماما عن حميدة "أهواك".
طالع أيضا
"أهواك".. والفروق الأربعة بين الفيلم والفيديو كليب
بالفيديو- ما رد تامر حسني على اقتباس ملصقات فيلمه "أهواك" من Mamma Mia؟
٥ مسارات بديلة لفيلم "أهواك" لتامر حسني
تعرف على رأي "فينيت" في فيلم "أهواك" لتامر حسني