عمرو شاهين
عمرو شاهين تاريخ النشر: الاثنين، 24 أغسطس، 2015 | آخر تحديث:
عزت أبو عوف

"رب ضارة نافعة".. ربما ترتكز الصدفة التي أدخلته إلى عالم التمثيل حول هذا القول المأثور، فبعد حل فرقته الغنائية "الفور إم" أصابه الاكتئاب، ولمدة عامين ظل يعيش مع زوجته على مركب حتى اختاره خيري بشارة لأداء دور صغير في فيلم "أيس كريم في جليم"، لتبدأ مسيرة عزت أبو عوف في عالم التمثيل، ويصبح واحدا من أصحاب الإطلالات المميزة على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.

ومن بين ما يزيد عن 180 عملا فنيا لعزت أبو عوف، تنوعت بين السينما والتلفزيون والإذاعة والمسرح، فيمكننا أن نرصد عدد من الأدوار التي أجاد فيها أبو عوف بشكل استثنائي، وبعيدا عن النمطية التي كانت تصيبه في أحيان كثيرة.

* في حضرة الوهج
أن تقف أمام أحمد زكي، وتستطيع أن تجذب الأنظار أمام كل هذا الوهج الإبداعي، فأنت بلا شك ممثل من أصحاب الحضور الكبير والموهبة الحاضرة، ولكن أن تكون الند والخصم لأحمد زكي في كل المشاهد التي تجمعكما سويا، فهو أمر يحتاج إلى أكبر من الحضور بكثير، ويحتاج لكثير من التحضير والاستعداد واستدعاء الموهبة، وهذا ما فعله عزت أبو عوف في دور "عمر الأسيوطي" في "رائعة" المخرج داوود عبدالسيد "أرض الخوف"، والتي عُرضت على شاشات السينما في سنة 2000.

عزت أبو عوف وأحمد زكي في مشهد من فيلم "أرض الخوف"

و"عمر الأسيوطي" ليس فقط ضابط الشرطة الذي يطارد تاجر المخدرات "يحيى أبو دبورة" أو أحمد زكي، بل هو أكثر من ذلك؛ فهو الضابط الذي يغار منه ومن نجاحه أصلا في حياته السرية، وربما كان مثل الشيطان الذي يرفض السجود لآدم عليه السلام في بدء الخليقة، كما قالها داوود عبد السيد في فيلمه، وربما كانت تلك الجملة تحديدا هي مدخل عزت أبو عوف لشخصية "عمر الأسيوطي"، فاستطاع بكل ما يمتلكه من أدوات أن يستنفر كل موهبته لتخرج في مشاهد معدودة، كأنما كان على علم أن دوره في هذا الفيلم كفيل بتخليد ذكراه في السينما للأبد، فأصبحت أرى وأنا أشاهد الفيلم "عمر الأسيوطي" وليس عزت أبو عوف وهو يؤدي الدور.

* عندما يصبح "العادي" مميز
في فيلم ظلمته الوجوه الجديدة وقتها، قدم عزت أبو عوف أيضا واحد من أجمل أدواره على الشاشة الكبيرة في سنة 2001، عندما عُرض فيلم "أسرار البنات" للمخرج مجدي أحمد علي والمؤلفة عزة شلبي، ومن بطولة مايا شيحة، وشريف رمزي، وسوسن بدر، ودلال عبد العزيز، وعزت أبو عوف.

عزت أبو عوف ودلال عبد العزيز في مشهد من فيلم "أسرار البنات"

وأهم ما ميز دور عزت أبو عوف في "أسرار البنات" هو أنه دور عادي.. دور لشخص نراه يوميا في الشارع ، ويعبر أحد الطرقات أو نراه في عمله.. دور الشخص البسيط الذي تصيبه مصيبه كبرى، وكيفيه تعامله معاها، وربما مشهد أبو عوف وهو واقف أمام سجادة الصلاه بعدما علم بفضيحة ابنته، وتردده وعدم إدراكه بما عليه فعله، حتى أشرقت الشمس عليه وهو على وقفته كفيل ليشير هنا إلى مدي قدرة أبو عوف على استيعاب ماتريده الشخصية التي يؤديها وملامحها وأفعالها، لتصبح ميزة شخصية الأب الذي أداها عزت أبو عوف أنه بلا ميزة على الإطلاق.

ومرة أخرى مع المخرج مجدي أحمد علي، والذي قدم في سنة 2009 فيلمه "خلطة فوزية"، من تأليف هناء عطية، ومن بطولة إلهام شاهين، وغادة عبدالرازق، ونجوى فؤاد، وفتحي عبد الوهاب، وعزت أبو عوف، ومجدي فكري، وهالة صدقي، وحجاج عبدالعظيم، وهو الفيلم الذي قدم جزء من رومانسية الطبقة المهمشة، وخلطتهم السرية في التغلب على كل ما يمرون به من أزمات وتقلبات الدهر، في حالة سينمائية غاية في الرقة والعذوبة والهدوء، استطاعت أن تحيي ممثل كان قتله الاستهلاك التجاري مثل مجدي فكري، وأن تقدم شكلا جديدا للكوميديان حجاج عبد العظيم، كان لابد وأن يظهر عزت أبو عوف هو الآخر بمظهر جديد، في دور سيد "العايق" أحد أزواج "فوزية"، والذي أداه أبو عوف بمهارة يُحسد عليها، جعلته أحد البارزين من بين كل نجوم الفيلم.

* في بلاط الملك
أن تقدم شخصية تاريخية هي مغامرة يخاف منها الكثير من الفنانين، خصوصا وإن كانت تلك الشخصية من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ، وشخصية معقدة ومركبة كشخصية "حسنين باشا" رئيس الديوان الملكي للملك فاروق، والتي قدمها عزت أبو عوف باقتدار شديد في المسلسل الذي تم إنتاجه في سنة 2007، وهو من تأليف الدكتورة لميس جابر، ومن إخراج حاتم علي، ومن بطولة تيم حسن، ووفاء عامر، وعزت أبو عوف، ونبيل الحلفاوي، وصلاح عبد الله، وكوكبة من ألمع نجوم الدراما.

ولم يلجأ عزت أبو عوف مع "حسنين باشا" إلى الاستسهال الذي يقع فيه الكثيرين ممن يقدمون شخصيات تاريخية، بل لجأ لفهم تصرفات وتقلبات حسنين باشا، وفهم دوره الحقيقي في حياة الملك فاروق، والعلاقة الخاصة التي كانت تربطهما، لتجعل فاروق يتغاضى عن زواجة من والدته، بل وأن يأمره بنفسه بزواجه منها، وكيف استطاع حسنين باشا أن يدير حياة فاروق، وإدارة الحياة السياسية في مصر وقتها مثلما كتبت مؤلفة المسلسل.

استطاع عزت أبو عوف بمهارة يُحسد عليها أن يقدم واحدة من الشخصيات المفترض أنها مكروهة في التاريخ المصري بشكل جديد ومختلف، جعلتنا لا نتعاطف معها فقط، ولكن نحبها أيضا، بكل نزواتها ونزقها، فلم يأخذنا أبو عوف لكل ما قيل عن "حسنين باشا"، بل أخذنا في رحلة داخل الشخصية نفسها، دون أن ينفي ولو في مشهد واحد ما قيل عنه.

طالع أيضا:
عزت أبو عوف وفاطيما.. حب لم ينهيه الخيانة أو الموت
بالفيديو- مها أبو عوف ترد على شائعة دخول عزت أبو عوف في غيبوبة
بالفيديو- عزت أبو عوف يطمئن الناس على وضعه الصحي.. ويكشف: دبور وراء شائعة مرضي
صور وتسجيلات نادرة- من هي فرقة الـ"فور إم" التي ظهرت في إعلان "بيبسي"؟