أحمد خالد
أحمد خالد تاريخ النشر: الأربعاء، 29 يوليو، 2015 | آخر تحديث:
The Terminator.. حلم جيمس كاميرون الذي جعل منه مخرجا

عندما استيقظ جيمس كاميرون من الحلم، أيقن أنه عبارة عن هدية عليه أن يستغلها بصورة مناسبة، فبدأ عملية تطوير للقصة.

وفي البداية، أراد جيمس كاميرون أن يحول القصة إلى فيلم رعب، بسبب إعجابه الشديد بأفلام المخرج جون كاربنتر أحد أهم مخرجي أفلام الرعب في هوليوود، وصاحب سلسلة أفلام "هالوين"، خصوصا وأن كاميرون يعتبر كاربنتر مثله الأعلى وقدوته، والقصة التى جاءته في الحلم رآها مناسبة تماما لكي تتحول إلى فيلم رعب.

بعد ذلك، غادر جيمس كاميرون مدينة روما واتجه إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهناك قرر أن يقيم مع صديقه الكاتب راندل فراكس، وبدأ في كتابة المسودة الأولى من الفيلم، وكان كاميرون صرح من قبل أن مصادر إلهامه أثناء كتابة المسودة الأولى لـ Terminator كانت فيلمي Mad Max 2 وThe Driver، بالإضافة إلى مسلسل The Outer Limits.

بعدها استعان كاميرون بصديقه المؤلف وليام ويشر لكتابة بعض المشاهد الدرامية، خصوصا مشاهد الحوار الدائرة بين شخصية "سارة كونور" و"الشرطي"، ولأن ويشر كان يقيم وقتها في ولاية أخرى، فكان كلا مهما يسجل أفكاره على شرائط، ويقوما بتشغيلها أثناء مناقشتهما عبر الهاتف.

وبعد أن انتهى جيمس كاميرون من كتابة نسخة السيناريو التى سيعرضها على المنتجين، قرر أن يعرضها أولا على وكيل أعماله، ولكنه لم يبدي إعجابه بالفيلم ونصحه بكتابة فيلم آخر، فما كان من كاميرون إلا أن ينهي تعاقده مع هذا الوكيل، وعرض السيناريو في المقابل على عدد كبير من شركات الإنتاج، وعلى الرغم من أن فكرة الفيلم نالت إعجابهم، إلا أنهم أبدوا رغبتهم في إسناد السيناريو إلى مخرج آخر بدلا من كاميرون، ولكن المخرج الواعد تمسك برغبته في إخراج الفيلم ورفض بيع سيناريو حلمه لأي جهة كانت.

وتم إنقاذ فيلم جيمس كاميرون بواسطة جايل آن هورد، التي عملت لفترة كمساعدي لروجر كورمان، وهو ما يجعلها على دراية تامة بإمكانيات وقدرات جيمس كاميرون.

طالع أيضا- المحطة الأولى.. جيمس كاميرون من سائق شاحنة إلى أحد أهم مخرجي العالم

وكانت جايل آن هورد أسست وقتها شركتها للإنتاج New World Pictures، وتحمست لفكرة The Terminator بشدة، وعرضت على كاميرون أن تشتري سيناريو الفيلم بدولار واحد فقط، في مقابل أنها لن تسمح لأي شخص بأن يخرج الفيلم سواه، وبالفعل وافق كاميرون دون تردد على عرض جايل، وبدآ سويا في البحث عن شركه أخرى كي تشارك في تمويل الفيلم، حتى اتفقا بعد فترة قليلة مع شركتي Pacific Western Company وHemdale Pictures.

بعد ذلك بدأت مرحلة اختيار الممثلين، وبعد دخول شركة Orion كموزع للفيلم رغبت في اختيار ممثل يتمتع بشعبية كبيرة للقيام بدور "كايل ريس"، فاقترحت في البداية اسم أرنولد شوارزنجر للدور، على أن يقوم أو جاي سيمبسون بدور "المدمر" أو Terminator، ولكن كاميرون لم يقتنع بالترشيحات السابقة، لأنه إذا اختار أرنولد لدور "ريس" فسيحتاج إلى ممثل أكبر من أرنولد في الحجم لتجسيد دور Terminator، وهو ما دعا كاميرون لوضح خطة لـ "تطفيش" أرنولد من الفيلم، وهي أن يخالفه في جميع الآراء كي يدفعه للانسحاب من الفيلم بمحض إرادته.

لكن جيمس كاميرون تخلى عن مخططه الجهنمي بعدما قابل أرنولد شوارزنجر على الغذاء، وجرى بينهما نقاشا حول الفيلم، والذي دار حول كيفية لعب دور "المدمر" الشرير، وأعجب كاميرون بفكر أرنولد، ما دفعه لإخضاعه في الحال لاختبار من أجل نيله للدور، وهو بأن يصمت وأن يبقي وجهه متجهما للحظات، فاستجاب أرنولد للطلب ونجح في الاختبار بجدارة، وكانت النتيجة هي إصرار جيمس كاميرون على يلعب أرنولد دور Terminator، وأن يبحث عن ممثل آخر لتجسيد دور "كايل ريس".

كانت الترشيحات لتجسيد دور "كايل ريس" عديدة، ومن أبرزها المطرب "ستينج"، ولكن كاميرون حسم الأمر بعرضه الدور على الممثل مايكن بين، الذي كان مترددا في البداية، لشعوره بأن الفيلم متواضع، ولكنه وافق على الدور بعدما اجتمع مع جيمس كاميرون، وصرح بعدها أن رؤيته للفيلم تغيرت 180 درجة، بعدما ناقش الفيلم مع كاميرون.

وبدأ أرنولد شوارزنجر الاستعداد لدور "المدمر" أو Terminator، بالتدريب لمدة 3 أشهر على استخدام الأسلحة والتمكن من إجادتها، ومن الطريف في الأمر أن دوره في الفيلم لم يتعدى 18 جملة حوارية، أما دور "سارة كونور" فكانت مرشحة له الممثلة روزانا أركيت، ولكن كاميرون قرر إسناد الدور للممثلة ليندا هاميلتون.

بدأ تصوير فيلم The Terminator في سنة 1983، ولكنه توقف لفترة بسبب انشغال أرنولد في تصوير دوره في فيلم Conan the Destroyer، ولكنها كانت فرصة ذهبية بالنسبة لكاميرون كي يتفق خلالها على كتابة سيناريو الجزء الثاني من سلسلة أفلام Rambo، بالإضافة إلى إخراج فيلم Aliens.

وفي مارس 1984 استأنف جيمس كاميرون العمل على فيلم The Terminator، إلا أنه تعرض لمشاكل عديدة أثناء التصوير، وكان في مقدمتها تعرض ليندا هاميلتون لالتواء في القدم قبل التصوير، ولكنها رغما عن ذلك صورت العديد من مشاهدها وهي تحت تأثير الألم واستخدام المسكنات، أما المشكلة الأخرى التي واجهت كاميرون فهي أن نسبة كبيره من مشاهد أرنولد شوارزنجر تم تصويرها كمشاهد خارجية ليلية، وهو ما عرقل فريق الفيلم عن تصوير عدد المشاهد المتفق عليها في الجدول بسبب شروق الشمس، ما دفعهم إلى تغيير الجدول أكثر من مرة، وهو ما ترتب عليه المزيد من التكاليف الإنتاجية.

وتم عرض فيلم The Terminator بالسينمات للمرة الأولى في 26 أكتوبر 1984، وحقق في أسبوعه الأول إيرادات بلغت 4 ملايين دولار، جعلته الأول في شباك التذاكر لأسبوعين متتاليين، بالإضافة إلى نيله تقييمات جيدة من النقاد، جعلته واحدا من أهم أفلام العام، كما نال الفيلم 3 جوائز من أكاديمية الخيال العلمي والرعب الأمريكي كأفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل ماكياج.

شاهد إعلان فيلم The Terminator من إخراج جيمس كاميرون

وبعد الاطمئنان على نجاح The Terminator، طوى جيمس كاميرون صفحة الفيلم مؤقتاً للتركيز على الفيلم التالي، ليبدأ رحلته كمخرج محترف صاحب أفلام ناجحة.