بدايةً، كثير من أهل السينما والنقد الفني لا يؤمنون بأسطورة أن أفلام يوسف شاهين "مابتتفهمش"، بل قيل أيضا إن الراحل هو من روّج لهذه الشائعة، لتبرير عدم نجاح معظم أعماله جماهيريًا.
نعم، لم تكن أفلاما كـ"باب الحديد" و"الاختيار" و"عودة الابن الضال"، حتى "الوداع يا بونابرت" على مستوى مقاييس الجماهيرية وقتها، إلا أن ذلك لا يُدخلها في نطاق الأفلام الصعبة، كما لا يجمعها مع أفلام صنعها شاهين نفسه، وكانت جماهيرية بالدرجة الأولى، مثل أفلام "إنت حبيبي" مع فريد الأطرش، و"صراع في الوادي" مع فاتن حمامة.
المؤكد أن شاهين، الذي مرت ذكرى رحيله السابعة أمس، أهم صناع السينما في مصر، وأكثرهم وصولا للعالمية، لذا نقدم تبسيطا لخمسة من أعماله التي قيل إنها "غير مفهومة".
بابا أمين (1950)
هو أول أفلام يوسف شاهين، بعد انتهائه من دراسة السينما في معهد "الباسادينا" بأمريكا. أخرجه وعمره 24 سنة، وتدور أحداثه في إطار فانتازي (الذي لم يكن معروفا وقتها في السينما)، حيث تدور أحداثه حول أب (حسين رياض) يحلم بأنه مات، في حين تنهار أسرته (ابنته فاتن حمامة، وزوجته ماري منيب)، نتيجة عدم رد صديقه أمواله التي أعطاها له للدخول في مشروع.
وفي النهاية يستيقظ الأب، ليرى أن شيئا لم يكن.
باب الحديد (1958)
صنف واحدا من أهم أفلام شاهين بل من أهم أفلام السينما المصرية والعربية. كان الجديد والغريب بالنسبة للجمهور في الفيلم هو ظهور شاهين نفسه، وأدائه دور البطولة أمام هند رستم وفريد شوقي.
أعطت طريقة كلامه السريعة، ونظرته الحادة، انطباعا غير مريح للجمهور، على الرغم من إجادته الشديدة. لكن الفيلم نفسه تعتبر قصته عادية جدا، وتدور في محطة السكك الحديدية، حيث يحب شاب غريب الأطوار وأعرج يدعى قناوي "يوسف شاهين"، هنومة "هند رستم" ذات الجمال الصارخ، التي تجاريه أحيانا، وتصده أحيانا أخرى، وتنوي الزواج من غيره "فريد شوقي"، فيقدم على قتلها، فينقذها وينقذه أبوه الروحي عم مدبولي "حسن البارودي".
فجر يوم جديد (1965)
تدور أحداثه حول المرأة الأربعينية نايلة "سناء جميل" التي تتعرف على طارق الشاب العشريني "سيف عبد الرحمن"، وتنجذب إلى بساطته، لكنها تعامله كطفل صغير، بغير علم زوجها حمادة "يوسف شاهين".
الفيلم له بعد سياسي آخر، إذ يتحدث عن انهيار الطبقة الثرية المتضررة من ثورة يوليو، في الستينيات، مع ظهور المشروعات الكبرى، فكانت نايلة من هؤلاء الصفوة العابثين في مستقبل مصر والذي جسده طارق الشاب في الفيلم.
الاختيار (1971)
بداية، هذا الفيلم قصة نجيب محفوظ، الذي اختار ربما للمرة الأولى في تاريخه الأدبي تقديم شخصية مصابة بمرض نفسي "سكتسوفرينيا" أو "فصام الشخصية.
تكتشف الشرطة في بداية الفيلم جثة مجهولة الهوية، لكنهم يكتشفون أنها لشخص اسمه محمود "عزت العلايلي"، وتحوم شكوك رجلي المباحث المكلفين بالقضية حول سيد "عزت العلايلي" شقيق محمود بأنه القاتل، والذي يظهر بأنه مع عشيقته بهية "هدى سلطان" كمحمود، ومع زوجته شريفة "سعاد حسني" كـ"سيد".
حدوتة مصرية (1982)
هو الجزء الثاني من سيرة شاهين نفسه، التي بدأها بفيلم "اسكندرية ليه؟" في نهاية السبعينيات. الفيلم اعتمد على الفانتازيا وصعب فعلا، لكنه يعبر عما كان يشعر به يحيى "نور الشريف" أثناء عمليته الجراحية الكبرى في القلب. أخرج يحيى كل ما في صدره من صراع بين الطفل بداخله، وبين الرجل الكبير الذي يحاول حبسه بمعاونة أفراد أسرته أمه "ماجدة الخطيب" وزوجته "يسرا" وجدته "ميمي شكيب".
اليوم السادس (1986)
خسر شاهين رهانه بفيلم "الوداع يا بونابرت" وأراد أن يمحي آثار الخسارة بهذا الفيلم، لكنه فشل. في هذا الفيلم استكمل شاهين رهاناته الخاسرة فراهن على المطربة العالمية داليدا في تقديم دور بنت البلد ففشل، لكنه فاز بممثل مهم ضل طريقه فيما بعد اسمه "محسن محيي الدين".
الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة "أندريه شديد"، وتدور أحداثه حول صِدّيقة "داليدا" وصراعها مع مرض ابنها "ماهر عصام" بالكوليرا أثناء حكم الملك فاروق. تحاول إخفاء ابنها ستة أيام، حتى يكون بعيدا عن أعين السلطات، كما من المفترض أن يشفى من المرض بعد ذلك، بمساعدة محسن محيي الدين "عوكة".
في الفيلم واحد من أهم الاستعراضات في تاريخ السينما المصرية وهو "مسمعتش يا غايب"، من كلمات العظيم صلاح جاهين وألحان يوسف شاهين وتوزيع الموسيقار عمر خيرت.
شاهد- أشهر الأفلام الممنوعة من العرض في تاريخ السينما المصرية