كل هذا النجاح الذي تحتفل به نيللي كريم هذه الأيام بشأن مسلسلها الجديد "تحت السيطرة" هو نتيجة منطقية لممثلة مثابرة، تطمح طوال الوقت إلى تقديم أفضل ما عندها كي تحافظ على مستوى نجاحاتها السابقة، ولكي يظل اسمها محفورا في ذاكرة محبيها، وهي المهمة التي ليست بالسهلة على الإطلاق، وتتطلب التأني كثيرا في الاختيارات.
وأصبح جمهور نيللي في كل عام لا يتوقع منها نمطا معينا، لأنهم اعتادوا منها أن تفاجئهم في كل رمضان بما يثير دهشتهم ويمثل إضافة حقيقية لرصيدها الفني؛ فمن كان يتوقع أن تلعب نيللي بكل ملامحها الرقيقة دور سجّانة في مسلسل "سجن النسا"؟ أو أم بمراحلها العمرية المختلفة في مسلسل "ذات"، على الرغم من أنها مازالت في مرحلة الشباب في الواقع؟
إذا أنت أمام ممثلة لا يستهان بها، يتسم أداؤها بالسهل الممتنع مثل عبلة كامل، وفي بحث متواصل عن تحديات جديدة لإمكاناتها التمثيلية، مع مراعاتها في الوقت نفسه على تقديم فن هادف يساهم في تنمية مجتمعها، بسبب مصريتها الشديدة، وحبها العميق لذلك البلد، وهو ما قد تكون نيللي اكتسبته بالفطرة من عملها مع أستاذتها الراحلة فاتن حمامة في ظهورها التلفزيوني الأول "وجه القمر" في سنة 2000.
وكانت مفاجأة نيللي كريم في مسلسل "تحت السيطرة" برمضان 2015 هو تقديمها لدور زوجة تحارب إدمانها للمخدرات بكل ما أوتيت من قوة، وهو تحدٍ جديد استعدت له بصورة رائعة، دفعت المشاهدين أن يعبروا عن تعاطفهم الشديد معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإشادتهم بأدائها الذي ترقى لمرحلة "الأستاذية"، ولا يقل عن معاناة عادل إمام في مشاهده مع الإدمان في فيلم "النمر والأنثى"، أو هند رستم في فيلم "شفيقة القبطية". (شاهد بالصور- نيللي كريم تحارب الإدمان في "تحت السيطرة")
ومن يتابع مشوار نيللي كريم الفني، ويدقق في اختياراتها السابقة، فسيدرك تماما أن تألقها في أعمال ناجحة مثل "ذات" و"سجن النسا" وأخيرا في "تحت السيطرة" لم يكن من فراغ، وإنما هو تطور طبيعي لممثلة تسعى طوال الوقت أن تكون "إنسانة" في كل ما تقدمه لجمهورها، الذين يزدادوا حبا وتقديرا لها عاما وراء عام.
وإليك بعض اللقطات والمشاهد من بعض أعمال نيللي كريم السابقة، التي تعكس تطور سريع ومذهل في أدائها التمثيلي، وهو ما أوصلها إلى عبقرية أدائها في مسلسل "تحت السيطرة".
الكوميديانة
مثل أغلب الممثلات في بداياتهن الفنية، فكانت كل الأدوار المسنودة إلى نيللي كريم خلال تلك المرحلة مقتصرة على لعبها لدور حبيبة البطل، التي تسانده على طول الخط دون أي إضافة أو نقصان، ولكن لم يمنع هذا نيللي من الكشف عن امتلاكها لحس كوميدي طريف للغاية في فيلم "غبي منه فيه"، وذلك في مشهد غنائها الساخر من الأغاني الهابطة في الكباريه، والذي نالت عنه علقة ساخنة، ما جعله واحدا من أشهر مشاهد الفيلم، وجعل العديد من جمهورها يطلبون منها عدم التوقف عن تقديم الكوميديا.