رغم الشكوى المتكررة من قراء رواية A Song of Ice and Fire المقتبس عنها مسلسل Game Of Thrones بسبب عدم التزام منتجي المسلسل بشكل كامل بأحداث الرواية، إلا أن ذلك لا يمنع أن القائمين على المسلسل نجحوا في أن يتفوقوا على الرواية في بعض الأحيان.
وشهد الموسم الخامس من المسلسل انحرافات كبيرة عن الرواية، وهو أمر مقبول خاصة بسبب كثرة الشخصيات والأحداث في الرواية التي لن يكفي وقت المسلسل لسردها، بالإضافة إلى عدم انتهاء المؤلف جورج آر آر مارتن من كتابة الأجزاء الجديدة من السلسلة، مما يضطر المنتجين ديفيد بينيوف ودانيال وايز إلى الاعتماد فقط على مجرد خطوط عريضة غير محددة من مارتن حول أحداث روايته التي لم ينهها بعد.
فيديو- 9 معلومات تجعلك خبيرا في Game Of Thrones من بينها من والدة جون سنو؟
وفيما يلي نقدم لكم أهم الاختلافات بين المسلسل والرواية التي نجح فيها القائمون على المسلسل في التفوق على ما ورد في رواية جورج آر آر مارتن:
1) الزفاف الأحمر (حرق لأحداث الموسم الثالث)
زاد صناع المسلسل من صدمة المشاهدين في مذبحة الزفاف الأحمر بجعل تاليسا (أونا شابلن حفيدة شارلي شابلن) زوجة روب ستارك، حاضرة في الزفاف الأحمر وهي حامل في ابنهما.
ففي الرواية تزوج روب ستارك من امرأة أخرى تماما اسمها جين وسترلينجز وتعتبر كانت موالية لعائلة لانستر مما يجعل القارئ يشك طوال الوقت في تصرفاتها، ولم يتزوجها بدافع الحب بل ليصلح خطأه بعد أن أقام علاقة حميمية معها، نظرا لمبادئه مثل ابيه نيد ستارك.
لم تكن موجودة جين وسترلينجز في الزفاف الأحمر، كما ألمح الكتاب إلى احتمالية وجود وريث شرعي لروب ستارك ولدته زوجته بعدها، على عكس المسلسل الذي قطع هذا الأمل لدى المشاهدين لحظة قتل تاليسا وجنينها في مذبحة الزفاف الأحمر.
لكن يعاب على المسلسل أنه لم يمنح ذئب روب ستارك فرصة الانتقام له في الزفاف الأحمر والذي نجح في قتل الكثير من جنود ولدر فراي في معركة شرسة على عكس المسلسل الذي قُتل فيه الذئب في قفصه دون قتال.
2) المعركة بين بريان والهاوند (حرق لأحداث بالجزء الرابع)
اختلفت شخصية المحاربة بريان كثيرا في المسلسل عن الرواية، خاصة بعد أن أخذت بعض تفاصيل شخصية "ليدي ستون هارت" (ليدي ستون هارت تعتبر إعادة البعث لكاتلين ستارك).
تعرف على شخصية ليدي ستون هارت بقراءة "5 شخصيات يفتقد مؤلف Game Of Thrones غيابها عن المسلسل".
من أجمل التغييرات التي لم ترد في الكتاب، المعركة بين بريان والهاوند من أجل الوصاية على آريا ستارك، والتي جعلت المشاهد يؤمن بقدرات بريان القتالية.
في الكتاب تركت آريا الهاوند ليموت متأثرا بجراحه من العضة التي تعرض لها في رقبته بدون وجود معركة بينه وبين بريان.
3) بيتر بيليش وما فعله في لايسا تالي (حرق لأحداث بالموسم الرابع)
كانت واحدة من أفضل لحظات المسلسل أن تشاهد تطور شخصية سانسا بعد أن قررت الكذب من أجل انقاذ نفسها وانقاذ بيتر بيليش، لكن في الرواية بيتر بيليش لم يكن بهذه السذاجة عند تخطيته للتخلص من لايسا تالي.
لايسا أثناء تواجدها في القاعة مع سانسا لم تكونا بمفردهما، بل تواجد العازف ميريليان الذي طلبت منه لايسا أن يعزف بصوت مرتفع حتى لا يسمع أحد تعنيفها وصراخها في وجه سانسا بسبب قبلتها لحبيب لايسا منذ نعومة أظافرها، بيتر بيليش.
وعندما قرر بيتر بيليش التخلص منها بإلقائها من باب القمر اتهم على الفور العازف ميريليان بقتل لايسا تالي، وهي القصة التي رغب الجميع في تصديقها لسهولة تطبيق القانون على عازف لا حول ولا قوة له.
فالمسلسل تفوق على الرواية في منح سانسا فرصة اظهار تطور شخصيتها وانتقالها للجانب المظلم، لكن يعاب عليه صعوبة تصديق أن يقدم بيتر بيليش على خطوة بهذه الرعونة، دون أن يكون لديه خطة محكمة مثلما فعل في الكتاب.
4) زواج سانسا ستارك من رامزي بولتون (حرق لأحداث بالموسم الخامس)
يعتبر زواج سانسا ستارك من رامزي بولتون أكثر التغييرات براعة وإحكاما، ففي الكتاب يتزوج رامزي بولتون من جين بول، وهي صديقة لسانسا ستارك وذهبت معها في رحلتها مع والدها نيد ستارك إلى كينجز لاندينج، وادعى آل بولتون أنها آريا ستارك للإضفاء بعض الشرعية لحكمهم للشمال. واضطر صناع المسلسل دمج قصتها بشخصية سانسا خاصة مع ضيق الوقت لتعريف المشاهدين بشخصية جديدة.
وفي خط موازي، يدبر بيتر بيليش لزواج ابنته غير الشرعية ألين (سانسا ستارك) للورد يعتبر الوريث الشرعي لـ "الإيري" في حال وفاة روبرت ابن لايسا تالي شقيقة كاتلين، وذلك على أمل أن يكشف بعد ذلك حقيقة شخصية ابنته غير الشرعية وهي سانسا ستارك، لتصبح بذلك حاكمة على وينترفيل والإيري بمساعدة بيليش.
فقرر صناع المسلسل حذف شخصية جين بول واللورد الذي تزوجته سانسا ستارك وقرروا ضم الخطين الدراميين ليجعلوا المشاهدين يعضون على أناملهم خوفا على مصير سانسا من المختل رامزي.
لكن رغم جودة الحبكة، اعترف جورج آر آر مارتن أنه يفتقد جدا شخصية جين بول ويتمنى لو كانت موجودة في المسلسل. (5 شخصيات يفتقد مؤلف Game Of Thrones غيابها عن المسلسل).
5) مشاركة جون سنو في معركة Hardhome (حرق أحداث بالموسم الخامس)
عبور الهمج عبر بوابات الجدار يعتبر من الأحداث الهامة في كتاب A Dance With Dragons ضمن سلسلة A Song of Ice and Fire، ربما لهذا السبب شهدت حلقة Hardhome أكثر الانحرافات عما ورد بالرواية.
ففي الرواية جون سنو لم يغادر قط حراسة الجدار ولم يذهب إلى Hardhome ولم يحارب حتى الآن أي White Walker، بل اكتفى فقط بإرسال بعض أسرى الهمج إلى تورموند (الذي لم يأسره جون سنو كما فعل في المسلسل بل هرب بعد فشل الهجوم على الجدار) لإثبات حسن النية ولإبرام المعاهدة بينهما، وبعدها وجد توموند وقومه وصلوا أمام الجدار لتنفيذ الاتفاق وفتح لهم جون سنو الأبواب بنفسه.
بالتأكد مشاهدة هذه المعركة الملحمية ودور جون سنو بها، والتعرف على قدرات الـ White Walker التي يتحدث عنها المسلسل منذ الموسم الأول، كان من أجمل التغييرات التي صنعها القائمون على المسلسل، كما كشف المشهد لنا امكانية قتل الـ White Walker بالحديد الفاليري أيضا، نظرا لأنه مصنوع من نار التنانين.
6) المقابلة بين دينيريس تارجيريان وتيريون لانستر (حرق لأحداث الموسم الخامس)
في الأجزاء التي نشرها جورج آر آر مارتن حتى الآن لم تقابل دينيريس تارجيريان القزم تيريون لانستر لكن هذا لا يمنع احتمالية أن يتقابلا في الأجزاء التي يعكف على كتابتها حاليا، ففي كتاب A Dance With Dragons تيريون لم يهرب من العبودية بعد ودينيريس تارجيريان مازالت مشغولة بالمشاكل الداخلية في مدينة ميرين.
7) دنيريس تارجريان ودفاعها عن تنينها (حرق لأحداث بالموسم الخامس)
على عكس ما جرى من تمرد لأبناء هاربي ضد ملكتهم دنيريس تارجريان وإنقاذ التنين لها مما أضاف المزيد من التوتر في المشهد، في الكتاب لم يقع أي تمرد، بل المواجهة كانت بين دنيريس وتنينها!
في الكتاب افتتحت دنيريس حلبة المصارعة احتراما لتقاليد أهل ميرين وكل شيء جرى على ما يرام حتى انفعلت دنيريس بسبب مقتل أحد المقاتلات في الحلبة بطريقة وحشية، عندها تفاجأ الجميع بتحليق تنينها وحرقه للشخص الذي قتل المحاربة.
وعندما حاول بعض أهالي ميرين قتل التنين بحرابهم، قفزت دنيريس داخل الحلبة للدفاع عنه رغم غضبه الشديد لدرجة أنه كان على وشك أن يقتلها، لكنها نجحت في ترويضه والقفز على ظهره والتحليق به بعيدا.
كما لم يدافع جورا مورمونت أو تيريون لانستر عن دنيريس، فالثنائي كانا مازالا ضمن العبيد، ولم يشارك في حلبة المصارعة سوى تيريون فقط بعد أن أرسله سيده، بينما ظل جورا في الداخل.
8) ستانيس براثيون وما فعله في ابنته شيرين (حرق لأحداث بالموسم الخامس)
موافقة ستانيس براثيون على حرق ابنته شيرين لتقديمها أضحية لإله النور لم ترد في الرواية، في الحقيقة شيرين مازالت على قيد الحياة في آخر إصدارات الرواية A Dance With Dragons.
المفاجأة أن شيرين ووالدتها سليس والكاهنة ماليساندرا لم يزحفن مع قوات ستانيس إلى الجنوب، بل بقين جميعا تحت حماية جون سنو بالجدار.
لكن جورج آر آر مارتن ليس بريئا كليا مما حدث لشيرين، بل يعتبر بعض القراء أنه مهد لحرق شيرين في الكتاب لكنه لم ينته من كتابة هذا المشهد بعد، فجورج آر آر مارتن مهد لذلك بحديث ماليساندار مع ستانيس حول أهمية دماء الملوك في تحقيق النصر، كما ورد على لسان جون سنو في كتاب A Dance With Dragons أنه يعتقد أن سليس متطرفة وبـ "كلمة واحدة من ماليساندرا كفيلة لجعلها تسير برغبتها داخل النيران". كما تتضمن بداية الكتاب حكاية شيرين عن كابوس حلمت خلاله بتنانين حجرية تجري خلفها لتلتهمها.
كما أن منتج ومؤلف المسلسل ديفيد بينيوف اعترف أن جورج آر آر مارتن أخبرهم بنهاية شيرين: "عندما أخبرنا جورج بذلك كانت واحدة من اللحظات التي نظرت فيها لدانيال (شريكه في تأليف وإنتاج المسلسل) كأني أقول له، كم هذا بشعا؟ لكن جيدا للم شتات القصة".
شاهد كشف ديفيد بينيوف ما قاله له جورج آر آر مارتن عن حرق شيرين