توليفة كونها ثلاثة "صنايعية" محمود أبو زيد الكاتب والسيناريست حكاياته من الشارع وإليه، قصص مركبة متشابكة، الكوميديا السوداء التي تميز مصر بشكل عام، تشعر وأنت تشاهد أفلام هذا الرجل وكأن كاميرا المخرج الكبير علي عبد الخالق -ثاني عضو في ثلاثي الصنايعية- تلتقط صورها جميعًا من الشارع، أبطال العمل ليسوا في برج عالِ كعادة معظم أبطال الأعمال السينمائية لكنهم كرصيف الشوارع اعتادتهم أعيننا فشعرنا -كمشاهدين- أنهم ضيوف غير ثقيلين علينا.
ثالث الصنايعية هو الموسيقي الراحل حسن أبو السعود، ساحر الأوكورديون، تلك الآلة التي أجادها حسن إجادة تامة، وكانت مفتاحًا لتأليف مقطوعات موسيقية تصويرية ناسبت التوليفة الواقعية التي كتبها محمود أبو زيد وأخرجها ووضع رؤيتها علي عبد الخالق، وحاز على جوائز كأحسن موسيقى تصويرية عن "العار والكيف".
استقر الصنايعية الثلاثة على الساحر محمود عبد العزيز ليكون عاملًا مشتركًا في ثلاثة أيقونات للسينما المصرية، فخلال الفترة من 1982 وحتى 1987 خرج للنور فيلم "العار 1982"، و"الكيف 1985"، و"جري الوحوش 1987".
1- العار
يحكي الفيلم من الأساس عن التناقض الذي يطرأ على الأشخاص يجعل تصرفاتهم في السر تختلف عن تصرفاتهم في العلن يظهر محمود عبد العزيز في دور الطبيب الذي يخدر ضميره ويشارك أخوته في بيع المخدرات التي ورثوها عن والدهم، رجل القانون حسين فهمي يظهر في صورة المرتزق من الحرام، والوالد التقي المستقيم الذي يعمل في مجال الأعشاب الطبية والعطارة يكتشف أولاده أنه كان تاجرًا للمخدرات بعد وفاته، والابن غير المتعلم نور الشريف، يصبح زعيمًا متسلطا، وتدور أحداث الفيلم في صراعات مركبة بين شخصيات القصة تنتهي شحنة المخدرات التي باعوا مبادئهم من أجلها وانتحار رجل القانون وجنون الطبيب.
2- الكيف
واحد من أفضل أفلام السينما المصرية على الإطلاق، نفس توليفة سابقه، ولكن هذه المرة يناقش قضية المخدرات وتأثيرها على المجتمع، من خلال قصة أخين الأكبر "صلاح" يحيى الفخراني، تخرج في كلية العلوم قسم الكيمياء وعمل بإحدى الشركات الحكومية بعد حصوله على درجة الدكتوراه، ويعيش حياة هادئة مع زوجته "رجاء" نورا، وابنه الوحيد "كوكي"، كريم أبو زيد، أما الشقيق الآخر "جمال"، فشل في حياته العلمية بعد أن تم فصله من كلية الحقوق فلم يجد غير طريق الضياع مع الموسيقيين والأفراح الشعبية وتجار المخدرات وأصبح مدمنا للحشيش.
يصنع صلاح لجمال خلطة من الحنة ومواد العطارة والزيوت تشبه الحشيش ليقنعه أن الكيف ما هو إلا وهم، تنجح الخلطة وتعجب مدمني الحشيش فيقنع جمال أخيه الأكبر بأن يوسعا نشاطهما ويبيعا منها أكبر كمية ممكنة، تروج سلعتهما الجديدة حتى يقعا في قبضة "البهظ بيه" جميل راتب، الذي يرغب في صنع كمية ضخمة من الخلطة ويخلطها بحبوب الهلوسة، فيجبر صلاح على إدمان المخدرات حتى يصبح الكيميائي ذليلًا للكيف ويفعل به البهظ ما يريد.
3- جري الوحوش
نفس ثلاثي العار محمود عبد العزيز ونور الشريف وحسين فهمي، يطرح الفيلم فكرة الرضا بما قسمه الله لكل عبد من عباده، "سعيد" نور الشريف، رجل ثري ليست لديه القدرة على الإنجاب، يقابل صديقه الجراح العالمي "نبيه" الذي عاد لتوه لمصر وأجرى عملية ناجحة لقردين تمهيدًا لتجربتها على البشر، العملية هي نقل غدة في الرأس من القرد المنجب لقرد عقيم تجعل الأول قادرًا على الإنجاب بدون مضاعفات سلبية للاثنين، يقابل سعيد، عبد القوي "محمود عبد العزيز" ويعمل منجد ويعاني ضيق الحال فيقنعه أن يكون هو "القرد المنجب"، ويغريه بالمال ويحرر عقدًا بهذا.
يخضعا للجراحة، وتنجح العملية "نظريًا"، لكن سعيد يبقى عقيمًا كما هو، ولكن عبد القوي يعاني هو الآخر من العجز، يشعر سعيد باليأس فيقترح عليه نبيه أن يتزوج مرة أخرى وبالفعل تزوجها ولكنه أصيب بالبرود وتدهورت حالته، أما عبد القوي تزداد الشكوك حول صحته رغم تأكيدات الأطباء لسلامته، فلم يعد يشعر بالسعادة ويبحث عمن يعطيه نفس الغدة التي أعطاها لسعيد ويفشل، ويستمر يأسهما حتى يصاب سعيد بالشلل ويصاب عبد القوي بالجنون.