كاد نولان أن يتنحى جانباً وأن يترك مهمة إخراج الجزء الأخير من سلسلة باتمان التي بدأها، نولان أبدى في البداية قلقه من العودة مرة أخرى للسلسلة لكن أسباب قلقه لم يتم الإعلان عنها، و إن كانت بعض الاستنتاجات أشارت إلى أحد الأسباب الآتية.
1- النجاح الكبير للجزء الثاني من السلسلة وبالتالي على نولان أن يرتفع بمستوى الفيلم بسبب ارتفاع سقف التوقعات والطموح من الجماهير.
2- وفاة هيث ليدجر، خاصة أن شخصية الجوكر التي قدمها في الجزء الثاني كان من المقرر ظهورها في أحداث الجزء الثالث.
"هدفي الوحيد من عمل الجزء الثالث هو إنهاء القصة" – كريستوفر نولان
لكن في النهاية قرر نولان أن يعود وينهي السلسلة بنفسه، وبدأ العمل على سيناريو الجزء الجديد مع جوناثان نولان والاستعانة مرة أخرى بديفيد جوير لكتابة القصة فقط دون التدخل في السيناريو، على أن يشهد الجزء الثالث ظهور عدة شخصيات مثل "باين" و"تاليا الغول" و"سيلينا كايل – Catwoman" و"روبن"، بالإضافة إلى عودة "الفزاعة".
بعد نجاح شخصية الجوكر في الجزء الثاني، طلبت الشركة المنتجة من نولان أن يكون العدو الرئيسي لباتمان في الجزء الثالث هو "ريدلر"، و أن يتم إسناد الدور إلى ليوناردو دي كابريو، لكن نولان رفض الفكرة واستطاع بعد مناقشات عديدة مع المنتجين المنفذين أن يقنعهم بأن يكون "باين" هو العدو الرئيسي، أما عن سبب رفض نولان لظهور شخصية "ريدلر" هو التشابه الكبير بينه وبين "الجوكر"، في حين أن نولان رغب بأن يكون العدو هذه المرة مختلف تماماً عن السابقين.
اعتمد الأخوين نولان وجوير على مجموعة قصص مصورة مختلفة تماماً عن المجموعة التي تم استخدامها مسبقاً، وتم الاستقرار على مجموعة قصص مصورة حملت اسم Batman: Knightfall، بالإضافة إلى سلسلة قصيرة حملت أسم The Dark Knight Returns وأخيراً مجموعة No Man's Land، كما استوحى نولان أحداث فيلمه من رواية A Tale of Two Cities لتشارلز ديكنز، والتي تدور أحداثها أثناء الثورة الفرنسية.
بعد الانتهاء من الشكل العام للقصة، انتهى دور جوير في الفيلم و بدأ العمل على فيلمه الجديد Man of Steel فبدأ تبادل الأدوار بين كريستوفر نولان وجوير، فكان دور نولان في الفيلم هو كتابة القصة، أما جوير فكتب سيناريو الفيلم، وفي هذه الأثناء كان جوناثان نولان يكاد ينتهي من المسودة الأولى للسيناريو المكونة من 400 صفحة، ليبدأ الأخوين العمل على النسخة الأخيرة من السيناريو سوياً ومن ثم أختيار الممثلين الجدد.
" باين يمثل اختبار عقلي وفيزيائي لقدرات باتمان" – كريستوفر نولان
اختيار توم هاردي لدور "باين" جاء بناءً على رغبة نولان بعد تعاون الثنائي في فيلم Inception، توم هاردي لم يقرأ سيناريو الفيلم، وافق فوراً عند أبلاغه من قبل نولان بالدور، وبدأ فوراً الاستعداد للدور من الناحية البدنية، والعمل على التوازن بين صوت الشخصية والشكل الجسماني لها، هاردي اكتسب 14 كيلو جراما ليصل وزنه إلى 90 كيلو جراما، أما بالنسبة للصوت فأختار هاردي طبقة صوت الرحالة والملاكم الأيرلندي "بارتلي جورمان" وبدأ التدريب للوصول إلى طبقة صوته، هدف هاردي كان أن يجعل "باين" أكثر رعباً ووحشية من شخصية "باين" التي قام بها "روبرت سوينسون" في فيلم Batman & Robin.
" نولان استدعاني لأختبارات الأداء دون أن يخبرني بالدور، وأنا لم اسأله" – آن هاثاواي
الوضع لم يختلف كثيراً بالنسبة لآن هاثاواي الذي تطلب دورها مرونة وقدرات جسدية وبدنية عالية، آن بدأت تدريبات قاسية في الجيم لمدة 5 أيام أسبوعياً إذ شمل برنامجها التدريبي على نظام قاسي وصارم في التدريبات بالإضافة إلى ساعة ونصف رقص كنهاية للتدريب اليومي.
أما جوزيف جوردن ليفيت فظهر في الفيلم بشخصية "جون بلايك " وهي شخصية جديدة تظهر للمرة الأولى في عالم باتمان، لكن في النهاية نرى "جون بلايك" هو الاسم الجديد الذي اختاره نولان لشخصية "روبن"، وفضل نولان ألا يقتبس شخصية "روبن" من القصص المصورة أو أن يستخدم أحد اسمائه المعروف بيها مثل "ديك جرايسون" أو "تيم دراك" أو "جاسون تودد"، وأن يبني الشخصية بنفسه من الصفر.
وبالنسبة لماريون كوتيار التي قامت بدور "ميراندا تايت / تاليا الغول"، كانت قد اتفقت مع نولان على حيلة صغيرة وهي إنكار شخصيتها في الفيلم أمام الصحفيين خاصة بعد توقع العديد منهم بأن ماريون كوتيار ستقوم بدور "تاليا الغول"، لكن ماريون كوتيار نفت ذلك تماماً وذكرت أن دورها جديد ولم يسبق تقديمه في القصص المصورة أو الأفلام السابقة، لكن بعد عرض الفيلم أدرك الجميع الحيلة.
بدأ تصوير الفيلم في ديسمبر 2010، وكان والي فيستر مدير التصوير في تجربته الأخيرة مع صديقة نولان كمدير تصوير قبل أن يتجه بعد ذلك للإخراج، رغب في تصوير الفيلم بالكامل بكاميرات IMAX ، لكن نولان وجد صعوبة في ذلك بسبب الصوت المرتفع الصادر من الكاميرا والذي سيأثر على الصوت في المشاهد الحوارية ، لذلك تم استخدامها فقط في مشاهد المطاردات.
وفي 16 يوليو بدأ عرض في الفيلم في السينمات، لكن بعدها بأربعة أيام حدثت كارثة مذبحة أورورا التي راح ضحيتها 12 شخصا و أصيب أكثر من 70 بعد أن ألقى شخص قنبلة مسيلة للدموع داخل قاعة عرض الفيلم في احدى سينمات مدينة اورورا بولاية كولورادو الأمريكية، ثم أطلق النار بشكل عشوائي على الحاضرين.
بعد الانتهاء من الفيلم بدأ كريستوفر نولان الاتفاق على فيلمه الجديد Interstellar بعد ان رشحه أخيه جوناثان نولان للشركة المنتجة ليحل مكان سبيلبرج الذي انسحب من المشاركة في إخراج الفيلم.