لم يكن ضمن الأفلام المرتقبة، ولم يتوقع أي شخص أن يقدم فيلم Cinderella المقتبس عن حدوتة إيطالية تعود إلى عام 1934 أي انبهار جديد للمشاهدين، فقصة سيندريلا المعروفة للجميع تم اقتباسها في أكثر من 20 فيلما بأكثر من لغة أغلبهم كان دون المستوى، ومع تمسك صناع الفيلم بالحدوتة الأصلية دون أي تغييرات، هبط مستوى الأمال والتوقعات للمشاهدين وللنقاد، لكن الفيلم استطاع أن يفاجئ الجميع بنسخة تعتبر الأفضل سينمائياً لسندريلا.
القصة
الفيلم تدور أحداثه في إنجلترا عن فتاة تتوفى والدتها وهي صغيرة وتعيش مع أبيها ثم يقرر الزواج من زوجة صديقه المتوفى، ومع قدوم الزوجة الجديدة وبناتها ووفاة الأب، تتحول حياة سندريلا إلى المشقة والذل حتى تظهر لها الساحرة "الجنية العرابة".
القصة معروفة للجميع للصغار قبل الكبار، لكنها ليست أهم شيء في الفيلم لأنها ثابتة في جميع الأفلام، ولكن كيفية تناولها بواسطة المؤلف وتنفيذ المخرج لها، بالإضافة إلى الموسيقى والتصويراللذين أضافا كثيراً للفيلم فظهر بشكل شبه متكامل وأفضل من باقي النسخ.
التمثيل
الفيلم من بطولة ليلي جايمس، كيت بلانشيت، ريتشارد مادين وهيلينا بونام كارتر.
ليلي جايمس في أول دور رئيسي لها في حياتها الفنية ظهرت بشكل مثالي، ليلي كانت سندريلا وسندريلا كانت ليلي، تقمص رائع للشخصية وتستطيع مع أول مشاهدها أن تصدق وتقتنع أن سندريلا شخصية حقيقية تجسدت فيها، صعوبة الدور في بساطة الشخصية، ليلي قدمت المطلوب منها، فجاء صوتها وتعبيرات وجهها وحركات يديها وجسدها مناسبة للغاية للدور، اختيار موفق من السير كينيث براناه.
كيت بلانشيت في دور زوجة الأب جاءت مفتعلة نوعاً ما، شخصية زوجة الأب الشريرة قدمتها بشكل كارتوني لا يتناسب مع طبيعة الفيلم الدرامية، جاء أسلوب كلامها وطريقة سخريتها مفتعلة وكأنها تعامل الجمهور كأنه لا يفهم أنها شريرة، تقول لهم في كل مشهد " انا شريرة .. انا شريرة"، اختيار خاطئ وإدارة غير موفقة من المخرج لكيت.
ريتشارد مادين في دور الأمير كان جيداً، لم يكن مميزاً ولم يكن سيئاً، قدم المطلوب منه وما يتناسب مع الدور.
هيلينا بونام كارتر في دور الساحرة كانت بالفعل ساحرة، هيلينا في مشهد واحد استطاعت كعادتها أن تخطف الأنظار وتجعلك تضع تركيزك الكامل معها ومع أدائها التمثيلي الجميل والعجيب، اختيار آخر موفق للغاية من المخرج.
السيناريو
ما جعلني انتظر شيئاً مميزاً من هذا الفيلم هو وجود اسم كريس وايتز كمؤلف للفيلم، كريس مخرج ومؤلف من أبرز اعماله About a Boy و الذي نال عنه ترشيحاً للأوسكار في فئة أفضل سيناريو.
كريس قدم الحياة المثالية الجميلة لسندريلا في البداية بشكل ممتاز وجعلنا نتعرف على أهلها بل ونحب طريقة تعامل العائلة مع بعضهم البعض، مشاهد الوداع كتبها بشكل ممتاز وغير مبتذل، سواء مشهد وداع سندريلا لأمها، أو معرفة سندريلا بوفاة أبيها أو مشهد الوداع بين الأمير والملك، الحوار بشكل عام كان جيداً، المشاهد الموجودة في السيناريو كلها تخدم الفيلم، فلم يحتوي على أي مشاهد لغرض "الحشو"، اختيار مؤلف يتميز بأعماله الدرامية ككريس وايتز أضاف دراما جميلة وواقعية نوعاً ما للأحداث.
الإخراج
سبب آخر جعلني انتظر الكثير من هذا الفيلم هو المخرج البريطاني سير كينيث براناه، كينيث ترشح خمس مرات للأوسكار في أكثر من فئة، التمثيل والإخراج والتأليف والأفلام القصيرة، ويعتبر بلا شك من أبرز صناع الأفلام الموجودين في وقتنا الحالي.
اختيار كينيث براناه للممثلين يمكن تقييمه بالجيد ولكن ربما يستحق أن يتم تقييمه بالممتاز لسبب واحد وهو اختيار هايلي اتويل في دور "أم سندريلا"، كينيث براناه بعبقرية شديدة اختار هايلي وصنع كيمياء فريدة بين هايلي وليلي جايمس تجعلك تشعر أن ليلي هي ابنة هايلي في الحقيقة، طوال أحداث الفيلم شعرت بأن ليلي جزء من هايلي، بالرغم من ظهور هايلي اتويل في مشاهد قليلة في البداية، إلا ان ليلي جايمس ورثت روحها وذلك بمساعدة كينيث براناه، نقطة ايجابية هامة للمخرج البريطاني.
إيقاع الفيلم جاء سريعاً، الكادرات كانت رائعة وكأنها لوحات فنية رسمها كينيث براناه، وذلك بمساعدة مدير التصوير القبرصي هاريس زامباركالوس، هاريس سيكون مطلوباً بكل تأكيد في العديد من الأفلام القادمة بعد ما قدمه في هذا الفيلم.
التقييم 7/10
فيلم سندريلا مفاجئة سعيدة للمشاهدين ، من الجميل ألا تتوقع شيئاً من فيلم ولكن يفاجئك بعكس ذلك.
الأداء التمثيلي متباين ما بين ممتاز وجيد، السيناريو والحوار ممتازين والإخراج متميز للغاية.
التصوير مبدع، فالفيلم عبارة عن لوحات فنية، الموسيقى جاءت رائعة من باتريك دويل وهي أحد عوامل القوى في الفيلم، خاصة في مشهد دخول سندريلا للحفل الراقص، الديكور من دانتي فيراتي الحائز على ثلاث جوائز أوسكار جاء مثالي، عيوب الفيلم تتمثل في أداء تمثيلي أقل من المطلوب من بعض الممثلين يلام عليه الممثلين والمخرج بالإضافة إلى بعض حوارات شخصية زوجة الأب خاصة مع سندريلا جاءت هزلية نوعاً ما.