FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأربعاء، 8 أبريل، 2015 | آخر تحديث:
فرقة "ابن عربي"

هدوء طيب يغلف جنبات المسرح، وحضور علق سمعه وأبصاره على خمسة عازفين ومنشد، يتلاعبون بآلات التخت العربي "قانون وكمان ودف ورق وناي وعود"، يبقى الحضور وكأن على رأسه الطير لحظات بعد العزف والإنشاد، وسرعان ما تهتز الرؤوس العاشقة، ويتخلى الطير عن مكانه ليحلق مرددًا ما سمعه في حضرة موسيقى هادئة حينا وتتصاعد أحيانًا ويزينها إنشاد فرقة "ابن عربي".

المبدعون خرجوا للعالم من طنجة المغربية تلك المدينة التي خلقها الله أقصى شمال غرب القارة الإفريقية، المدينة مرتقية أعلى القارة بعيدة عن العاصمة وناسها كذلك هم أشهر أهل المغرب علمًا وتصوفًا وحفاظًا على السماع، وكأن حكمة الله أرادت لهذه المدينة أن يكون لسكانها نصيب من موقعها.

تقول الفرقة في تعريف مختصر لها "إنها خرجت لتنشر فكر إمام التصوف وشيخه الأكبر محي الدين بن عربي، محاولة نقل ملامح التصوف في الأندلس من خلال إحياء الموسيقى الصوفية الأصيلة التي كانت معروفة هناك، ومن خلال استخدام أشعار كبار المتصوفين الأندلسيين والمغاربة والمشارقة"، ولمن لا يعرف الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي فإنه أحد واحد من كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين على مر العصور، يلقبه أتباعه بالشيخ الأكبر وينسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية، وله نتاج فكري فلسفي عظيم ضم مئات القصائد والعديد من الكتب والنظريات.

ولا تعتمد الفرقة على قصائد "ابن عربي" فحسب بل تعتمد أيضًا على رموز الشعر الصوفي أمثال جلال الدين الرومي، ورابعة العدوية والحلاج وعمر بن الفارض المصري وأبي الحسن الششتري.

فرقة "ابن عربي" تتكون خمسة عازفين من بينهم عازف "البندير" -دف خاص للإنشاد الصوفي- ومنشد الفرقة عبد الله المنصور، ومايسترو الفرقة ومؤسسها أحمد الخليع الحاصل على الدكتوراه في التصوف والموسيقى الروحية من جامعة السوربون الفرنسية، وعازف العود هارون تبول، وعازف الناي عبدالواحد الصنهاجي، والإيراني كيفان شميراني، وأسامة الخليع".
[Image_2]
ومنذ تأسيس الفرقة عام 1993 وتقديم عروضها الأولى في القاهرة، سعت لأن تتخطى الموسيقى الصوفية حدود المحلية في المغرب وشمال إفريقيا -أكثر المجتمعات تأثرًا بالموسيقى الصوفية الأندلسية- لتأخذ على يديهم طابعًا عالميًا مكنها من الوصول لمجتمعات بعيدة جغرافيًا عن المغرب فترى الفرقة تقيم حفلات بمهرجانات دولية منها مهرجان نيودلهي للموسيقى الروحية بالهند، ومهرجان سرفنتينو بالمكسيك، ومسرح المدينة، ومعهد العالم العربي بباريس، ومهرجان ببوتا بكولومبيا، مرورًا بمهرجان سماع بقصر الغورية بالقاهرة ومهرجان جرش للثقافة والفنون بالأردن، وقدموا موسيقى لاقت استحسان الجمهور متنوع الثقافة، شرقي وغربي وعربي وأعجمي.

وينتظر محبو الموسيقى والإنشاد الصوفي بمصر، عودة عروض الفرقة بحفلتين الأولى في مكتبة الإسكندرية يوم 16 إبريل الجاري، والثانية على مسرح قصر النيل بالقاهرة في 18 من الشهر نفسه.