"إليسا" في ألبومها الجديد تحافظ على تميزها في لونها المفضل.. المرأة المجروحة. هذه المرة تصنع عالم كامل من النساء الحزينات المجروحات، وتستمتع بتحطيم أعصابهن.
لا أحد يعرف السر في نجاح الأغنيات الحزينة وأغاني المجروحين أكثر من غيرها، بل وهناك من يسخر أحيانا من الأغاني الرومانسية على أساس أن طريقة الحب تلك الموجودة في الأغاني لم تعد موجودة بالفعل على أرض الواقع، ولذلك في الأغلب تنجح الأغاني الحزينة، وعن تجربة فإن الجمهور حتى ولو لم يكن قد مر بتجربة جرح عاطفي، فسيتعاطف أيضا مع الأغاني الحزينة، وذلك من قبيل "حد يعمل كده في واحدة بتحبه".. ولذا فإن الأغاني الحزينة الموجودة في أي ألبوم تنجح قبل أن ينجح الألبوم نفسه، فهي أول ما يتم سماعها، أول ما يتم ترديد كلماتها وحفظها، وأول ما يتم السخرية منها.
إليسا تتربع الآن على عرش السيدات الجريحات الحزينات البائسات.. اختارت جمهورها بعناية وحافظت عليه، وفي كل ألبوم جديد لها تقدم لهم الجرعة المكثفة، تشعرهم أنهم ليسوا وحدهم المجروحين، تشاركهم أحزانها وأوجاع قلبها.. وفي الألبوم الأخير تزيد الجرعة وتزيد الاتهامات للطرف الآخر.
عدة أغاني مفرحة ورومانسية تقدمها إليسا بينما تنقل الأخبار منذ نهاية العام الماضي أنها على وشك الدخول أخيرا في عش الزوجية، ولكن مرت على هذه الأخبار حوالي 10 أشهر دون جديد، لتستبدل عش الزوجية بألبوم "حالة حب"، وفيه تقدم 14 أغنية منهم اثنتان قديمتان هما "حلوة يا بلدي" و"أول مرة تحب يا قلبي".. أما باقي الأغنيات فهي كالعادة رومانسية حزينة وأخرى تصف حالة حب، ولكن أغنياتها الأكثر نجاحا على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب كانت من الفئة الحزينة.
الرجل الذي كسر قلوب كل النساء
تتربع على عرش الأغاني في هذا الألبوم أغنية "أنا نفسي" وهي تلك الأغنية التي توجه فيها إليسا بكلماتها وابلا من الاتهامات على حبيبها الذي جرحها، بل وتجزم بأن كل النساء مجروحات ونادمات يائسات خائفات مغتربات "ليه كل واحدة أقابلها تحكي حكاية آخرتها الندم.. تحكي وكلامها عذاب ويأس وخوف وبتموت م الألم.. كل واحدة حاسة بالغربة يا عايزة تروح بعيد.. لا نفسها متطمنة ولا قلبها عايش سعيد".. وتنتقل إليسا بنعومة مثالية لتثبت وجهة نظرها وتثبت أنها تعيش في مجتمع كامل من المجروحات والمطلقات والمنفصلات "أنا نفسي أقابل واحدة مبسوطة في حياتها.. أنا نفسي أقابل واحدة حاسة بالأمان".. وتنهي هذا بجملة أكثر وجعا وتدعو لليأس "أنا نفسي أشوف بعنيا واحدة بتبتسم".
وفي الكوبليه الأول والأخير، وبعد حوار من طرف واحد بينها وبين حبيبها الذي يجرحها ومازال "أنا عايزة أقولك حاجة مجنونة يا ريت تفهمها.. أقول؟.. بعد اللي شوفته معاك أنا عندي شعور حساه على طول.. أقوله ولا بلاش أقول؟.. هتفهمه؟ .. خلاص هقول".. الإحساس الغريب هو: "أنا حاسة إن أنت يا حبيبي.. اللي جارح كل دول".
وجعت قلبي.. لمدة يومين
الأغنية الناجحة الأخرى في هذا الألبوم كانت "وجعت قلبي" وكما يبدو العنوان فإن هذه الأغنية تتحدث عن حبيب وجع قلب حبيبته وتركها، ولكنها من خلفه تتوعده بأن الوجع الذي تسبب فيه لن يستمر إلى يومين، وستدور الدوائر ويأتي عليه اليوم الذي تراه فيه يبكي من وجع قلبه "وجعت قلبى بس الوجع هيخف.. مش بإيديك هيعيش في قلبي.. لا ده الوجع هيلف يرجع ليك.. الوجع عمره ما بيعيش بالسنين.. وقت الوجع ميزدش اكتر من يومين".
بطلي تحبيه.. لو تقدري!
ومن أنجح أغاني الألبوم أغنية "بطلي تحبيه".. وهو عنوان خادع مثل بداية الأغنية، فقد تظن عندما تقرأ اسم الأغنية أنها رسالة من امرأة قوية تحاول أن تساعدها وتقول لها أن تتوقف عن هذا الحب، فالرجال كما نعلم من إليسا خائنون متمردون جارحون عصبيون وغير مقدرين.. ومع بداية كلمات الأغنية تشعر أن ظنك في محله "انسيه.. ماتفكريش تاني فيه.. واشغلي نفسك عنه بأي حاجة.. بطلي تحبيه.. وسيبيه.. ماترجعيش تاني ليه".. ولكن هيهات أن تفقد إليسا معجباتها وجمورها من النساء الضعيفة المنكسرة المجروحة.. مؤكدة أن ذلك مجرد كلام.. وأن تطبيقه في منتهى الصعوبة "كلام سهل وبسيط.. بس مين اللي يعمل بيه.. أيوة ده كلام سهل وبسيط.. بس مين اللي يعمل بيه.. قلبي ماعادش هادي.. ولا بحياته راضي.. لو كان حب عادي.. كان مقدور عليه.. في عاشقين يتوبوا وفي عاشقين يدوبوا.. وأنا حبيت عيوبه وأكتر من ده ايه.. بقول لسنيني فوتي بعده يعني موتي.. لو سكت صوتي قلبي بيناديه.. فاكرة كل همسة حاسة بكل لمسة.. فكرة اني أنسى بتفكرني بيه".. وهناك عدة اسئلة في هذا الكلام.. منها على سبيل المثال سؤال موجه لجمهور إليسا من المجروحين والمعذبات في الأرض "ما هو الحب العادي؟ وما الفرق بينه وبين الحب الذي تحبونه؟ ما علاقة الشطر "في عاشقين يدوبوا وفي عاشقين يتوبوا" بالشطر الذي يليه "وأنا حبيت عيوبه وأكتر من ده ايه"؟" وغيرها من الأسئلة الكثيرة.
هناك بالفعل عدة أغاني ناجحة في هذا الألبوم وهي أغاني سعيدة ومبهجة وتنم عن حب بين الطرفين، ولكن كالعادة فإن الأغاني الأكثر نجاحا في هذا الألبوم هي الأغاني الحزينة والتي سرعان ما تجد جمهورها سواء كانوا من المعجبات بإليسا، أو من وجدوا فيها ضالتهم بسبب مرورهم بتجارب حب سيئة خلال الفترة اماضية، وخاصة مع قلة المعروض من الأغاني الجديدة التي تشفي قلوب المجروحات المنفصلات المطلقات المعذبات أو الأرامل.