للفنان الراحل سعيد صالح موهبة كوميدية فريدة من نوعها، ولكن حياته الشخصية لم تسير في خط مستقيم كأغلب أبناء جيله ليصل للقمة كرفاق دربه مثل عادل إمام وأحمد زكي.
"أمي إتجوزت 3 مرات…الأول وكلنا المش، والتانى علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش"، كانت هذه جملة قالها صالح خارجا عن النص في مسرحية "لعبة اسمها الفلوس" عام 1983 وكانت السبب في انقلاب مكانته الفنية.
اعتبر النظام هذه الجملة سخرية من الرؤساء المصريين الثلاثة، الأول هو الراحل جمال عبد الناصر والثاني هو الراحل محمد أنور السادات، والثالث هو المسجون حاليا محمد حسني مبارك، وهو من أمر نظامه بحبس سعيد صالح ستة أشهر.
ومنذ تلك الواقعة بات النظام يتعامل مع سعيد صالح باعتباره معارضا، ويتحين الفرص لمعاقبته، خصوصا أنّه لم يتوقّف بعد سجنه عن إعلان مواقفه السياسية ومعارضته لما تفعله الدولة وأجهزتها في البلاد.
سعيد صالح تعرض للحبس لأسباب مختلفة، وإن كانت الواقعة الأشهر هي تعاطيه لمخدر "الحشيش" عام 1991، ورغم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة، ظلت هذه هي المرة الأشهر في مسيرته الفنية.
ولصالح تصريح خاص حول هذه الواقعة، فهو يرى أن حبسه جاء لـ"طول لسانه" وكان يعتبر نفسه مضطهدا، مؤكدا أن نصف الفنانين سيسجنون لو كانت الدولة جادة في حبس متعاطي الحشيش.
وفي عام 1996 سُجن صالح مرة أخرى لمدة عام وذلك بنفس تهمة تعاطيه للحشيش.
سعيد صالح توفى في صباح الجمعة الأول من أغسطس بعد رحلة طويلة مع المرض، وكان دخل في غيبوبة منذ الخميس 31 يوليو الذي تصادف عيد مولده الـ76.