محمد صالح
محمد صالح تاريخ النشر: الأربعاء، 11 يونيو، 2014 | آخر تحديث:
8 سنوات كانت كافية لتغيير آراء ناصر الخليفي

أعلم جيدا أن الشبكة التليفزيونية القطرية تغير اسمها حاليا، وأصبحت تحمل اسم Bein sports، وليس "الجزيرة"، ولكن مهلا.

ربما ما سنعرضه عليك الآن ربما يكون أمرا فكاهيا بعض الشيء، ولكن بالبحث، وعن طريق "المصادفة" فقط، وجدنا تلك السطور في الموقع الإلكتروني لـ "الجزيرة" في عام 2006!

أهلا بكم، حلقة اليوم عن معبودة الجماهير الساحرة المستديرة التي سيُحرم ملايين العشاق من متعة مشاهدتها في عرسها العالمي، نطرح في حلقتنا تساؤلين إثنين، ما هي حسابات الربح والخسارة في تشفير مباريات المونديال واحتكار حقوق البث؟ وهل يخرج الاحتكار الكرة المستديرة من قلوب عشاقها ويدخلها إلى جيوب تجار البث الفضائي؟ خليط من مشاعر الحيرة والغضب ألم بعشاق كرة القدم في العالم العربي ليس جميعه بل أكثرهم ممن سيكون من الصعب عليهم أن يوفروا المال اللازم لمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم، متعة كانت في الماضي في متناول الكل تقريبا وها هي تتحول بحكم الاحتكارات المالية إلى متعة نخبوية تأثر الموسرين على حساب الأكثرية.

السطور الماضية كانت مقدمة لمقال طويل كتب بتاريخ 14 يونيو 2006، إبان كأس العالم في ألمانيا التي استحوذت عليه حينها شبكة ART.

المقال، كما ترى، ينتقد التشفير بشكل عنيف، ويتحدث عن حقوق الفقراء التي ضاعت بسبب ذلك، ولكن كل ذلك بالطبع قبل أن تصبح شبكة "الجزيرة" هي الناقلة الوحيدة لجميع البطولات العالمية الهامة.

ويبدو أن المقال كان تفريغا لحلقة تليفزيونية عرضتها "الجزيرة" وقتها، ضمت العديد من رموز الإعلام الرياضي العربي من بينهم نبيل الريحاني، مدحت شلبي، حيدر عبد الحق، حميدة حميدوش، بالإضافة لمدير الشبكة ناصر الخليفي، وذلك في ضيافة الإعلامي علي الظفيري.

نكهة سياسية
البعض يتحدث حاليا عن خلط السياسة بكرة القدم، وأن الموقف الذي يتخذه المصريين من الشبكة القطرية يأتي بسبب العلاقة المتوترة بين مصر وقطر خلال العام الأخير، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بواسطة القوات المسلحة.

ولكن مما احتواه المقال، يتضح أن الشبكة القطرية وقتها هي التي ربما فعلت الشيء ذاته، واستغلت السياسة في هجومها الشديد على Art، التي استحوذت على حقوقها فيما بعد.

وتحدث المقال عن أن المصريين في بورسعيد والقناة سيلجأون لقنوات إسرائيلية لمشاهدة كأس العالم، بسبب المبلغ الباهظ الذي يصعب على العديد منهم دفعه من أجل الاشتراك ومشاهدة المباريات عبر Art.

كما تضمن المقال أيضا الحديث عن أن الأردنيون لن يجدوا سوى قنوات فلسطينية محلية يشاهدون المباريات لديها، والسوريون سيهرعون إلى الخيم لمتابعة المباريات، كما تحدث المقال عن مأساة الشعب العراقي.

أزمة التشفير تثير استياء محبي الكرة


لعبة الفقراء
"لعبة الفقراء حُرم منها الفقراء هذه المرة"، بهذه العبارة علق المذيع علي الظفيري على احتكار Art لمباريات كأس العالم في 2006.

وفي هذا الإطار، تحدث الإعلامي المصري مدحت شلبي عن تلك الأزمة، والذي تحدث أكد أن أغلبية المتابعين ليست لديهم الأموال الكافية لشراء حقوق البث.

وأكد شلبي أيضا أن شعبية كرة القدم ستنخفض بسبب ذلك، وإن عدد المتباعين لكأس العالم في 2002 سيكون أضعاف من سيتابعون نسخة 2006.

وتساءل شلبي عن وضع حقوق البث، وهل من حق Art شراء مباريات كاس العالم، وماذا كان سيحدث إذا لم تشتر هذه القناة المباريات، هل كان سيتم حرمان الجمهور العربي من المشاهدة؟

تشفير الدوري الإسباني والإيطالي؟ لا ضرر ولا ضرار
من الأمور المثيرة في هذا المقال، أنه تضمن بعض الآراء لناصر الخليفي، مدير الحقوق التليفزيونية بقناة الجزيرة، والذي يشغل حاليا مدير عام الشبكة التليفزيونية القطرية.

وتحدث الخليفي عن كيفية حصول Art على حقوق البث، وتأكيده على أن "الجزيرة" لم تدخل في هذا السباق، ولكن الأمر تضمن شيئا مثيرا.

"الجزيرة الرياضية" وقتها كانت تملك حقوق بث مباريات الدوري الإسباني والدوري الإيطالي، وكانت تعرضهما للجمهور مقابل مبالغ مالية، ولكن الخليفي لا يرى أزمة في هذا الأمر، وشرح وجهة نظره فيما يلي.

جانب من المقال


It’s كاس العالم!
يرى ناصر الخليفي أن الدوريات الأوروبية هي في النهاية بطولات لا ينبغي أن نتحدث عنها "هكذا قال"، ولكن الأمر مختلف إذا تعلق الأمر بكأس العالم.

وقال الخليفي: "لا نتحدث عن دوري أسباني أو فرنسي، أعتقد هذا كأس العالم، من المفروض أن يكون حق العامة والشعب العربي".

وتحدث الخليفي أيضا عن حقوق الفقراء في المشاهدة، وقال إن هؤلاء هم من يتضررون من ذلك، لأنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

الخليفي يضرب
واصل ناصر الخليفي وقتها هجومه على تشفير مباريات كأس العالم، وتحدث عن أن المونديال لم يشفر مطلقا في أيا من دول أوروبا.

وقال في هذا الإطار: "في تاريخ أوروبا لم يحدث أن بث كأس عالم مشفر، وهذا الأمر أصلا في أوروبا سياسي أكثر مما يكون تجاري".

وأضاف: "على سبيل المثال إسبانيا حصلت فيها القناة السادسة الإسبانية على حقوق كأس العالم 2006، رغم أنها قناة حديثة المولد، ولكن الحكومة الإسبانية رأت أن هذه القناة لا تغطي جميع المشاهدين فأجبرتها على أن تبيع الحقوق لقناة أخرى، وهي القناة الرابعة".

وتابع بالسياق ذاته: "اتحدث هنا عن أمر كبير، كأس العالم يجب أن يبتعد عن التشفير بعض الشيء، وتكون في الأساس القنوات المفتوحة ثم المشفرة هي التي تأتي فيما بعد، لابد أن يشاهد الجميع كأس العالم".