رغم المنافسة الشرسة بين تسعة أفلام على جائزة أفضل فيلم في الدورة الـ 86 لحفل الأوسكار التي ستقام يوم 2 مارس المقبل، فإن أداء الممثلة ساندرا بولوك المبهر قد يضمن قنص الفيلم للجائزة، خاصة أنها صورت معظم مشاهدها في ظروف صعبة بأنبوب ضيق على ارتفاع 10 أقدام من الأرض لمحاكاة انعدام الجاذبية.
الفيلم لا يظهر به سوى جورج كلوني وساندرا بولوك فقط، وهو من تأليف وإخراج ألفونسو كوارون، وهو العمل الذي طال انتظاره بعد غياب 6 سنوات، وهو من المخرج الحاصل على 3 ترشيحات للأوسكار، الشهير بإخراج فيلمي "Harry Potter and the Prisoner of the Azkaban" و" Children of Men ".
ومنذ افتتاح فيلم "Gravity" خلال الدورة السبعين من مهرجان "فينيسيا" في 28 أغسطس الماضي، نال على استحسان الجمهور والنقاد الذين أبهرهم الأداء التمثيلي لساندرا بولوك وإخراج ألفونسو كوارون، بالإضافة إلى قصة الفيلم وتصويره والمؤثرات البصرية، والموسيقى التصويرية لستيفن برايس.
ونال الفيلم تقييم إيجابي على موقع " Rotten Tomatoes" وصل إلى 97% بناء على 299 مقال نقدي، حيث حصل على متوسط 9 تقييمات إيجابية من كل عشرة.
وفسر الموقع حصول الفيلم على تلك التقيمات الإيجابية باعتبار أن "فيلم ألفونسو كوارون يعد واحدا من أغرب أفلام الخيال العلمي الملحمية، يتميز بإخراجه بطريقة غامضة ومتعته البصرية المبهرة".
أما موقع " Metacritic" فمنح الفيلم تقييم إيجابي وصل إلى 96% بناء على 49 تقيما، مؤكدا تحقيق الفيلم لحالة من التشجيع العالمي له.
أما بالنسبة لأراء النقاد في الصحافة العالمية، فمنح مات زولير على موقع " RogerEbert" أعلى تقيم للفيلم بأربعة نجوم، قائلا: "تمحور الفيلم حول تعامل رواد الفضاء مع الكوارث ضخم ومبهر من الناحية الفنية، فاستعراض الفيلم لرائدة الفضاء التائهة بمحطة الفضاء جميل ويمد المرء بالمعلومات في آن واحد".
وكتب جستين شانج عن الفيلم في مجلة " Variety ": "الفيلم يعيد الشعور بالضياع والرهبة، التي يجب أن تلهم الهلع بين النقاد والجماهير في جميع أنحاء العالم".
وتابع: " الفيلم يجذب المشاهدين تجاه بولوك المتوترة خلال 91 دقيقة (مع جورج كلوني في دور المساند الخبيث)، المخرج الذي طال انتظاره بعد فيلمه Children of Men، يعود في تجربة صعبة تقدم فيلماً ضخماً بميزانية مصغرة لكنه مفعم بالإثارة والقوة ".
وقال مارك آدامز من "سكرين دايلي": "أسعدني كمية التوتر والإثارة الحقيقية الناجمة عن الفقدان في الفضاء في فيلم ألفونسو كوارون بتقنية ثلاثية الأبعاد، فهو متعة حقيقية يقودها الأداء الرفيع من ساندرا بولوك وجورج كلوني بالإضافة إلى بعض المؤثرات الخاصة الرائعة والجادة".
فيما قال ريتشارد كورليس في مجلة " Time ": " كوارون استعرض أشياء مستحيلة، أشياء جميلة ومخيفة بشكل غامض عن حقيقة الفضاء فوق عالمنا. فلو انتهى تاريخ الفيلم فانه عرض لنا مجد مستقبل السينما. الفيلم مثير على كل المستويات".
وتابع: "ولأن كوارون شخص له رؤية على أعلى مستوى، لا يمكنك منافسة المشهد الذي يقدمه".
كما أشاد ريتشارد بجرأة كوارون في تغيير منظور الكاميرا في العديد من اللقطات، فأحيانا يصور إحساس البطلة من داخل خوذتها وهي وحيدة في الفضاء المظلم، ثم ينقل الكاميرا لرؤية رد فعلها من الخارج، وذلك على حسب وصفه.
ومنح بيتر ترافرز من مجلة " Rolling Stone " أربعة نجوم من أربعة للفيلم، معتبرا أن الفيلم "أكثر من مجرد فيلم. إنه نوع من المعجزات".
فيما رأى إي أو سكوت في مقاله النقدي بمجلة " The New York Times " أن عرض الفيلم بالتقنية الثلاثية الأبعاد "جعله يتفوق على ما قدمه المخرج جيمس كاميرون في مشاهد التحليق في فيلمه الشهير Avatar ".
وبالغ سكوت في صفه للفيلم بقوله إن "الفيلم خلال 90 دقيقة من مدة عرضه تمكن من إعادة كتابة قوانين السينما التي عرفناها".
وبحديث النقاد عن مقارنة الفيلم برائعة المخرج جيمس كاميرون " Avatar"، لا يمكن نسيان تصريح المخرج الشهير نفسه عن الفيلم والذي قال عنه: "أعتقد أنه أفضل صورة عن الفضاء تم تصويرها على الإطلاق ..أعتقد أنه أفضل فيلم عن الفضاء تم صنعه على مر العصور".
وأضاف: "إنه الفيلم الذي كنت متطلعا لرؤيته منذ مدة طويلة".
كما أعرب كاميرون عن انبهاره بأداء ساندرا بولوك في ظل انعدام الجاذبية: "هذا الدور من وجهة نظري لا يقل صعوبة عما يفعله المؤدون في سيرك دو سوليه".
ولم يكن جيمس كاميرون المخرج الوحيد الذي أشاد بالفيلم، حيث أعرب المخرج كونيتن تارانتينو هو الآخر عن انبهاره بالفيلم، معتبره "من بين أفضل 10 أفلام في 2013".
وحتى إذا لم يكن أداء ساندرا بولوك المبهر أو إخراج ألفونسو كوارون لمشاهد الفضاء أو إشادة تارانتينو وكاميرون به سببا في حصول على جائزة الأوسكار هذا العام، فمن الممكن أن يعزز من موقف الفيلم نيله جائزة أفضل فيلم بريطاني استثنائي في حفل جوائز "البافتا".