نشرت صحيفة "التحرير" مقالا كتبه الفنان حمدي الوزير، يتحدث فيه عن ضرورة وصول المشير عبد الفتاح السيسي لمقعد الرئاسة في مصر.
وتحت عنوان "لماذا عبد الفتاح السيسي"، طالب حمدي الوزير بالسيسي رئيسيا، باعتباره رجلا يؤمن ببناء مصر الحديثة، وسينتمي للفقراء والمهمشين والمرضى، وسيحافظ على أمن مصر داخليا وخارجيا، بحسب وصفه.
وفيما يلي المقال كاملا:
مَن يعرف الإجابة عن هذا السؤال المهم جدًّا فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ هذا الوطن الغالى؟ لن يعرف الإجابة إلا مَن اهتم بتاريخ الوطن القديم والحديث واهتم بعلم الاجتماع وحركة المجتمع المصرى عبر التاريخ، وأيضًا الفلسفة الخاصة بشعبنا الرائع.
لن يجيب عن هذا السؤال إلا مَن اهتم بتاريخ الحركة الوطنية المصرية فى كل الأزمنة والأمكنة وغاص فيها وتأملها أو شارك فيها عن عقيدة واتخذ موقفًا ثابتًا فى مواجهة القهر والاستبداد اللذين تعرّض لهما هذا الشعب الكريم عبر التاريخ سواء كان هذا القهر والاستبداد عن طريق المحتل أو عن طريق بعض الحكام المتآمرين.
ولأنى أحد الذين عشقوا هذا الوطن وذبت فى حركته الوطنية منذ الطفولة وطالت قامتى وسط المقاومة فى مدينتى الرائعة والمقاومة دائمًا بورسعيد، وحملت السلاح دفاعًا عنها وعن أمتى حتى بلغت سن التجنيد وخضت فيها حرب الاستنزاف تحت قيادة قادة من أعظم ما أنجبت مصر من قادة عسكريين، وأولهم العميد أحمد حمدى عندما كان قائدًا لفرقة المهندسين العسكريين.
وبهذه الخبرة العسكرية والوطنية المتواضعة سرت فى الشوارع وجلست على المقاهى فى الأزقّة والحوارى وتحاورت مع كل الأطياف وجميع الثقافات وعرفت مَن خان ومَن باع ومَن ثبت على موقفه الرافض للظلم ومَن تصرّف تصرفات الثوار الحقيقيين وأعطى نفسه للوطن منكرًا ذاته، وأول هؤلاء وليس آخرهم طبعًا هو المشير عبد الفتاح السيسى، ولكن هناك أسئلة كثيرة جدًّا سمعتها من كثيرين من أبناء الوطن، من المهم أن أطرحها حتى تصل إلى إجابة السؤال الأول.
- هل المشير عبد الفتاح السيسى مؤمنًا بحق هذا الشعب فى العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية؟
- هل المشير عبد الفتاح السيسى فى قلبه نار من سقط شهيدًا أو جُرح من أبناء الوطن دفاعًا عن حريته؟
- هل المشير عبد الفتاح السيسى مؤمن ببناء مصر الحديثة التى تكون فيها الحرية والديمقراطية حق للمواطن؟
- هل المشير عبد الفتاح السيسى سينتمى إلى الفقراء والمهمشين والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة؟
- هل المشير عبد الفتاح السيسى ستكون أول اهتماماته حرية الإبداع والاهتمام بالثقافة والفنون والأدب على اعتبار أنها القوة الناعمة حتى تعود لمصرنا مكانتها فى الريادة؟
- هل المشير السيسى سيحافظ على أمن هذا الوطن فى الداخل والخارج؟
- هل سيحرّر المشير عبد الفتاح السيسى القرار المصرى من التبعية، وتحرير إرادة هذه الأمة؟
الأسئلة السابقة فى حاجة إلى إجابة، ولهذا تأمّلت كثيرًا واستجمعت خبراتى الإنسانية ونظرت فى وجوه مَن يطرحون هذه الأسئلة فوجدت أن الإجابة: نعم هو مؤمن بهذه القضايا ومؤمن بتحقيقها (مجرد انطباع) وفورًا لا لشىء إلا أنه يمتلك أُذنًا تسمع وعينًا ترى وقلبًا ينبض بحب وعشق الوطن. وتعالوا نضرب مثلًا على هذا أو أمثلة، عندما طلّ طلّته بين رموز الوطن شيخ الأزهر - البابا - بعض شباب الثورة - رموز الحركة الوطنية، وخاطب الأمة بالإعلان عن خارطة المستقبل، أصبح رمزًا، وأصبح فى نظر الكثيرين بل فى نظر جموع الشعب هو مَن يستطيع إنقاذ الوطن، وبعيدًا عن السفسطة وجلسات أنصاف المثقفين وأدعياء المعرفة والمتاجرين باسم الشعب والثورة، وبعيدًا أيضًا عن المراهقة السياسية والتجارة بدماء الشهداء والجرحى، بعيدًا عن هذا كله سأطرح الأسباب التى أدّت إلى أن أصبح المشير بطلًا شعبيًّا.
أولًا: الصدق والتواصل مع الشعب ببساطة الشعب والصدق الذى بداخل الإنسان المصرى.
ثانيًا: اللغة التى يتحدّث بها هى لغة الشعب تحمل رومانسية الزعماء وعقلية الساسة، وهو بهذا بَعُد عن الخطابات التقليدية للرؤساء الذين يقفون ليلقنوا الشعب شعارات جوفاء كما لو كنا تلاميذ وهم الأساتذة، مع أن العكس هو الصحيح.
ثالثًا: قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة فى الوقت المناسب، والأدلة كثيرة جدًّا، أهمها التصدّى بقوة وحسم لمحاولة فرض إرادة الدول الاستعمارية التى وصلت بنا إلى الحضيض، مما جعلنا دولة مهمّشة إقليميًّا ودوليًّا.
رابعًا: وهو الأهم، والذى من خلاله يتحقّق حلمنا جميعًا وهو بناء الدولة الحديثة والحرة والديمقراطية وهو يحمل مشروعًا وطنيًّا منحازًا إلى الفقراء والمهمشين، ومتمسكًا بتحرير إرادة هذا الوطن العظيم، وهذا ما جعل جموع الشعب تربط بينه وبين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذى اشتقنا إليه كثيرًا، وعزاؤنا فيه هو أن روحه حاشدة الآن تشد على أيدينا وتدفعنا إلى الأمام.