على الجانب الأيمن من المسرح مرتديا "طاقيته" المعتادة وسترة الصدر يجلس منكبا على البيانو الخاص به لا ينظر إلى جمهوره، ولكنه يتواصل معه بشكل رائع.
عندما تجد زياد رحباني ناظرا إلى جمهوره فاعلم أن حفله انتهى فهو يفضل التواصل مع فرقته طوال فترة العزف عن جمهوره، إلا من خلال بعض "القفشات".
ولم يبتعد الملحن اللبناني الكبير عن عاداته خلال حفل مهرجان القاهرة الخامس للجاز يوم السبت في ليلة باردة.
زياد لا يفضل الحديث كثيرا مع جماهيره، قد تتصور أنه لا يحبهم، حتى أنه خاطب أحدهم "الرجاء عدم التكلم مع السائق"، ردا على طلب البعض لعزف أغاني معينة، ولكن عندما يبدأ في الحديث ترتج القاعة بالضحك.
دونت مكس
بدأ الملحن المعروف بانتمائه للفكر اليساري حفله برسالة سياسية قصيرة قدمها ثلاث مطربات من فرقته، وكانت "لتعمل ثورة ع النظام لازم أول شي يكون في نظام".
قبل أن يضطر لغناء أشهر أغانيه في مصر "أنا مش كافر" تحت طلب وإلحاح منظمي الحفل على حد تعبيره، وهي التي لاقت استحسان كبير من الجمهور.
وجاءت أبرز نكاته السياسية عندما تقدمت إلى الميكروفون إحدى مطربات فرقته وكانت ترتدي فستانا أزرق فقابلها زياد "الست والأزرق دونت مكس".
ويبدو أن "دونت مكس" تحديدا من أكثر الجمل التي استفزت زياد ودفعته للتعليق عليها لثلاث مرات خلال الحفل.
المدرس ونعيمة عاكف
من مزايا زياد خلال حفلاته أنه لا يخجل من توجيه فرقته خلال العزف أو الغناء، وأحيانا تكون الكلمات قاسية أو ساخرة.
وهو ما قام به الملحن البالغ من العمر 47 عاما مع الفنان المصري هاني عادل، الذي شارك بتقديم بعض الأغاني، وخلال غناء الأخير لأغنية "بصراحة" في أول الحفل، عندما قال له "المفروض نسمع صوت الفلوت يا هاني".
وضمت فرقة زياد مطربة برازيلية من أصول لبنانية، وعندما اقتربت من الميكروفون بدأ في تنبيها لبعض الأمور قبل أن يخاطب الجمهور باسمها قائلا أنها برازيلية من أصول لبنانية، لتقاطعه هي "ومصرية كمان".
وفي ظل الحوار كانت المطربة تتحدث العربي بصعوبة ففاجئها زياد "نتكلم في الموضوع ده بعدين بعد ما نخلص".