تتصاعد الأحداث الدرامية في فيلم "عندليب الدقي" عندما يعلم "فوزي" أن سكرتيرة شقيقه "فواز" تعمل مع شركة اسرائيلية تهدف لاحتكار الأدوية في الوطن العربي، ويبدأ في تلقينهم درسا عن الوطنية وحب الوطن ورفضنا للعدو الصهيوني اللدود، في تحول بعيد تماما عن السياق الدرامي الكوميدي، هذا موقف مؤلف الفيلم أيمن بهجت قمر الآن مع عمرو دياب!
ليست المرة الأولى التي يطالب فيها أيمن بهجت قمر و عمرو مصطفى ومحمد يحيى بحفظ حقوق ملكيتهم الفكرية لأغانيهم، فكانت المرة الأولى في 2009 ونظموا وقفة احتجاجية بجمعية المؤلفين والمحلنين للمطالبة بتعديل لائحة الجمعية ومن ضمن المطالب "حق الأداء العلني".
فحقوق الأداء العلني تضمن لكل منهم حصوله على نسبة أكبر من الأموال لا تنتهي بمجرد ببيعه للمطرب الأغنية.
وكل فترة ترتفع وتيرة "حق الأداء العلني" ولكن لا مستجيب ولا مهتم يوالي للمبدعين اهتمام بمطلبهم، وهذا الحق انتشر جدا ترديده في وسائل الإعلام بعدما انتقل عمرو دياب لشركة "روتا" وذلك لرفض محسن جابر مالك "عالم الفن" أن يغني المطرب الكبير الأغاني التي أنتجهتها له الشركة أثناء تواجده بها في الحفلات بحجة أنها ملك الشركة، ولاحقه قضائيا.
وظلت "حقوق الأداء العلني" تهمة يستخدمها محسن كثيرا ضد أي مطربة تغني أي أغنية من إنتاج شركته وتصل للقضاء.
شهرة أيمن بهجت قمر ومطالبته بحقه لا تستدعي منه نهائيا أن يحول قضيته وحقه لحق بلد ونصرتها ضد العدو الصهيوني، أزمة الشعراء والملحنين مع الشركة التي تطلب من مطربيها التنازل عن أغانيهم ليست مع عمرو دياب ولا مع روبرت مردوخ الشريك الأجنبي في روتانا وهو اسكتلدني الجنسية –ليس إسرائيليا كما صرح بهجت ولكنه محب لدولة الاحتلال ويمدهم بالأموال- ولمن لا يعرفه، فهو من ملوك الإعلام ويمتلك أكبر الصحف العالمية مثل النيويورك بوست الاميركية والتايمز والصن الإنجليزية ويسيطر على شبكة فوكس نيوز.
وجاءت شراكته في "روتانا" لاقتحام السوق العربي بعد نجاحاته في الخارج، كما جاء تعاقد الشركة السعودية مع نجوم الصف الأول في مصر كدياب وفؤاد وأنغام وشيرين، لاقتحام السوق الغنائي في مصر، على الرغم أن الأموال التي تكسبها الشركة من السوق المصري لا تقارن بنظير ما تحصل عليه من الخليج، ولذلك بدأ المصريين أنفسهم الغناء بالخليجي لكسب السوق المليء بالفرص.
إذن فحقوق الأداء العلني للشعراء والملحنين المصريين بعيد تماما عن نظرية المؤامرة وكره إسرائيل وإقحامها في الموضوع لمجرد كسب تعاطف الجمهور المصري العاطفي وإثارة البلبلة حول هوية الشريك الذي انضم للشركة منذ أكثر من ثلاث سنوات ليس من قريب مثلا لذكر الأمر الآن.
فلا داع أبدا أن يذكر أيمن أمر اليهودي الصهيوني ويصر عليه ويطالب بإنقاذ البلد من بين يدي مردوخ إذا كان رضي بالتعامل مع الشركة طوال هذه الفترة ولم يكن أمر الشراكة بالخفي على الجميع.
الشاعر المشهور يطالب المطرب الكبير بالتضامن مع فريق عمله وتعديل شروط الشركة المنتجة بعدم حصولها على تنازل منه على أغانيهم، إذا كان هذه شروط الشركة فكيف لمطرب أن يغير من سياستها؟! ولماذا ستعدل له الشركة شروطها له تحديدا دونا عن باقي المطربين؟!
كلنا ندري ركود سوق الكاسيت في مصر منذ عدة سنوات، فعمرو دياب ماديا ليس الدجاجة التي تبيض للشركة ذهبا يوميا حتى يستجيبوا لمطلبه الذي قد يضر الشركة ماديا بعدم حصولها على تنازل عن هذه الأغنيات التي أنتجتها ودفعت تكاليفها مرة!
فطلب أيمن من عمرو ليس في محله نهائيا عليه التوجه لأصل النزاع وهي الشركة! فاسم المطرب الكبير من رأيي تم إقحامه للتشهير بالقضية مثل إقحام إسرائيل في الموضوع، واستكمل خطأه ومتاجرته بالقضية حينما عاير دياب بغيابه عن مصر وقت الثورة –رغم نفي إدارة أعمال المطرب- على الرغم أن الشاعر والمؤلف نفسه لم يعلن عن موقفه من الثورة وقتها أو قبلها.
للتواصل معي عبر Twitte