أوكا وأورتيجا ووزة "بالتركي"

تاريخ النشر: الاثنين، 24 سبتمبر، 2012 | آخر تحديث: الاثنين، 24 سبتمبر، 2012

سيتم قريبا دبلجة ما يُطلق عليه "المهرجانات" إلى اللغة التركية، من أجل نقل هذا الفن إلى الشعب التركي، وأيضا تفعيل العلاقات والتعاون المشترك مع الدولة التركية.

وجاري حاليا اختيار اسماء تلك المهرجانات التي سيتم دبلجتها، وحتى الآن تم ترشيح الآتي: "الفلاح والمفتاح"، "أنا أصلا جامد"، "أنا اللي كنت مقضيها".

مهلاً، ما ورد بالسطور السابقة ليس صحيح، ولكنه لا يختلف كثيرا عما تم الإعلان عنه قبل مؤخرا!

فقد تم الإعلان عن دبلجة عددا من المسلسلات المصرية إلى اللغة التركية، وعرضها عبر القنوات الفضائية التركية، وذلك الاقتراح بالطبع خرج من مسئولين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون.

وبحسب ما تم الإعلان عنه، فإن ذلك يأتي ضمن اتفاقيات تعاون مشترك مع دولة تركية، وتفعيل آلية التعاون الثقافي معهم "هما قالوا كده".

الخطة تضمنت ترشيح مسلسلات مصرية شهيرة من بينها "رأفت الهجان"، "ليالي الحلمية"، "عائلة الحاج متولي".

الفكرة تأتي ضمن "خطط عبثية" يستمر مسؤلو ماسبيرو في تنفيذها، وأفكار لا نعلم كيف جائتهم ولا كيف قاموا بدراستها ودراسة نتائجها، أفكار من الصعب أن تحقق أية إضافة.

التقدم الدرامي لمصر لن يتم بالتلقليد بأي حال من الأحوال، لابد من أفكار تخرج من عقولنا نحن، لا أفكار نقلدها لمجرد أنها نجحت لدى غيرنا.

التسليم بأن المسلسلات المصرية الشهيرة ستنجح في تركيا مثلمنا نجحت مسلسلاتهم لدينا، هو تفكير عتيق لا يصح أن يخرج من منظومة درامية تريد أن تنهض.

المسلسلات التركية "المهووسين" بنجاحها لم تحقق نجاحا كبيرا في تركيا كالنجاح الذي حققته في الدول العربية، أبطالها لم يحققوا أية شهرة على الإطلاق قبل ذلك، إذن فكيف نذهب نحن لديهم بأعمالنا المدبلجة؟

ما سبق يثبت أن السوق التركي لا يحمل تلك الخصوبة التي يتخيلها المسئولين في ماسبيرو.

من الأسباب الرئيسية لنجاح تلك الأعمال في مصر والدول العربية، تسويققها بكم هائل من الأفكار والأموال التي خُصصت لأجل تلك المهمة، هل المسئولين في اتفاقاتهم مع نظرائهم الأتراك خططوا لذلك؟


فيما يخص اختيار المسلسلات، بالتأكيد المسئولين اختاروا تلك الأعمال باعتبارها من أنجح المسلسلات في تاريخ مصر الدرامي، وبالطبع فكروا في أن الشعب التركي يعرف جيدا تلك الأعمال، ويتلهف دبلجتها بالتركي لأجل مشاهدتها!

حسب ما صرح به السادة المسئولين، فهم ينفذون تلك الفكرة من أجل زيادة الأموال، ولكن هل قدم أحدهم تصورها مُطعما بأرقاما تُبين كيف ستستفيد الدولة من تلك الفكرة؟

إذا كنت تريدون تعاون مع تركيا فلديكم الكثير من الحلول، الممثلة التركية ملتم كمبول قالت خلال مشاركتها بمهرجان الإسكندرية السينمائي إنه من الممكن تنفيذ أفلاما مصرية تركية مشتركة تُعرض في البلدين، تلك الفكرة جيدة ويمكن تنفيذها في المجال الدرامي.


أما إذا كنتم تريدون نهضة الدراما المصرية، فكروا في أفكار تبتعد عن التقليد، جمعوا نجوم الدراما في أعمال مشتركة مثلما تفعل دول العالم "اللي عندها نهضة فنية"، بدلا من تنفيذ 40 مسلسلا لا يشاهد الجمهور نصفهم.

إذا كان الأمر سيسير على هذا النحو، إذن دبلجوا الأغنيات المصرية إلى التركية، باعتبار أن تركيا "معلمة علينا" في هذا الشأن، والكثير من مطربينا يسافرون إلى هناك لتنفيذ ألبوماتهم مع موسيقيين أتراك، بالإضافة للأغنيات المصرية "المنحوتة" من أخرى تركية".

من الجيد أن يطرح المسئولين أفكارا جديدة، ولكن إذا لم تبتعد تلك الأفكار عن "التقليد" وخلافه، فلنعمل بما نعمل به حاليا، أفضل كثيرا من تنفيذ ما لا يفيد.

للتواصل: Twitter

وعلى Facebook