اتعجب من هؤلاء الذين لا يملون الهجوم الحاد، وتوجيه اساءات مستمرة لنجوم الفن في مصر الذين يقدمون أعمال درامية هذا العام.
وبالطبع هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يتحدثون بعد نهاية رمضان عن سوء الدراما المصرية وتراجعها أمام الدراما التي تقدمها دول عربية أخرى.
اتحدث هنا عن من يهاجمون أعمالنا الدرامية بشكل صريح، وليس من يقدم النقد البناء الذي يساعد على تحسن مستوى المنظومة، وليس قتلها.
المثير في الأمر أن "المهاجمون" يرددون بعد ذلك عبارات من نوعية: "الدراما السورية أحسن مننا"، "الدراما التركية أخدت الجو من مصر"، وما إلى ذلك.
هؤلاء لا يعلمون أنهم يتسببون بكلماتهم هذه في تلك "الكارثة"، سنظل نتراجع أمام الآخرين طالما ننتقد أبنائنا بهذا الشكل، سنستمر في التراجع وسيستمرون هم في سكة أخرى.
في سوريا، وقبل سنوات، أغلقوا على أنفسهم وعلى أعمالهم الدرامية، وقاموا بتصعيد نجما وراء الآخر، حتى استطاعوا تنفيذ مسلسلات استحوذت على إعجاب الجميع بما فيهم المصريين أنفسهم!
الغريب أن مهاجمي تلك الأعمال الدرامية يبدأون في الهجوم قبل بداية رمضان، وقبل عرض أيا من هذه الأعمال، وذلك لمجرد كراهية شخصا ما، أو استغراب تحوله من السينما إلى الدراما، وكأنها سُبة أو شيئا يعيبه.
ثم يستمرون بعد ذلك في هجومهم عقب مشاهدة حلقة أو اثنتين على الأكثر!
مصر لديها الكثير من النجوم والنجمات من أجيال مختلفة، وهي ميزة لا تتواجد بأي منظومة فنية في دولا أخرى نُقارن بها، وهذا الموسم يجتمع العديد منهم على شاشة واحدة لتقديم أعمالهم، وبالتأكيد هذا شيء إيجابي في كل الأحوال.
أمرا آخر يبالغ فيه البعض بشكل كبير، الإعلانات التي تعرضها القنوات.
بالتأكيد لا أوافق على هذا الكم من الإعلانات الذي يقتطع كل مسلسل، ولكن دعونا نرى كيف يسير هذا الأمر.
موسم دراما 2012 يضم نجوما كبار، يزيد على ذلك تصوير أكثر من مسلسل في العديد من الدول، بالإضافة لصعوبة تصوير بعض المشاهد في أماكنها الطبيعية بدواع أمنية، وبالتالي الأمر يتطلب بناء ديكورات لتنفيذ تلك المشاهد بها.
وبالتالي تصبح تكلفة المسلسل كبيرة، فيقوم المنتج بتحديد سعر أعلى من الأسعار التي كانت تُحدد قبل ذلك، وبالتبعية تلجأ القنوات لحلول لتعويض تلك الأموال.
مهلاً، لا أقصد أيضا أنني موافق على التكلفة العالية والأجور الفلكية، ولكن ما رأيك لو وضعنا الأمر في مقارنة مع ما فعله التليفزيون المصري؟
التليفزيون رفض شراء المسلسلات ذو التكلفة العالية، بداعي أن الوزير حدد مبلغ بعينه لكل مسلسل، ورفض شراء أي مسلسل بتعدى تلك التكلفة، بالرغم من أن السبب الحقيقي هو فشل مسئولو ماسبيرو في تسويق تلك الأعمال وتعويض المبالغ التي دفعوها.
وبالتالي تكون النتيجة هي أن التليفزيون الحكومي لا يعرض جزءا كبيرا ومهما من مسلسلات الموسم.
فإذا لم تفعل تلك القنوات ذلك، سندخل في مشكلة إنتاجية كبيرة، وتصاب المنظومة بالخلل، وهي في الأصل لا تتحمل.
نتمنى أن يصل الوعي لمن يهاجمون من أجل الهجوم فقط، وأن نستبدل ذلك بالنقد البناء، لا تكون كالدبة التي تقتل صاحبها.
للتواصل عبر Facebook
وعلى Twitter