"أه يا بت يا مزة" "عايزها بيضة يامّا" "الشعب يريد خمسة جنيه رصيد" هذه هي أشهر ثلاث جمل ستسمعها في صيف 2012 في مصر بأي مكان أو مناسبة ستحضرها والبركة في "المهرجانات".
فببرنامج تحمله على كمبيوترك وكلمات شعبية مستوحاة من الشارع وكل شيء بها مسموح دون رقابة عليك أصبحت مطرب ومنتج لنفسك وموزع موسيقي أيضا، وبالطبع ليست هذه الموسيقى هي التطور التكنولوجي لفن الغناء الشعبي الذي كان يُنتج بحرفية حتى بداية التسعينات من القرن العشرين.
كل أغاني الانترنت لا تخضع للرقابة على المصنفات الفنية التي قد لا تجيز بعضها بسبب كلماتها، لكن بالنسبة لاستخدام مقاطع من هذه الأغاني في مسلسلات أو أفلام!
والأغرب هو موقف الفنانين الذين يخشون على تأثر حرية الإبداع بعد وصول الإخوان المسلمين لحكم البلاد ولكنهم لم يتحدثوا عن هذه الموسيقى نهائيا وعلى تأثيرها في المتلقي.
عام 2012 هو العام الذهبي لموسيقى المهرجانات الشعبية بعد ميلادها منذ عشرة أعوام تقريبا، فبه اجتاحت الوسط الفني لتصبح أيكونة دعائية يلجأ لها المنتجون في أعمالهم سواء سينمائية أو تليفزيونية وظهر ذلك بأحد أغاني فيلم "الألماني" وأغنية فيلم "جيم أوفر" وبرومو مسلسل "خرم إبرة".
اسمع الأغاني:
فأغلب منتجي الأفلام يلجأون إلى التيمة السهلة لجلب الأموال والانتشار وسط الركود الفني، فينج فيما يسعى له، ولكنه لا يلتفت للضرر المعنوي الذي قد يصيب أغلب السامعين لهذه الأغاني.
ولأن النشاط الفني توقف لفترة في مصر بسبب عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية، لقت هذه المزيكا طريقها في عالم السياسة الذي طغى على مصر في 2012، فاستخدمها أحدهم للدعايا الانتخابية للمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح لتصل لجميع الفئات الشعبية وتدعمه لديهم.
اسمع الأغنية
انتشار هذه الموسيقى يشكل خطرا على مستقبل الفن في مصر، وتهدد الذوق العام، فكيف للشعب الذي تذوق أبداعات استخدام الآلات الموسيقية الشرقية في الستينات والسبعينات من القرن العشرين وله تجربة طويلة في الدمج بين مزيكا الشرق والغرب أن يحرم أذنه من سماع كل ذلك ويلجأ لسماع الموسيقى الثابتة المبرمجة دون حس؟!
فهذه الموسيقى تنتشر بشكل كبير بين كل الفئات وكل الأعمار، مما قد يجعلها هي "البوب ميوزيك" POP Music المميزة لمصر؟! بعد تراجع إنتاج المطربين للمقسوم ولجوئهم للهاوس والديسكو والتكنو وارتفاع نسبة مغنيين المهرجانات!
ناقشني على Twitter