أدي اللي أخدناه من الثورة يا ليلى

تاريخ النشر: الاثنين، 8 أغسطس، 2011 | آخر تحديث: الاثنين، 8 أغسطس، 2011

كنت أود أن أكتب هذا المقال تحت عنوان "فن ما بعد الثورة" ولكني تراجعت بسبب تصريحات الفنانة التي أعجب بها دائما ليلى علوي.

بداية هذا ليس انتقادا لتصريحات سابقة لليلى علوي ولكنه توضيحا لزاوية أخرى مؤمن بها وتختلف عما قالته للميس الحديدي في قناة سي.بي.سي.

ويتلخص تصريح ليلى في أنها قلقة بسبب التدهور الذي حدث للفن عقب الثورة لاسيما في رمضان، وعندما قاطعتها لميس بأن ذلك وضح على الكم والكيف فاجتذبت منها ليلى الحديث وأكدت خوفها على الكيف أكثر.

والسؤال الآن عن أي فن تتحدث ليلى وعن أي كيف؟ ولماذا اقتصرت الفن على المسلسلات الدرامية في رمضان أو بعض الأفلام السينمائية؟

المعروف دائما أن حالة الغليان السياسي هي التي تنتج فنا رائعا وهو ما حدث وبقوة في أمريكا اللاتينية وفي مصر نفسها عقب ثورة 23 يوليو.

وحتى عقب ثورة 25 يناير تقريبا كانت الثمار الأولى للثورة على الجانب الفني أنها كشفت ذوق آخر للجمهور غير السائد قبلها، وأن الجمهور يتقبل أنواعا أخرى من الفن.

ففي الوقت الذي قد يكون العمل الدرامي المصري قل وإن كنت لا أرى ذلك، أو حتى في حال حدوثه فليس بسبب الثورة.

تقدمت فنون كثيرة ونشطت أشكال مختلفة من الإبداع، فظهرت فرق غنائية لا تتغنى بكلمات الحب أو تقدم نفس الموسيقى المعتادة.

فظهرت فرقة مثل إسكندريلا التي تقدم كلمات مختلفة وطريقة عرض مميزة وحماسية ولها طابع رائع، أيضا المطرب حمزة نمرة صاحب الصوت المبهر.

كما قدم المناخ السياسي المتهم بقتل الفن فرقة كايروكي التي تقدم موسيقى مختلفة تماما عن المتعارف عليه وكلمات أكثر حدة.

فن التصوير الذي تطور بشكل رائع، حتى قدمت طبيبة كتابا بإسم رسائل من التحرير قائم على صور تم التقاطها من ميدان التحرير خلال الثورة.

والأمثلة عديدة، هذه مجرد نماذج أظهرت قدرات العديد من الفنانين وأظن أن ذلك يصب تماما فيما كانت ترغب فيه ليلى وهو الكيف!

المدهش أن كل تلك المواهب كانت موجودة قبل الثورة ومنها ما هو موجود من عشر سنوات ولكنه لم يظهر على الصورة مطلقا، وهذا دليلا أن المناخ السياسي المختلف هو ما منحهم الفرصة وزاد مساحة إبداعهم.

أظن أن الفن لا يقتصر على نوع معين، وأن هناك أشكالا أخرى من الفنون تستحق المشاهدة غير المسلسلات التركية ولوحات فاروق حسني!